ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عقد في القاهرة في 12 أكتوبر هو سلاح ذو حدين بالنسبة للرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 13 أكتوبر أن تنفيذ قرارات هذا المؤتمر سوف يعيد لمصر دورها الريادي عربيا وإسلاميا, كما من شأنه أن يزيد شعبية كل من السيسي وعباس. وتابعت " أما في حالة فشله وعدم تنفيذ قراراته, فإن ذلك سيكون بمثابة الضربة القاضية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كما ستُدمر كذلك مكانة الرئيس محمود عباس كزعيم للشعب الفلسطيني". واستطردت الصحيفة "مصر تسعى لأن تكون في طليعة الدول العربية والإسلامية، وعدم السماح لقطر أو تركيا بأخذ هذا الدور منها، وفي حال عدم تنفيذ قرارات مؤتمر إعادة إعمار غزة, فإن الحرب قد تتجدد بين حماس وإسرائيل, وهذا ما سيعكس حينها فشلا خارجيا لنظام السيسي, ويفاقم من الأزمات الداخلية, التي يواجهها". وتعهد المشاركون في مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة, الذي عقد في 12 أكتوبر, بالمساهمة بنحو 5.4 مليارات دولار، ساهمت فيها قطر بمليار دولار لإعادة إعمار القطاع بعد التدمير الذي تعرض له جراء العدوان الإسرائيلي الأخير. وقال وزير خارجية النرويج بورغ بريندا في مؤتمر صحفي في ختام المؤتمر، إن الدول المانحة التي حضرت مؤتمر إعادة إعمار غزة في القاهرة تعهدت بتقديم هذه المساهمة، مشيرا إلى أن عدد الدول المشاركة في المؤتمر يعكس حجم التعاطف والتعاضد الدولي مع الشعب الفلسطيني. وأوضح أن نصف هذه المساعدات سيخصص لإعادة إعمار غزة وسيتم تقديمها بأسرع ما يمكن من أجل تحسين مستوى المعيشة للشعب الفلسطيني. وأكد المشاركون في المؤتمر مساندتهم للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في القطاع. وشددوا على أن عملية إعادة الإعمار لا يمكن أن تتم إلا بفتح إسرائيل المعابر. ودعوا إسرائيل لإزالة القيود بما يسمح للفلسطينيين بالتجارة بين غزة والضفة الغربية والدخول إلى أسواق العمل. ورحب المؤتمرون بإنشاء آلية قوية وفعالة للمراقبة، ترعاها الأممالمتحدة ويقبل بها الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني. وأعاد المؤتمرون تأكيدهم على ضرورة العمل من أجل التوصل إلى حل يقضي بإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية استنادا إلى المرجعيات الدولية, كما دعوا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى الامتناع عن أية أعمال أحادية الجانب من شأنها تقويض مفاوضات السلام مستقبلا. وقد تعهدت قطر بتقديم مليار دولار لجهود إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، كما وعدت الكويتوالإمارات بتقديم أربعمائة مليون دولار. وقال وزير خارجية قطر خالد بن محمد العطية في كلمة في المؤتمر :"إن دولة قطر تعلن عن مساهمتها بمبلغ مليار دولار لإعادة إعمار قطاع غزة" الذي تعرض لعدوان إسرائيلي خلف أكثر من 2100 شهيد وآلاف الجرحى الفلسطينيين و73 قتيلا إسرائيليا". ومن جهته، قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح بكلمة في المؤتمر إنه انطلاقا من دور بلاده الإنساني و"شعورها بمسؤوليتها تجاه أشقائها، تعلن تقديم مائتي مليون دولار للثلاث سنوات القادمة، مساهمة منها لإعادة إعمار غزة، يتولى متابعتها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية". وبدورها, قالت وزيرة التنمية والتعاون الدولي الإماراتية لبنى بنت خالد قاسمي إنه "من منطلق دور الإمارات الإنساني تعلن الإمارات تبرعها بمبلغ مائتي مليون دولار". وكانت الولاياتالمتحدة الأميركية تعهدت من ناحيتها بتقديم 212 مليون دولار. وأكد وزير خارجيتها جون كيري في كلمته أن التحديات الإنسانية "هائلة"، وقال إن "شعب غزة بحاجة ماسة إلى مساعدة ليس غدا وليس الأسبوع المقبل وإنما الآن". وفي افتتاح المؤتمر, طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتوفير أربعة مليارات دولار لإعادة إعمار قطاع غزة، وناشد المجتمع الدولي دعم الجهود الفلسطينية الرامية لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يضع سقفا زمنيا للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. ومن جانبه، كشف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن "خطة الأممالمتحدة بدعم إعمار قطاع غزة تقدر بنحو 2.1 مليار دولار"، مشيرا إلى أن "نجاح إعادة إعمار غزة يتطلب توفر أسس سياسية قوية". ومن جهته، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "إسرائيل حكومة وشعبا لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دون إبطاء"، وحث إسرائيل على إطلاق جهود جديدة للسلام استنادا إلى المبادرة العربية. وشارك في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة -الذي استمر يوما واحدا- ثلاثون وزير خارجية وخمسون وفدا من دول مختلفة، وأشرف على تنظيمه كل من مصر والنرويج.