كشفت دراسة لوزارة الصحة والسكان، أن نسبة الأمية بتسعة من محافظات الصعيد تصل إلى 60% بين السيدات، وأن نسبة غير العاملات تتجاوز 90%، بينما تحجم الكثير منهن عن استخدام وسائل منع الحمل. وصرحت الدكتورة سحر السنباطى رئيس قطاع السكان وتنظيم الأسرة بوزارة الصحة والسكان، أن هذه النتائج من خلال تنفيذ حصر سكاني بتسع محافظات هي: الفيوم، بني سويف، المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، 6 أكتوبر، الأقصر، أسوان، بهدف إعداد قاعدة بيانات تضم معلومات وافية عن المنتفعات والظروف المجتمعية المحيطة بكل قرية. وأشارت إلى أنه تم اختيار مجموعة من القرى المستهدفة بمحافظات الصعيد التسعة، لكي تكون هي البداية في تطبيق هذا البرنامج القومي الذي يرتكز على أساس التخطيط على مستوى القرى. وأظهرت نتائج الحصر الأولية ارتفاع نسبة الأمية إلى 60% بين السيدات بالقرى المنفذ بها الحصر، وأن نسبة غير العاملات بتلك المحافظات يزيد عن 90% وأن نسبة غير المستخدمات لوسائل تنظيم الأسرة بمحافظة سوهاج يصل إلى 68%، وأن أحد أهم أسباب التوقف عن استخدام وسائل تنظيم الأسرة هي الرغبة في الحمل. وكشفت النتائج أن أعلى نسبة للحصول على وسائل تنظيم الأسرة كان من خلال الوحدات الصحية التابعة لوزارة الصحة، وأنه يجب أن تراعى أبعاد المشكلة السكانية الثلاثة (الخصائص السكانية، النمو السكاني السريع، التوزيع الجغرافي الغير متوازن)، وأن نعمل عليها مجتمعة ولا نهمل أي بعد منها. من جانبه أكد الدكتور عبد الحميد أباظة مساعد وزير الصحة و السكان للشئون الفنية والسياسية أن وزارة الصحة والسكان تبذل جهدًا كبيرًا في التصدي للنمو السكاني المتسارع من خلال شبكة من الوحدات الصحية والعيادات المتنقلة التي تقوم بتقديم خدمات تنظيم الأسرة والتوعية بتلك الخدمات بين كافة أبناء هذا الوطن. وقال إنه لكي يتحقق نجاح البرنامج القومي لضبط النمو السكاني لابد من تحسين الخصائص السكانية، مشيرًا إلى تنفيذ العديد من الدراسات والأبحاث للتعرف على الدوافع التي تقف وراء استمرار رغبة الأسرة المصرية في إنجاب مزيد من الأطفال، وصياغة الرسائل الإعلامية الملائمة التي تساهم في تغير مفهوم وأنماط قاطني تلك المجتمعات الفقيرة ذات الفكر القبلي والتي تميل لتبني الأفكار والمعتقدات الخاطئة بالمجتمع والموروثات والعادات البالية مثل العزوة وتمييز الولد ومنع المرأة من العمل، حتى يمكن القضاء عليها في المجتمع المصري بما يحقق طفرة تقدم ونمو اقتصادي. وأضاف إن قطاع السكان وتنظيم الأسرة يبذل بالتعاون مع الشركاء من الوزارات المعنية والمنظمات غير الحكومية جهودًا كبيرة من أجل مواجهة الأمية وقضايا الفقر والبطالة والذي يعد أخطر ثالوث يواجه تقدم مصر وازدهارها، والمساهمة في الخروج من الوادي الضيق إلى رحاب المدن الجديدة و تعمير الصحراء بهدف تحقيق توزيع جغرافي متوازن يحقق الاستفادة من سكان مصر واستثمار تلك الطاقة البشرية. وأكد أنه وفي أعقاب الدور الفاعل الذي قام به الشباب في ثورة 25 يناير تم وضع ضمن مخططات الوزارة خلال المرحلة القادمة ضرورة تفعيل دور الشباب والاستفادة بهم لكي يكونوا رسل تنوير تساهم في نقل رسائل تنظيم الأسرة ونشرها بين ذويهم وأقاربهم، بما يسهم في دعم قضية السكان وتنظيم الأسرة.