قال الدكتور سعيد اللاوندى الخبير فى العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية إن زيارة رئيس وزراء الجزائر عبد المالك سلال لمصر تؤكد التنسيق الكامل بين البلدين بشأن العديد من المجالات السياسية أو الاقتصادية والأمنية بشكل يدفع العلاقات الثنائية للأمام ، لافتاً إلى أن الزيارات المتلاحقة خلال العام الجاري للمسئولين فى كلا البلدين خير دليل على ذلك . وأضاف اللاوندى ، خلال حواره مع الإعلامي محمود الوروراى ببرنامج الحدث المصري المُذاع عبر شاشة العربية الحدث مساء الخميس ، أن عملية التقارب بين مصر والجزائر برزت أكثر بعد ثورة 30 يونيو وبدء تنفيذ خارطة الطريق التي لاقت ترحيب العديد من الدول ومنها الجزائر ، موضحاً أنه في محاولة لتعويض ما فات حرصت الدولتين على أن تتضمن اللجنة العليا المشتركة التوقيع على 12 مشروعاً لاتفاقيات تعاون حازت على اتفاق الجانبين تتعلق بصفة عامة بمجالات الصناعة والأشغال العامة والتعليم العالي والثقافة والتدريب المهني وغيرها، فضلا عن 18 اتفاقية أخرى قيد الدراسة. وأوضح الخبير فى العلاقات الدولية أن النقلة النوعية على طريق استعادة العلاقات المصرية-الجزائرية لأهميتها تمثلت اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي “الجزائر” لتكون أول بلد عربي يزوره بعد توليه الحكم ، موجهاً رسالة قوية لكل مشكك حاول خلال الفترة الماضية تعكير صفو العلاقات التاريخية بين البلدين ، مضيفاً أن الجزائر لعبت دوراً مهماً في عودة مصر للاتحاد الإفريقي باعتبارها من أهم الدول المحورية فى القارة الإفريقية وقوة اقتصادية كبيرة . وتابع أن الأحداث في ليبيا أصبحت تشكل تهديداً للأمن القومي لمصر والجزائر، بصفتهما دولة جوار ليبيا، وأن الدولتين تدركان ضرورة التعاون المشترك في الوقت الحالي لإعادة الاستقرار في ليبيا ولتجنيب الدولتين خطر الجماعات المسلحة التي تسيطر على ليبيا، متوقعاً أن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من التنسيق والتشاور في هذا الملف.