ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن تقارير حديثة تؤكد أن الرئيس المصرى حسني مبارك يعاني مشاكل في الأذن الداخلية تسببت في فقدانه التوازن إضافة إلى أنه توقف عن لعب الاسكواش بسبب مرض يلم بركبتيه. وجاء في تقرير للصحيفة أن الحالة الصحية للرئيس مبارك البالغ من العمر 78 عاما تمثل مصدر قلق دائم بالنسبة لشركائه السياسيين في الداخل وأيضا الداعمين الخارجيين لنظامه العلماني لاسيما الولاياتالمتحدةالأمريكية. أضافت الصحيفة الإسرائيلية أن مبارك على الرغم من أنه حكم هذا البلد المهم والكبير، في إشارة إلى مصر، على مدى ربع قرن إلا أنه لم يترك ورائه ما يخلد ذكراه. أشارت الصحيفة أيضا إلى أن ما يقرب من 65 في المائة من المصريين في الوقت الراهن لم يشهدوا رئيسا غير مبارك باعتباره أطول الرؤساء حكما لمصر منذ عهد محمد علي. في سياق متصل، رأت "هاآرتس" أن خبرة الرئيس مبارك مكنته من استغلال القوة المتنامية لجماعة الإخوان المسلمين لمواجهة الضغط الأمريكي الذي يواجهه من أجل تبني الديمقراطية. وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن مبارك يفضل حركة إسلامية خاضعة للسيطرة، في إشارة لجماعة الإخوان المسلمين، على إصلاح سياسي يسمح بتشكيل معارضة غير إسلامية يصعب السيطرة عليها من خلال التعديلات الدستورية أو الاعتقالات أو التهديدات. تساءلت الصحيفة الإسرائيلية: هل مصر ستتبع نفس طريق الأردن وسوريا؟ وهل ستقبل المعارضة الإسلامية تتويج الوريث كسلوك يعبر عن الديمقراطية فيما قبل العصور الحديثة؟ واستعرضت الصحيفة ما قالته إيليت يحياف، المسئولة عن الشئون المصرية في قسم الأبحاث السياسية التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية،: بالنسبة للجماعات الإسلامية، الديمقراطية لا تعني شيئا أكثر من كونها قناة لإيجاد كيان لهم داخل الإدارة الحاكمة، ومن ثم فإنها تملك القدرة على الانقلاب عليها عندما تتأكد من إحكام قبضتها. وأضافت يحياف أنها تعتقد أن الاحتمال الأرجح أن يترك النظام جماعة الإخوان المسلمين تحترق تحت شمس الانخراط في السياسية الملتهبة. قالت الصحيفة إن النظام الحاكم في مصر فى اطار محاولاته لتجنب أي صدمة قد يتعرض لها لجأ إلى تفصيل الدستور ليتناسب مع مقاسات الوريث المحتمل جمال مبارك البالغ من العمر 42 عاما. ورأت "هاآرتس" أن جمال مبارك لا يفهم طريقة التفكير لدى الغالبية الفقيرة من المصريين كونه نشأ خلال المراهقة في القصور حيث كان في التاسعة من عمره عندما تولى مبارك الأب منصب نائب الرئيس.