سخر الدكتور محمد محسوب - وزير الشؤون القانونية الاسبق - من وصف إحدى الصحف الخاصة له بأنه "المنقلب على نفسه" كاتباً تدوينة تحت عنوان " هو منقلب واحد" . وكشف محسوب عدة وقائع مثيرة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي مستخدماً - طريق المخالفة - من أجل قول تلك المعلومات حيث قال: "جرنان" منقلب ينشر صورتي بين ثلاثة من أشراف مصر ملصقاً بكل منهم صفة لا تليق إلا بعملاء السلطة القمعية الذين يعرفهم "الجرنان" جيدا.. اختار لي صفة "المنقلب على نفسه".. لكني أخشى على الجرنان أنه أشركني في صفة لا يتصف بها إلا سيدهم الذي لا ينجو من تنكيله حتى خدمه المنبطحين له.. وأضاف: فأنا لم أداوم على زيارة الاتحادية يوميا للصلاة خلف الرئيس مرسي لأبدو بصورة التقي الموالي بينما أخطط للانقضاض عليه.. ولم أردد كلاما حول أن جيشنا لا ينقلب وأنا أمهد الأرض لأقوم بأكثر الانقلابات دموية.. ولم أقل يوما أن قتل أهلنا بسيناء خط أحمر.. ثم أسارع في قتلهم والتنكيل بهم.. بل وتهجيرهم في سابقة لم تحدث في التاريخ سوى لأهلنا بالنوبة وإن كان لسبب نبيل هو بناء السد العالي.. ومع ذلك مازلنا نساند حقهم بالعودة لأرضهم التي لا تمنعهم منها سوى أسباب خفية يعرفها المداومون على تهجير شعبهم.. وأضاف: لم أقل أن الجيش إذا نزل الشارع فستتأخر مصر 40 سنة.. وفي أول فرصة أدفع الجيش للحواري والميادين ليلهث خلف وهمِ الإرهاب بينما يجري إنهاكه وإضعافه ووضعه في مواجهة أبناء شعبه.. ثم أُصدرُ قانونا ليبقى الجيش في الشوارع أعواما طالما لم يستقر مقعد السلطة.. لم أقل أني لبيت نداء الشعب دون طمع في سلطة.. ثم حاصرت الشعب وسجنت الرأي لكي لا ينافسني منافس حقيقي على السلطة.. كل ما قلته إن مصر لن تنهض إلا بكل أبنائها.. واتفقت مع الرئيس مرسي واختلفت معه فاستقلت من الحكومة.. لكني لم أستقل من الدفاع عن ثورة يناير.. ثورة طالبي العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.. وقلت أن الانقلاب على الرئيس مرسي انقلاب على ثورة يناير.. لأني رأيت خلف الدعوة لإسقاطه صورة نظام مبارك يعود بفساده وقمعه.. وضعفه وتبعيته.. وانبطاحه أمام الخارج وتجبره على شعبه.. وأردف: أنتم تبحثون عن حياة تعظمون فيها صنما تُرهبكم نظراته الجوفاء.. ونحن نبحث عن حياة لا نعظم فيها إلا رب الكون.. ولا نعتز فيها إلا بمصريتنا.. نختلف فيها ونتفق دون تكفير أو تخوين.. دولة تجعل من اختلاف مفكريها وتياراتها الفكرية والسياسية بوتقة لصناعة الحضارة.. تملأ جامعاتها بالفكر لا بالخوف والرصاص.. تملأ معاملها بالعلماء لا بالمدعين والبلهاء.. وتملأ بطون شعبها بالغذاء لا بالوعود الجوفاء.. وتضع شبابها على الأعناق لا في السجون..هذه حياة لا تعرفونها.. لكنا نعرفها وسنحصل عليها.. ولا نأسف أن أمثالكم سيتذوقون الحرية التي يصنعها الشهداء والمعذبون والثكالى والمطاردون..فهي الحرية.. يصنعها الأحرار ولا يستثنون أحدا من التمتع بها حتى أعداءها..