مؤسس حزب المبادرة الشعبية ل"المصريون": تأجيل الانتخابات البرلمانية غير دستورى والبرلمان القادم سيطعن على دستوريته وزارة محلب تعيد للأذهان حكومات رجال الأعمال.. والوضع الحالى سيؤدى لثورة مظلومين تقضى على الأخضر واليابس النظام الفردى للانتخابات يفتت البرلمان.. و"النور" سيحصل على الأقلية المساوة أهم مطالب الأقباط.. والبعض يلعب بورقة قانون دور العبادة الموحد للحصول على مكاسب سياسية الكنيسة تتجاهل مشاكل الأقباط الحقيقية.. وانشغلت باللعبة السياسية
أكد الدكتورمينا ثابت مؤسس حزب المبادرة الشعبية، أن الاقباط يعانون بعد 30 يونيو اضطهادًا لم يعانوه بعد 25 يناير، مضيفًا أن تأجيل الانتخابات البرلمانية غير دستورى والبرلمان القادم سيطعن على دستوريته. وقال ثابت فى حواره ل"المصريون"، إن وزارة محلب تعيد للأذهان حكومات رجال الأعمال، وأن الوضع الحالى سيؤدى لثورة مظلومين تقضى على الأخضر واليابس. وإلى نص الحوار.. ** فى البداية.. بعد التفجيرات الأخيرة ومقتل الجنود فى سيناء..هل مصر ترجع للخلف؟ الجميع يعلم أن مصر لم تتقدم للأمام حتى ترجع للخلف، مصر وقفت "محلك سر" منذ أعوام كثيرة، فنحن لم نتحرك خطوة منذ أيام مبارك، مازال التقصير الأمنى موجودًا فى جهازى الجيش والشرطة. ** معنى ذلك.. أن أداء حكومة محلب سيئ؟ بل سيئ جدًا.. فالأخبار عن الإهمال والأخطاء الإدارية التى ترقى أحيانًا لشبهات فساد دون رد واضح عليها، أكبر دليل على أن هذه الحكومة ربما تكون حكومة رجال أعمال جديدة. **هل تقصد.. أن حكومة نظام مبارك تعود مرة أخرى؟ بالطبع.. إصدار الأوامر بالإسناد المباشر لوزرات مهمة، وإبرام صفقات دون رقيب عليها، كما حدث فى التعاقد مع شركه "فالكون" وهى الشركة رقم 2 فى مصر، والسؤال هنا لماذا لم يتم التعاقد مع الشركة رقم1 فى مجال الحراسات، ولماذا نقوم بصرف 300 مليون جنيه على الأمن فى الجامعات خلال عام واحد، ونحن لدينا حكم قضائى بعودة الحرس الجامعى مرة أخري؟. ** أفهم من ذلك .. إنك مع عودة التدخل الأمنى بالجامعات مرة أخرى؟ على الإطلاق.. وإنما يجب أن يعود الحرس الجامعى مرة أخرى احترامًا لحكم القضاء، وتوفيرًا لأموال من حق الشعب ومن قوته، ولكنه لا يجب أن يعود كما كان فى السابق، بمعنى أن إداراته تتبع رئيس الجامعه قبل أن تتبع وزير الداخلية، فلا يجوز بعد ثورتين أن يعود الحرس الجامعى يتدخل مرة أخرى فى تعيينات أعضاء هيئة التدريس فى المناصب العليا، لا سيما بعد قرار الرئيس السيسى بتعيين القيادات الجامعية بدلاً من الانتخاب. ** نحن شعب لا تصلح معه الديمقراطية؟ نحن شعب لم يذق طعم الديمقراطية حتى الآن، فثورتى 25 يناير، و30 يونيو لم تكتملا. **هناك ثورة ثالثة؟ بالطبع .. فهناك ثورة قادمة ستقضى على الأخضر واليابس فى مصر. **ثورة جياع؟ لن تكون ثورة للجياع، ولكنها ثورة للمظلومين والمهمشين، الكثيرون هضم حقهم، ويشعرون بالظلم. ** كثيرون كانوا يعتقدون أن الرئيس السيسي"حصان طروادة" الذى يستطيع أن يحل كل مشاكل مصر لكن...؟ مقاطعًا..الرئيس السيسى مثل أى رئيس آخر لن يستطيع أن يحل مشاكل مصر وحده، وقد كنا نتمنى أن يكون هناك مستشارين للرئيس، ولكن هذا لم يحدث فنحن لا نرى إلا شخص الرئيس السيسى الذى يتولى مهام جسيمة ولكنه بمفرده، لذلك لا نرى أى تغيير على أرض الواقع. ** السيسى يعيد استنساخ نظام الإخوان؟ نعم.. فهناك أشياء كثيرة تكررت، وتكاد تكون بحذافيرها. ** معنى هذا.. إننا ظلمنا الإخوان ولم نعطهم فرصتهم كاملة؟ الإخوان جاءتهم فرصة تاريخية، ولكنهم أضاعوها عندما لم يمدوا جسور الود لباقى طوائف الشعب، واكتفوا بأنفسهم ومن يهللون لهم، والآن يحدث نفس السيناريو، فلا جسور تمتد إلا مع من يهلل للنظام أما من يقول إن النظام يرتكب نفس الأخطاء تكيل له اتهامات كثيرة. ** لذلك طلب الرئيس السيسى من الإعلاميين أن يتحدثوا عن "الأمل والأمان والرضا"؟ الرئيس السيسى قد ينخدع أن هناك "مطبلين" له فى وسائل الإعلام، ولكن هؤلاء لن ينفعوه كما لم ينفعوا غيره، وعليه أن ينظر بعين الاهتمام للمعارضين لأن معارضتهم من أجل مصر. ** هل سنعود للعصر الناصرى.. ونجد قيودًا على حرية الإعلام؟ علمت أن الرئيس السيسى طلب أن تزيد القبضة الأمنية على العديد من الجهات بلا استثناء سواء كانوا من أهل الإعلام أو الجامعات، على اعتبار أن الحل الأمنى هو المفتاح السحرى لحل مشاكل مصر، ولكن رغم هذا لن تعود مصر لعهد عبد الناصر بعد ثورتين. ** هل تعتقد أن تأجيل الانتخابات البرلمانية فيه مخالفة دستورية؟ نعم فيه مخالفة دستورية، خارطة الطريق يتم العبث بها بسبب تأجيل الانتخابات البرلمانية، والبرلمان القادم قد يطعن على دستوريته بسبب هذا التأجيل،لأننا من المفترض أن هذا القانون معلوم سلفًا ومعروف بنوده، وربما تكون هى مسرحية، فالكل يعلم أن هذا القانون لن يتم التغيير فيه، بالإضافة إلى اختراع إعادة ترسيم المحافظات لإعادة تقسيم الدوائر يعتبرالعبث بعينه. ** إذا كان مخالفًا دستوريًا .. فلماذا الاستمرار فى خوض الانتخابات؟ قد يكون هناك مقاطعة للانتخابات مالم يحدث تحالفات يتم فيها البعد عن الأشخاص الذين أفسدوا الحياة السياسية ولا يهتموا إلا بمصالحهم، وأن الكتلة التى ستنجح لتعبر عن هذه المطالب كتلة ضئيلة لن يكون لها صوت وسط البرلمان، فمن الأفضل لنا أن نصمت..صمت العقلاء الذين يعلمون أنه الهدوء الذى يسبق العاصفة. **كيف ترى شكل البرلمان القادم من خلال قراءتك للواقع السياسى الذى نعيشه فى وقتنا الراهن؟ أرى أنه سيكون برلمانًا مفتتًا لا أغلبية فيه لأحد، ومن الصعب إقامة تحالفات لبناء أغلبية، ولن أجد فى البرلمان القادم كتلة متماسكة باستثناء حزب النور، والباقى سيكونون مستقلين وليس لهم علاقة بالتشريع أو بالرقابة لأن معظمهم من النوعية التى كانت سائدة فى برلمات قبل الثورة، وهو النائب المنشغل بمصالحه وبمشاكل دائرته. ** هل تعتقد أن حزب النور سيحصل على نسبة كبيرة فى البرلمان القادم؟ حزب النور سيحصل على نسبة ولكن لن تكون نسبة كبيرة بأى حال من الأحوال. ** هل التحالفات الحزبية القائمة الآن ستتيح للأحزاب فرصًا أكبر داخل البرلمان القادم؟ حالة التحالفات التى نراها والارتباك الشديد فيها ناجم من إدراك هذه الأحزاب أنها تتعامل مع نظام انتخابى سيئ سيقلل من فرصها فى العملية الانتخابية، وفى نفس الوقت سيضعف من قدرة التحالفات لأن النظام الفردى سيضعف من فرص الأحزاب وفرص التحالفات، بالإضافة إلى أن معظم هذه التحالفات غير جديرة بالثقة لاستمرار تغلب رأس المال، ووجود كثير من الوجوه السابقة العجوزة القديمة التى لا تزال تحلم بالسلطة. ** هل يمكن أن يكون البرلمان القادم هو برلمان الثورة الذى يحلم به المصريون؟ لن يكون كذلك. ** هل أنت مع تطبيق نظام الكوتة أم ضده؟ أنا مع تطبيق نظام الكوتة.. ولكن إذا أسفرت الكوتة عن أقباط يهللون للنظام وامرأه لا تمثل بنات جنسها فأنا ضدها أيضا لأنها ستكون استمرارًا لبرلمان فاسد ونظام فاسد، الأمل الوحيد لاستقرار مصر هو العمل على عدم دخول الفاسدين للبرلمان من جديد، وامرأة حقيقية ليست من المجالس المهلهلة، وأقباط حقيقيون ليسوا أبواقًا للنظام وليسوا خونة. ** ما أهم مشاكل الأقباط فى مصر؟ للأقباط أكثر من مطلب.. ولكن أهمها أن يتساوى الأقباط مع البسطاء المسلمين مع أبناء الفاسدين وأصحاب "الكوسة"، أما مطلب توحيد دور العبادة فهو المطلب الأخير للأقباط، لأنه من مصلحة المهللين من الأقباط أن يشعروا الرأى العام أن هذا مطلب الأقباط الأساسى فيتم التلاعب بهذا المطلب لإبرازه على أنه المطلب الأهم وهذا غير حقيقي. ** لماذا نجد مشاكل طائفية فى مصر؟ فى أى مجتمع يسود فيه العدل لن نجد مشاكل طائفية، ولأننا مجتمع يندر فيه العدل فمن الطبيعى جدًا أن نجد مشكلة طائفية، فأى مشكلة يشتم فيها مسلم ومسيحى تتم إحالتها لجلسه عرفية، والجلسه العرفية لا تنصر الأقباط نهائيًا، ويتم تبرير هذا أنكم أقلية، رغم أن الجلسة العرفية حرام شرعا فى المسيحية والجلسات العرفية تتم بالإجبار فنجد مدير الأمن والمحافظ يتقدمان الصفوف فى إهدار حقوق الأقباط. ** وهل ترى أنكم أقلية بالفعل؟ يجب أن تعلمي.. أن الأقباط ليسوا أقلية لأنه يشاركهم فى الظلم أغلبية المسلمين. ** كيف ترى علاقة الكنيسة بالسلطة؟ الأقباط يتحملوا وزر تصرفات بعض رموز السلطه الدينية القبطية أو الهيئة الدينية القبطية الرسمية، و يدفعون ثمن تصرفاتهم، فنجد على سبيل المثال، رئيس الكنيسة القبطية يدعم"السيسي" للرئاسة وهذه سقطة كبيرة لا ينبغى أنا نتحملها كأقباط، فالأقباط يعانون من تدخل الكنيسة فى العمل السياسي، فالكنيسة ينبغى ألا تهتم إلا بالنشاط الروحى للأقباط وهو النشاط الذى تفشل فيه بكل أسف، فنرى حالات هروب لفقيرات الأقباط ولا نعلم أين ذهبن، كما نجد أن شباب الأقباط سيطرت عليه موجة علمانية شديدة، وذلك بسبب أن الكنيسة تركت وظيفتها الرئيسية وتفرغت لأعمال لا تليق بها. ** وكيف كانت علاقة الكنيسة بالإخوان؟ العلاقة لم تكن سيئة بين الإخوان والكنيسة كما يتصور البعض، فالرئيس السابق محمد مرسى قام بتعيين الأسماء التى أرسلتها الكنيسة فى مجلس الشوري، وقد كانت كالمعتاد رموزًا سيئة شابهت الرموز التى كان يختارها مبارك، بالإضافة إلى أنه لم يصب الأقباط من ضرر فى عهد الإخوان بقدر ما أصابهم فى عهد السيسى من اختطاف وحرق كنائس والتباطؤ فى إعادة ترميمها، واعتداء وحشى من الشرطة على بعض الأقباط كما حدث بواقعة جبل الطير.