ألقى الدكتور علي جمعة، خطبة الجمعة، اليوم، بمسجد "مفتاح معبد" بمدينة إبشواي بمحافظة الفيوم، حيث زارها اليوم تلبية لدعوة أحد أصدقائه، هذا وقد قامت المحافظة بإغلاق الشوارع المحيطة بالمسجد لامتلائها بالمصلين الذين فاضت بهم جنبات الطريق حول المسجد. وخلال الخطبة نبه فضيلته على أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يترك لنا شيئًا إلا وأخبرنا به، وأنه يجب علينا أن نستخدم هذه الوصايا الغالية في حياتنا حتى نصل بأنفسنا إلى بر الأمان، وأن أزمتنا الحالية مع الجماعات الإرهابية قد نبهنا إليها نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأرشدنا فيها إلى أن نتبع جماعة المسلمين؛ فقال «فإذا لم يكن هناك إمام فكل منا عليه بخاصة نفسه»، ولم يأمرنا بتكوين جماعة ومحاربة المسلمين بالسلاح، فمن يفعل ذلك فهو يتبع هواه ولا يتبع النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام. وذكر فضيلته أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبرنا بأوصاف الخوارج ومنهجهم العقلي بدقة متناهية حتى لا يلتبس علينا الأمر؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «سيخرجُ في آخرِ الزمانِ قومٌ أحداثُ الأسنانِ، سُفهاءُ الأحلامِ، يقولون من خيرِ قولِ البريَّةِ، يقرؤون القرآنَ لا يجاوزُ حناجرَهم، يمرُقون من الدِّينِ كما يمرقُ السَّهمُ من الرَّميَّةِ، فإذا لقيتُموهم فاقتُلوهم، فإنَّ في قتلِهم أجرًا لمن قتلهم عند اللهِ يومَ القيامةِ»، وفي روايةٍ: وليس فيه «يمرُقون من الدِّينِ كما يمرُقُ السَّهمُ من الرَّمِيَّةِ» رواه مسلم. وقال فضيلته إن من علامتهم أن الله تعالى يخزيهم ولا ينصرهم، وأنهم يقتلون المسلمين الموحدين ولا يحاربون أعداء الإسلام، وأنهم يكذبون ويكذبون ويكذبون حتى يتخذوا الكذب دينا، ويلبسون على الناس دينهم وأمنهم وحياتهم. وأوضح فضيلته سبيل النجاة من ذلك بأن نتمسك بما أمرنا به نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ وهو عبادة الله بذكره آناء الليل وأطراف النهار، فالذكر هو الذي سينير القلب ويزيل الغمام عن أعيننا وقلوبنا ويقربنا لجنة الله تعالى في الدنيا والآخرة، فالذكر هو جنة الله على الأرض.