كشف رئيس تحرير صحيفة "لوموند ديبولماتيك"، آلان جريش، تفاصيل واقعة اعتقاله واثنين آخرين مصريين، من أحد المقاهي بالقرب من السفارة البريطانية بالقاهرة، خلال تواجده في مصر منذ أيام، واستجوابه وإطلاق سراحه بعد ذلك. وفي مقال له على مدونته التابعة للصحيفة، أوضح جريش: "كنت في القاهرة من أجل المشاركة في مؤتمر يرعاه الاتحاد الأوروبي حول مشاكل الترجمة خلال يومي 9 و10 نوفمبر، لكني قررت أن أبقى بضعة أيام إضافية من أجل مقابلة أشخاص وأقيس التغيرات وأسوي بعض المشاكل المتعلقة بالنسخة العربي من صحيفة لوموند ديبلوماتيك". ويتابع جريش: "في 11 نوفمبر وفي تمام الساعة 11 التقيت بأثنين من المصريين – أحدهم صحفي والأخر طالب- على قهوة شهيرة أمام السفارة البريطانية بحجمها المثير للأعجاب والذي يذكرنا بأن المملكة المتحدة حكمت مصر خلال فترة الاحتلال منذ عام 1882". ويستكمل: "في أثناء وجودنا لم أعط انتباها لما حولنا، وتحدثنا باللغة العربية والإنجليزية عما يحدث في البلد ووضع الجامعات وحالة الإعلام". ويتطرق جريش إلى السيدة التي ثارت في وجههم واتهمتهم بأنهم يسعون لتخريب البلاد، متابعًا: "في هذه اللحظة، دخل شخص المقهى، يظهر واضحا أنه من المخابرات وجلس بالقرب منا ثم خرج قبلنا ونحن لم نعطه أي اهتمام". ويتابع رئيس تحرير لوموند ديبلوماتيك: "حينما غادرنا المكان، قام هذا الرجل وبعض أفراد الشرطة باستجوابنا، لكن ينبغي علي أن اعترف أنه طوال هذا الحادث تم معاملتنا جيدًا وأن أفراد الشرطة أحضروا كرسي لإحدى السيدتين الحوامل، وأخذوا منا بعد ذلك أوراق هويتنا وبدأوا بتوجيه الاسئلة لكل من في الشارع". وحول ما تعرض له، يقول جريش "تلقيت أسئلة عن محل إقامتي في القاهرة ولماذا قمت بتغيير الفندق وفي أي يوم جئت إلى القاهرة، وبعد نصف ساعة أعطوني جواز سفري وطلبوا مني الرحيل لكني رفضت إلى حين إطلاق سراح الشخصين الآخرين، لذا أخذوا جواز سفري من جديد، وبدأ أحد رجال الشرطة بتوجيه اسئلة لي مجددًا: هل لديك تصريح بالعمل من قبل وزارة الإعلام؟ لا، إذا جئت أنا إلى فرنسا لأجري لقاءات مع أشخاص، أفلا يطلبون مني تصريح؟ أجبت أيضًا بلا". 3 استنتاجات من هذا الحادث وأوضح جريش في مقاله أن هذا الحادث أثار في نفسه 3 استنتاجات، أولها أن الأخطر لم يكن هو حادث الاستجواب ولكن تعرضه للإهانة من "مواطنة جيدة" عازيا ذلك إلى أن جزءا من المصريين أصبح مقتنعًا بأن بلاده تواجه مؤامرة أمريكية أوروبية إسرائيلية، على الرغم من أن "هذا يعتبر تناقضا لو علموا مدى قوة العلاقة الموجودة من الآن فصاعدًا بين القاهرة وتل أبيب". مضيفا: "الوضع يشبه ما كانت عليه الولاياتالمتحدة في اليوم التالي من أحداث 11 سبتمبر والتي يلخصها قول الرئيس الأمريكي: من ليس معنا سيكون ضدنا". ثاني استنتاج حول قوة وسائل الإعلام الاجتماعية التي "نشرت الخبر بسرعة وقوة" يقول جريش، إنه في بضع ساعات طافت المعلومات العالم واستقبل عددا كبيرا من رسائل الدعم، كما أجرى لقاءات مع العديد من القنوات. أما عن ثالث الاستنتاجات والذي يتعلق بالاستنتاج السابق، فيقول "لم أمنع نفسي من التفكير في ردود الأفعال المبالغ فيها لكوني صحفي غربي. يوجد في مصر آلاف المسجونين السياسيين بعضهم يضربون عن الطعام ويخاطرون بحياتهم". وتابع جريش: "كان أفضل لو جذب هذا الحادث الانتباه حيال هذه الحالات، أفكر في المقام الأول في المسجونين السياسيين المضربين عن الطعام منهم علاء عبد الفتاح ومحمد سلطان، فتدهور وضع حقوق الإنسان والحريات العامة في مصر لا ينبغي أن يترك أي شخص غير مبال، خصوصًا أصدقاء هذا البلد وشعبه".