قال خبراء في الموارد المائية والري، إن زيارة الدكتور حسام مغازي، وزير الري إلى إثيوبيا "لم تكن في وقتها"، منتقدين زيارته إلى سد النهضة الإثيوبي الذي تخشى مصر من تأثيره على حصتها من مياه النيل، لأنه "موضع خلاف ولم يكن هناك داع لزيارته حاليًا". وانتقد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الزراعة والري بجامعة القاهرة، زيارة وزير الري إلى إثيوبيا لحضور اجتماع وزراء ري مصر وإثيوبيا والسودان لبحث مشروع سد النهضة بأديس أبابا، قائلاً إن الجانب الإثيوبي سيستغل الزيارة إعلاميا بالتأكيد أن إثيوبيا تتمتع بالشفافية. وأضاف "موقف إثيوبيا أمام العالم يتحسن يومًا بعد يوم، وبعد الزيارة الأخيرة لوزير الري المصري لها، ولاسيما أن إثيوبيا تسمح للمسئولين المصريين بزيارة السد ومعاينته، الأمر الذي يزيد من مصداقيتها أمام الرأي العام". واعتبر نور الدين، أن "الزيارة ربما تكون رسالة للدول التي أوقفت التمويل للسد بأن مصر وافقت على السد وباركته بالزيارة فتعود الصين أو إيطاليا أو كوريا إلى تمويل السد مرة أخرى، مما يعني أن الحكومة المصرية تبارك تمويل السد وتعمل على تجويع المصريين"، بحسب تعبيره. في الوقت نفسه، اعتبر الخبير العالمي، مغاوري شحاتة، أن زيارة الوزير للسد الإثيوبي في الوقت الحالي، لها دلالات واضحة بأن مصر تخاطب ود الجانب الإثيوبي لتقليل السعة التخزينية للسد، مشيرًا إلى أن مصر لها حقوق على تلك الدول ويجب مراعاتها. وأكد أن الاتفاقيات الدولية التي وقعتها إثيوبيا مع بعض الدول الإفريقية ومنها كينيا لم تلتزم بها أديس أبابا بما يعني أنه لا يوجد مايؤكد أنها ستلتزم بتعاهداتها مع مصر. وأوضح، أن "هناك انعكاسات سيئة لزيارة الوفد المصري وعلي رأسه وزير الري، لأن إثيوبيا قد تتخذ من ذلك موقفًا "عناديًا" تجاه الأزمة علي عكس المتوقع"، لافتًا إلى أن إظهار الضعف المصري أمام إثيوبيا قد ينهي على آمال المفاوضات. وكان الوفد المصري المكون من عدد من الخبراء المتخصصين في الري وعدد ممن المسئولين الحكوميين وعلى رأسهم وزير الموارد المائية والري الدكتور حسام بخاري، قد غادر القاهرة يوم السبت الماضي في زيارة إلى إثيوبيا للوقوف على عملية بناء السد. وقام وزراء الري في مصر والسودان وإثيوبيا، مساء أمس ، بزيارة تفقدية لمشروع سد النهضة الإثيوبي استغرقت 5 ساعات. وهبطت الطائرة، التي كانت تقل الوزراء والوفود المرافقة لهم، في مطار خاص بموقع سد النهضة، بحسب مراسل وكالة "الأناضول". وضم الوفد المصري 14 عضوا، على رأسهم وزير الري، حسام مغازي، والسفير المصري في أديس أبابا، محمد إدريس، فيما ضم الوفد السوداني 4 أعضاء، على رأسهم وزير الموارد المائية، معتز موسى، بينما ضم الوفد الإثيوبي، إلى جانب الوزير ألمايهو تجنو، السفير الإثيوبي في القاهرة، محمود درير. وعقب الزيارة عاد الوزراء والوفود المرافقة لهم إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.