عندما سمعت عن الارقام الفلكية التى يحصل عليها زملاؤنا الصحفيون (المحظوظون)فى القنوات الفضائية التى فتحت ابوابها وملاينيها لهم بعد ثورة يناير .كدت ان أجن ووصلت الى حالة من الهلاووس التى انتابتنى ليلا واصبحت كالفنان حسن اتلى الذى اشتهر بمقولتة الشهير(انا عندى شعرة ساعة تروح وساعة تيجى).فقررت ركوب الموضة واعلن اعتصامى واضرابى عن الطعام داخل مقر صحيفة (المصريون)لعلى اجد ضالتى ويمنحنى الزميل جمال سلطان رئيس مجلس ادارة الجريدة ومشرفها العام على نصف اعشار ما يتقاضاة زملاءنا المحظوظين لفض اعتصامى لكنى تذكرت سريعا ان الزميل حالة كحالى تماما ويقوم بتوفير رواتب الزملاء الصحفيين الباقين بالجريدة بقوة الدفع وببركة المولى عز وجل.فرفضت الفكرة لاننى مهما اعتصمت لن تلتفت لحالى او تساندنى منظمات المجتمع المدنى والجمعيات الحقوقية لاننى لست محسوبا على التيار اليسارى او الليبرالى ورأيت ان الهلاووس ستذهب رويدا (بقزقزة اللب) المشهد العام للاعلام المصرى حاليا يثير علامات استفهام واستغراب وتعجب .قنوات جديدة طلت علينا (بوجوة صفراء)وتمويلات ضخمة ودعاية اكثر ضخامة واصحاب هذه القنوات مجهولون او بمعنى اخر غير معلومين استطاعوا استقطاب صحفيين مشهورين منهم كتاب ورؤساء تحرير صحف يومية واسبوعية والتعامل معهم بالورق الاخضر(الدولارات)..وعلى حد علمى ان احد هؤلاء الجهابزة الافذاذ يحصل على مائة الف دولار شهريا لمجرد انة اكتسب سمعة من معارك خاسرة مع الرئيس المخلوع..والمدهش ان مقدمى تلك البرامج يملئون الدنيا ضجيجا وصراخا فى مقالاتهم وينادون بالعدالة الاجتماعية والمساواة وتدنى الاجور التى تجعل المواطن يفكر فى الانتحار!!.ولم اسمع او ارى واحدا منهم (هز)جيبة وقام بالتبرع ولو بجنية لاحد مصابى ثورة يناير التى صنعتهم من جديد او لاسرة احد الشهداء او ساهم بجزء من راتبة فى اصلاح الاقتصاد المصرى فهدفهم الاول والوحيد (التكويش)على كل شئ..وهذا رئيس تحرير صحيفة يومية عمل مؤخرا مقدم برامج سياسية فى فضائيات ما بعد يناير يحصل على مائة الف جنية شهريا من جريدتة ويحصل على نصف مليون جنية من برنامجة اليومى .وعندما تشاهده يتحدث عن العدالة الاجتماعية فى برنامجه تشعر ان عروق جبهته تكاد تنفجر من الغضب والغيظ وهو يتحدث عن الظلم واخر هذه المصطلحات الحنجورية..ياسيدى فاقد الشئ لايعطية والمشاهد والقارئ لم يعد بالسذاجة والطيبة التى كان عليها قديما ويصدق الافلام الهوليودية والمعارك الوهمية التى تدار من اجل (البيزنس) مايحدث الان على مصر وشعبها مؤامرة مكتملة الاركان عبر القنوات الفضائية الجديدة التى وصل حجم تمويل احداها الى 400مليون جنية وقامت هذه القنوات بتقسيم محترفى دس السم فى العسل ومجيدى الوقيعة والفتن والترويع على بعضهم ..وليس غريبا او مستغربا ان يظهر فى النهاية ان القنوات الجديدة التى طلت علينا يمتلكها رجل واحد يمتلك اجندة خاصة او عمل خاص ولايريد ان (يهبش)فيه احد فستعان (بشلة) معروفة التوجة ويتحرك رادارها من خلال الورق الاخضر .واكاد اجزم ان خلال الاسابيع القادمة ستظهر قنوات جديدة بنفس الضخامة المالية او تزيد وستصنع جيلا جديدا يريد ان يثبت لنفسة انة اشطر من اساتذتة فى كل شئ بدءا من النفاق الاعلامى مرورا بالتطبيل وصولا الى التهليل بهدف حشر(الكروش) (بالقروش)ولن يرتعدوا لو اثبتوا بطريقة الجلا جلا ان الملك خفرع من اصل هندى.