بينما تتحول الموجة الثورية الثانية فى مصر إلى العنف، الذى شهدت العباسية أمس الأول أحد فصوله، تتزايد الشكوك الشعبية حول إمكانية محاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، الذى وصفه الزعيم الليبى معمر القذافى بأنه «رجل طيب ومتواضع». ورأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أمس أن موجة الاحتجاجات الثانية، والتى بدأت أوائل الشهر الجارى، بدأت تتحول للعنف، عقب مظاهرة نظمها نشطاء 6 إبريل، توجهت لمقر المجلس العسكرى، وفقا للصحيفة. ووصفت الاشتباكات التى استخدمت فيها الحجارة وزجاجات المولوتوف بأنها «أعنف المواجهات منذ سقوط مبارك»، وهو ما يشير إلى «الخلافات الحادة بين فصائل الثورة». وتثور خلافات حادة حول محاكمة مبارك بين مكونات الثورة، حيث تنقل صحيفة نيويورك تايمز فى تقرير أمس عن المستشار محمود الخضيرى نائب رئيس محكمة النقض السابق قوله «إن كل الدلائل تشير إلى أن مبارك لن يتعرض لأى نوع من المحاكمة». وأبدى المستشار، الذى عارض الرئيس المخلوع فى أواخر سنوات حكمه، رغبته فى التوجه إلى شرم الشيخ للمشاركة فى مظاهرة يوم 5 أغسطس المقبل، تطالب بمحاكمة مبارك. وقالت الصحيفة إن هناك اعتقادا بين المعتصمين فى ميدان التحرير أن القضاة، علاوة على قادة المجلس العسكرى، لا يبدون حماسة كبيرة لمحاكمة مبارك، علاوة على اعتقاد آخر بأن حكام الخليج يضغطون لمنع أية محاكمة علنية للرئيس المخلوع، خوفا من أن تنتقل هذه العدوى لبلادهم. ويبدو أن العقيد الليبى، الذى يواجه ثورة مسلحة ضد نظام حكمه الممتد لنحو 42 عاما، قد عبر عن كل الحكام العرب عندما انتقد ثورتى تونس ومصر، متسائلا عن سبب قيام ثورة 25 يناير، موجها حديثه للمصريين: «جاوبونى لماذا قمتم بالثورة هل علشان تجيبوا عمرو موسى رئيسا لمصر، ما تجيبوا نوال السعداوى أفضل.. قمتم بالثورة لماذا؟». ودافع القذافى عن الرئيس المخلوع قائلا: «حسنى مبارك ما يستحق البهدلة، يبقى معزز مكرم فى أى مكان، ما تخلو الرئيس الأول أفضل يتم مدته، وتعملوا انتخابات وتقولوا مع السلامة، وانتخبوا رئيس آخر وتتركوا الحياة طبيعية جدا جدا فى مصر وبدون مظاهرات ولا اعتصامات هذه المدة كلها سواء فى مصر أو تونس ماذا يعنى هذا؟».