فتحت زيارة رئيس وزراء اليونان، أنطونيس سامراس، ورئيس قبرص نيكوس اناستاسيادس إلى القاهرة، باب التكهنات حول التوجّه الجديد للنظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي، الذي يحاول جاهدًا انتزاع اعتراف من قبرص بأحقية مصر في بعض حقول الغاز. وحبست إسرائيل أنفاسها، خلال الزيارة القصيرة التي قام بها رئيس قبرص لمصر، خوفًا من حدوث تحالف "مصري قبرصي يوناني"، تسعي مصر من خلاله إلى استعادة حقول الغاز المسلوبة منها لصالح إسرائيل. وقال المهندس جورج عياد، الخبير البترولي، إن "هناك دولاً غربية تمُارس ضغوطًا على مصر لإثنائها عن المطالبة بحقوقها المشروعة في حقول الغاز بالبحر المتوسط، في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل للسيطرة عليها في ظل انشغال الدول العربية بالربيع العربي". وأضاف "إسرائيل تحاول عرقلة الاتفاق المصري القبرصي على رسم الحدود البحرية بين البلدين"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل تُنتج غازًا من حقل يسمي (تمار) وتريد ربط قبرص ومصر، لشغلهما عن باقي الحقول الموجودة في البحر المتوسط. وأوضح أن "دولة قبرص ستُصبح في خلال أعوام قليلة من أكبر المصدرين للغاز في المنطقة ولكن تقف بعض المعوقات في رسم الحدود المائية والإقليمية بين الثلاث (مصر وإسرائيل وقبرص)، وسط محاولة إسرائيل عرقلة الوصول إلى اتفاق بين مصر وقبرص، بعد أن وقعا بالموافقة على بداية مفاوضات رسم الحدود". وأكد عياد أن "إسرائيل من خلال أعوانها وشركائها تريد أن تستفيد من مصنع تسييل الغاز الموجود بدمياط والمملوك لشركة إسبانية بدافع عدم دفع غرامات كبيرة للشركة في حالة استخدام مصنعها بمصر". وأشار إلى أن "هناك مفاوضات خاصة بين إسرائيل وبعض رجال الأعمال المصريين، عن طريق إنشاء لشركة بتركيا تتحكم فيها المخابرات الأمريكية وهذه الشركة ليس الهدف منها هو حل أو مساعدة مصر في أزمتها في الطاقة، وإنما الضغط في طريق تصدير الغاز من إسرائيل إلى مصر". واعتبر أن "الغريب في الأمر هو استخدام جزء من التصدير ليتم عبر ما يسمي خط الشرق وهو الخط الذي كانت مصر تصدر الغاز منه إلى إسرائيل".