أعرب الدكتور محمد مرسي رئيس حزب "الحرية والعدالة" عن ترحيب "الإخوان المسلمين" بجميع المصريين للانضمام لعضوية الحزب، عدا أعضاء الحزب "الوطني" السابقين، وقال إن الحزب يقبل الرأي الآخر ونتيجة الصندوق ويرى أن الأمة هي مصدر السلطات ويرفض أن يسيطر فصيل أو حزب على مستقبل مصر السياسي. وأكد مرسي في مقابلة مع برنامج "الحياة اليوم" على فضائية "الحياة" الأربعاء أنه يرفض أسلوب المشاحنات أو الحدة في الحوار ويرفض لغة التخوين والتجريح، وقال إن الإخوان لا يريدون هذا بل لابد أن تؤخذ كل الأمور في سياقها. وأشار إلى على أن الأغلبية العظمى من المصريين حسم المسألة في الاستفتاء والإعلان الدستوري وبالتالي أصبح المسار موضحًا طبقًا للمادة 40 والمادة 60 بعد الإعلان الدستوري التي تحدد المسار: انتخابات برلمانية ومن ثم رئاسية ثم الدستور. وقال إن حزب "الحرية والعدالة" المنبثق عن "الإخوان" سيكون مدنيا مما تحمله الكلمة من معنى، ولن يكون حزبا دينيا، ولا مجال في مصر ليقوم حزبا غير مدني، لكنه سيحمل مرجعية دينية إسلامية، وفقا للدستور والقانون، وسيتصرف باستقلال كامل عن كل القوى السياسية، ومنها جماعة "الإخوان". وأضاف مرسي: نحن جميعا داخل وعاء واحد، وأي دولة لابد أن يكون لها هيكل عظمي ونحن الآن في فترة انتقالية ليس لدينا برلمان ولا رئيس ولا دستور، وبالتالي نحن في حاجة لبرلمان أعتقد أنه سيكون برلمان خاص جدًا وفي تصورنا كحزب "الحرية والعدالة" لما نتمنى أن يكون عليه البرلمان القادم أن يكون متجانسًا، وليس متطابقًا، وأن تغلبه روح الوطنية وحب مصر، وأن يتوافق أعضاؤه على القضايا القومية، وأن تكون المعارضة فيه قوية والأغلبية فيه أغلبية ائتلافية وليست أغلبية لحزب واحد، وأن تقبل الأغلبية والمعارضة كلاً منهما الآخر، وتلك هي المبادئ التي أتصورها بخيالي السياسي للبرلمان القادم كي يصبح برلماناً فاعلا متحملا للمسئولية . وقال إنه يأمل أن يحصل "الإخوان" على نسبة من المقاعد بالبرلمان القادم تتراوح ما بين 30% إلى 35%، وأشار إلى أنه يسعى لهذا، لكنه في ضوء الدخول في تحالف انتخابي ستتأثر هذه النسبة بعض الشيء "لأننا نتعامل مع الآخرين ولسنا بمفردنا". وحول ما يتمناه من الحكومة الحالية، قال رئيس حزب "الحرية والعدالة" إنه يأمل إعادة ترتيب البيت من الداخل سياسيًا، وضوابط للرئاسة، لكن الحكومة المقبلة سيكون من أولى أولوياتها النظر في المسألة الاقتصادية، فيما يتعلق بالإنتاج والاستثمار والتنمية، بالتوازي مع إعادة ترتيب البيت سياسيًا. وأشار مرسي إلى أن "الإخوان" لهم قاعدة شعبية كبيرة في الشارع المصري وأن أعضاء الحزب من العمال والفلاحين والشباب والطلاب والمرأة وكل فئات المجتمع مسلمين ومسيحيين لهم امتداد شعبي حقيقي في المجتمع المصري. ونفى ما تردد حول وجود تمرد من شباب "الإخوان" على الجماعة، وقال هذه مقولة غير صحيحة وتصور خطأ لدى الكثيرين لأن الذين خرجوا عن الإخوان عد قليل جدا نحو ثلاثين اختلفوا مع الإخوان في وجهات النظر وبعض الأفكار وخروجهم وتكوينهم لحزب آخر ليس معناه تمرد الأعضاء أو تفتت الجماعة، فالجماعة مترابطة ومتماسكة وليست قابلة للتفتت أو التشتت. وأكد أن الحزب جذب أنصار جدد وفيه نحو 25 عضوًا من المسيحيين ونسبة الجدد في الحزب لا يقل عن 40% من عموم الناس الذين يقبلون ببرنامج الحزب وأهدافه ووسائله وطريقته التي يعلن عنها للجميع، وقال إن الحزب مفتوح للجميع. وأعرب مرسي عن سعادته بالأحزاب الإسلامية، والأحزاب الأخرى، وقال "التنافس في الخير أمر محبب وليس مضرًا بل كل ذلك في مصلحة مصر، ومعناه أن الناس أصبحت تشعر بمسئوليتها عن وطنها، فنحن المصريين أثبتنا للعالم أن المصريين إرادة حرة لن يتلاعب بإرادتهم أي حاكم أو حكومة".