قال الرئيس المخلوع حسنى مبارك، إنه لم يفكر يوماً فى توريث ابنه جمال، رئاسة مصر، لأن مصر مش "عزبة" علشان أورّثها لابنى، لأن مكنش حد هيقبل هذا التخريف"، بحسب تعبيره. وأضاف مبارك، فى حواره نشرته جريدة "الوطن" أنه سلم أمور البلاد فور تنحيه للمجلس العسكرى، قائلاً:" أنا لما تخليت عن الحكم، قلت أسلم الأمور للمجلس العسكرى لأنه مش بس عنده كفاءة لإدارة البلد، ولكن لأنه يعرف حجم التضحيات التى بُذلت لحماية الأرض والوطن، وعارف كمان إن عندنا أعداء وخصوم، والحمد لله إن الجيش المصرى هو الوحيد الثابت والمتماسك والقوى فى المنطقة كلها، ولسه بيضحى علشان بلده". وفيما يتعلق بملف توريث حكم البلاد لابنه جمال ، قال مبارك: "والله العظيم ما كان فيه حاجة من دى خالص، إزاى حد يفكر إنى كنت ناوى أورّث الرئاسة لابنى، ده أنا كنت ناوى ما أرشحش نفسى للرئاسة بعد كده". وأردف:" كنت تعبت خلاص وعايز أرتاح.. ثم إن "جمال" ابنى كان له دور محدد فى الحزب الوطنى.. يعنى لا رئاسة ولا دياوله.. وأنا نفيت الكلام ده كتير.. وما حدش صدّق.. وكمان هى مصر "عزبة" علشان أورّثها لابنى؟!" واستطرد:" ومين كان هيقبل التخريف ده.. أنا نفسى ما أقبلش.. وقلت ده أكتر من مرة لكل القيادات فى الدولة، ومنهم اللواء عمر سليمان يرحمه الله، والمشير طنطاوى، وصفوت الشريف، كنت أضحك عندما تأتينى تقارير عن الكلام حول "التوريث" وأقول لهم انتم تعرفوننى جيداً.. أنا راجل عسكرى وجدّ.. مش بتاع لف ولا دوران.. إزاى أفكر إنى أحط ابنى فى مشكلة كبيرة.. وتابع:"إزاى أختم حياتى ومشوارى الطويل فى خدمة البلد بمصيبة وكارثة.. أيوه كارثة إنى أكون رئيس جمهورية فى دولة كبيرة، وأعملها "ملكية" بالتوريث.. طيب التاريخ هيقول عنى إيه بعد كده.. والشعب المصرى إزاى هيقبل ده.. وأنا قلت كتير إن مصر مش سوريا.. وإن ده مستحيل يحصل". من ناحية أخرى، قال مبارك، أنه ليس غاضباً من أحد رغم كل ما قيل فى حقه، قائلاً:" أنا مش بزعل خالص،.. أنا أديت واجبى، يقولوا اللى همه عايزينه، بس زعلت كتير لما "مرسى" احتفل بنصر أكتوبر فى وجود قتلة الرئيس العظيم الراحل أنور السادات، مضيفاً:" بس الحمد لله إن الشعب المصرى يقف دائماً مواقف البطولة فى المراحل الصعبة" وأشار مبارك أن هذا الحوار هو فى أول حوار صحفى "رسمى" منذ تنحيه عن الحكم فى 11 فبراير 2011، مؤكداً أنه لم يُدلِ من قبل بأى تصريحات صحفية منذ تنحيه عن الحكم، وأن كل ما نشر على لسانه، بما فى ذلك ما نشرت جريدة الوطن، ماهى إلا تسجيلات صوتية له، لا يعدو أن يكون تسريبات له فى أحاديثه مع أشخاص أو أطباء يشرفون على علاجه. وأوضح مبارك أن إحدى الصحف نشرت له تسجيلاً صوتياً لعدة دقائق قبل أشهر لم يُدلِ به، مفجراً مفاجأة بقوله "علمت أن هذا التسجيل كان دعابة فكاهية من أحد الأشخاص الذين يبرعون فى تقليد صوتى، وأنه أوهم صحفياً شاباً بأن المكالمة الهاتفية معى شخصياً.. وأجاب عن أسئلة الصحفى بصوت شديد الشبه بصوتى. وأردف:" حين نُشرت هذه العبارات الوهمية لم أرغب فى مقاضاة الصحفى والجريدة لأننى قررت التسامح مع كل من أخطأ فى حقى، كما أننى لا أقبل أن يحاكم صحفى شاب خدعه أحد الأشخاص بتقليد صوتى، بسبب غضبى من الموقف نفسه، وقررت بعد التشاور مع أسرتى وبعض المقربين منى التزام الصمت تماماً، وقلت لنفسى "هىّ جت على الحكاية دى.. ما أنا اتظلمت فى حاجات كتير، وبلاش أدمر مستقبل شاب خدعه واحد ظريف بيقلدنى".