كشفت مصادر مطلعة أن البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية التقي بالأنبا بيشوي مساء الأربعاء الماضي بعد انتهاء العظة الأسبوعية بالمقر البابوي لمدة ساعتين ، حيث حضر سكرتير المجمع المقدس العظة بعد انقطاع 10 أشهار كاملة منذ تشكيكه في عصمة القرآن الكريم في مؤتمر تثبيت العقيدة الذي عقد بالفيوم في سبتمبر الماضي . وقال المصادر أن الحوار بين شنودة وبيشوي تطرق إلي طلب الثاني من البابا ضرورة " إلغاء " الحظر الإعلامي المفروض عليه وتحديد إقامته بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون ، وهو ما استجاب له البابا ووعده باستعادة دوره وممارسة كل صلاحياته كسكرتير للمجمع المقدس وممثلاً للكنيسة القبطية في المجلس المستقل الذي ينتوي البابا تدشينه بديلاً لمجلس كنائس الشرق الأوسط ، ومن المقرر أن يبدأ الأنبا بيشوي في الظهور إعلامياً عبر الصحف والفضائيات قريباً ليؤكد أنه كان مع الثورة وأنه يؤيد المجلس الأعلي للقوات المسلحة . وهو ما يراه مراقبون بمثابة حملة ل" تلميع " سكرتير الأنبا بيشوي بعد الثورة حيث توازي عن الأعين تماماً وعاد إلي جحره في الصحراء بعيداً بدير الأنبا بيشوي . حالة الاختفاء المفاجئ للأنبا بيشوي جاءت بعد أزمته الشهيرة التي شكك فيها في عصمة القرآن الكريم حينما تسائل خلال مؤتمر تثبيت العقيدة عندما تساءل عن توقيت نزول بعض الآيات التي قال انها ضد المسيحية و زعم نزولها بعد وفاة الرسول " صلي الله عليه وسلم" ، وقال أنه اثناء لقاء جمعه بسفير مصر بقبرص حضره كل رجال السفارة هناك فإن السفير أورد له نصوص قرآنية مثل و "أيدناه بروح قدس" وان المسيح "كلمة منه" وأن القرآن بذلك ذكر الاب والكلمة والروح القدس وأنهم إله واحد ، وأضاف : لست أدري إن كانت قد قيلت وقتما قال نبي الإسلام القرآن أم انها أضيفت فيما بعد في زمن متأخر موضحا الي أنه طالبهم بالبحث في هذا الأمر لانه طالما يقال "لقد كفر الذين قالوا أن المسيح هو الله" فلن يكون هناك اتفاق ، وقال أنه سأل ضيوف السفير هل قيلت هذه الآية اثناء بعثة نبي الإسلام، أم أضيفت أثناء تجميع عثمان بن عفان للقرآن الشفوي وجعله تحريري لمجرد وضع شئ ضد المسيحية . وقال بيشوي خلال محاضرة له وزع نصها علي الحضور بالمؤتمر بعنوان، "الميديا وتأثيرها علي الإيمان والعقيدة"، " هم – أي المسلمين – يقولون أن المسيح لم يمت ، ونرد عليهم فلماذا يقال في قرآنهم " السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً" – مريم 32 ، وكذلك " لماذا يقال " يا عيسي إني متوفيك ورافعك إلي – آل عمران 54" فتلك الآيات مكتوبة في كتابهم – يقصد القرآن الكريم ، وأضاف : هم يردون بالنص القائل " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم - النساء 156 " ، وفي هذا الصدد قلت لهم أن المعتدلين من كبار المفسرين المسلمين عبر التاريخ يؤيدون المسيحية ويفسرون هذه العبارة بقولهم إذا كان المقصود شخص يشبه لقال " شبه به لهم " وليس شبه لهم ، فالمقصود أنه خيل إليهم ولم يكن هناك من يشبهه . وهو ما أثار حفيظة علماء الأزهر الذي طالبوه بالاعتذار خصوصاً مع اقتطاعه جزءاً من تفسير الرازي ونزعه من سياقه لكنه لم يعتذر واكتفي بالقول أن تصريحاته " المكتوبة " تم تأويلها خطأ . وبيشوي نفسه الذي كان يحرص علي تسويق نفسه أمام الرئيس المخلوع حيث زعم أن الأقباط كلهم يؤيدونه لأن " الإنجيل " يأمرهم بذلك ، كما حرص قبيل اندلاع ثورة يناير المجيدة في كل حوارات أن يؤيد " الوريث " جمال مبارك لخلافة والده بدعوي أنه الأصلح للمنصب ، وهو نفي راي الكنيسة الرسمي التي طالبت الأقباط بعدم المشاركة في ثورة 25 يناير وخرج البابا خلال الثورة بتصريحات في التليفزيون المصري يؤكد فيها مبارك ويهاجم المعتصمين في ميدان التحرير ، وبعد انتهاء الثورة أشاد بدور الجيش وحيا الثورة .