الداخلية تكتفي بتأمين "فالكون" وتبتعد عن "القاهرة" والطلاب يبدءون حملة "رجعوا التلامذة" واعتقال 40 طالبًا قبل بداية الفعاليات.. ورئيس جامعة الأزهر: من جاء ليخرب في الجامعة لا يلوم إلا نفسه بدأ العام الدراسي الجماعي الجديد وكالعادة بدأ كلا الطرفين سواء طلاب الجامعة أو قوات الداخلية استعداداتهم لمواجهة الآخر ولكن أمس بات مختلفًا، فالمعادلة أصبح بها طرف آخر ثالث قد يبدو متحمسًا من بداية اليوم, فالتعاقد معه سيكلف الدولة الملايين شهريًا ليس فقط لتأمين الجامعة إنما لتأمين النظام الجديد للجامعة. واستعدادًا للمواجهة وقبل بداية اليوم لم تنتظر الداخلية اليوم الأول لبداية العام إلا وكانت حصيلة المعتقلين من الطلاب 40 طالبًا مع بداية العام، وقال مرصد طلاب حرية إن جميع أنحاء الجمهورية شهدت عشية اليوم الأول للعام الدراسي الجديد حملة اعتقالات شرسة من قبل قوات الأمن تجاه طلاب الجامعات المصرية والكوادر الطلابية بها، نتج عن هذه الحملة حتى الآن 40 طالبًا تم اعتقالهم اعتقالا تعسفيا من منازلهم. فيما تواجد عدد من قوات الأمن بمحيط جامعة القاهرة لكنها هذه المرة ابتعدت عن الجامعة حيث كثفت من تواجدها أمام مبني كلية الهندسة واستعدت القوات بعدد من الأسلحة أهمها الغاز المسيل للدموع والخرطوش تحسبا لخروج المظاهرات من الجامعة تزامنا مع بداية العام الدراسي الجديد. من جانبهم، استمر العشرات من موظفي الأمن التابعين لشرطة فالكون لتأمين الجامعة في عمليات تفتيش الطلاب أثناء دخولهم من أبواب الجامعة, وعلي جانب آخر نشبت اشتباكات بالأيدي، بين أفراد الأمن التابعين لشركة "فالكون"، المسئولة عن تأمين بوابات جامعة القاهرة، وعدد من أفراد الأمن الإداري بالجامعة، بسبب رفض أمن الشركة السماح بدخول أحد أفراد الأمن الإداري للحرم الجامعي من باب تجارة. وبدأت المشادات بينهما قبل أن يبرز فرد الأمن الإداري بطاقة الهوية الخاصة به للأمن "فالكون"، وقام أمن الشركة بتمزيق ملابس فرد الأمن الإداري، مما دفع زملاءه للتدخل للفصل بينهما، وبعدها تطور الموقف وبدأت الاشتباكات بينهما، والتى أغلق على إثرها باب تجارة لمدة 20 دقيقة. وفي جامعة عين شمس شهد محيط الجامعة انتشارًا أمنيًا مكثفًا من جانب قوات الداخلية التي استعانت بقوات مكافحة الشغب تحسبا لخروج المظاهرات من الحرم كما تواجدت قوات الشرطة وعدد من مدرعات الأمن المركزي بشارع الخليفة المأمون بجوار مستشفى عين شمس التخصصي, فيما شهدت الجامعة نفسها حضورًا أمنيا من جانب شركة الحراسة الخاصة بتأمينها, حيث قاموا بتفتيش جميع الطلبة والوافدين إلى الجامعة والتأكد من حملهم لكارنيه الجامعة. على جانب آخر، قال الدكتور عبد الحي عزب، رئيس جامعة الأزهر، إن الجامعة قد اتخذت جميع الإجراءات والاستعدادات التعليمية والأمنية مع بداية العام الدراسي الجديد أمس السبت، من خلال تركيب كاميرات بداخل الجامعة وإحكام الأمن على البوابات لمنع دخول أي أداة من أدوات التخريب. وأضاف عزب: ''الطالب الذي جاء للجامعة لكي يتعلم هو في أعيننا، ومن جاء ليخرب فلا يلومن إلا نفسه ولا وجود له بيننا، وإن شاء الله يكون العام الدراسي الجديد عامًا سعيدًا على كل مصر، وهناك تنبيهات على كل الكليات بعقد محاضرات وندوات مكثفة خلال الأسبوع الأول من الدراسة من أجل توعية الطلاب بالانتماء الوطني''. وأشار رئيس جامعة الأزهر بعد ذلك، إلى قيام إدارة الجامعة بمسح كل العبارات المسيئة على جدران وحوائط الكليات، مشددًا على أنه لا تراجع عن تطبيق القانون بحسم على أي طالب يتم الإمساك به متلبسًا بارتكاب أعمال عنف أو شغب بالجامعة. من جانبه، قال ضياء الصاوي، المتحدث باسم حركة شباب ضد الانقلاب، إن الطلاب دشنوا بداية من أمس حملة جديدة تحت اسم "رجعوا التلامذة", وذلك كإحدي الفعاليات الجديدة للعمل الطلابي الثوري تزامنا مع بداية العام الدراسي الجديد. وأشار "الصاوي" في تصريحات ل"المصريون" إلى أن موجة ثورية جديدة لاسيما ستبدأ بعد اعتقال العشرات من الطلاب قبل بدء العام الدراسي الجديد, مؤكدًا أن الحركة الطلابية منذ أن بدأت تتوهج شعلتها ومازالت تفقد الشهداء وتشهد التضحيات من أبناء الحركة الطلابية، مؤكدًا أن قوات السلطة الحالية اعتقلت أكثر من نحو 2000 معتقل من الطلاب حتى الآن. من جانبه، انتقد أحمد البقري، نائب رئيس اتحاد طلاب مصر، حملة الاعتقالات التي شهدها عدد من أنحاء الجمهورية فجر أمس تزامنا مع بداية العام الدراسي الجامعي الجديد. وقال البقري، إن ما حدث الآن من حملة اعتقالات جبانة للطلاب أكبر دليل على خوفهم المتنامي من مواجهة الحراك الطلاب مع انطلاق العام الجديد، ولكن التاريخ القريب والبعيد يشهد أن القمع والاعتقالات كانت هي وقود ثورة الطلاب ولم تنجح يوما في إخمادها ولن يكون. وأشار "البقري" إلى أن جامعات العالم تستقبل طلابها بالبحث العلمي والعسكر يمارسون إجرامهم البشع ضد الطلاب مع أول يوم في الدارسة وبدون أي مقدمات مداهمة منازل القيادات الطلابية واعتقال 40 طالبًا منهم طالبة. وأضاف: "نحن كطلاب نوقن أنه مازلت هناك تضحيات أكبر وأننا مستعدون لأكبر من ذلك ولكن لن نمرر ما حدث أمس مرور الكرام ولنا معه تصعيد سيورق مضاجع السلطة"، مؤكدًا أن الاستعانة بشركات حراسة خاصة لم يكن لتأمين الجامعات ولكن السيسي أراد الاستعانة بميليشيات ساويرس لتأمينه من حناجر الطلاب، مشيرًا إلى أن السيسي أراد هذا العام أن تكون الحرب على الطلاب بالوكالة من خلال ميليشيات ساويرس. وأضاف: "نقول لفالكون وغيرها اسألوا الداخلية عن العام الماضي وإننا كطلاب لن نتراجع لحظة واحدة عن القصاص العادل لشهدائنا والإفراج عن كل المعتقلين".