من المؤكد أن المصريين بالخارج سيسعدوا بإجازتهم القادمة في وطنهم الحبيب مصر سعادة بالغة، لأنها ستكون المرة الأولى منذ مولدهم التي تطأ فيها أقدامهم أرض الوطن وقد أشرقت عليه شمس الحرية. لن ترهبهم الشرطة حين تستقبلهم في المطارات بل سيستقبلونهم بابتسامة ود كبيرة، لن تطالعهم صور الديكتاتور المخلوع في الشوارع والميادين، لن يجدوا الكآبة ترتسم على وجوه المصريين كما كانت طوال الثلاثين سنة الأخيرة. والذين ناضلوا منهم من أجل هذه اللحظة السعيدة لن يحتجزهم أمن الدولة في المطارات والموانئ فلم تعد أسماؤهم في قوائم ترقب الوصول، ولن يضيعوا وقت الإجازة في التردد على مقار أمن الدولة والتعرض للتحقيقات المرعبة لاستلام تصريح العمل. وكما يشتاق المصربون بالخارج للاستمتاع بإجازتهم القادمة في مصر، فإنني أدعوهم أن يسعدوا إخوانهم بالداخل أيضا بأشياء عملية بسيطة لكنها ستدخل السرور على قلوبهم، وقد ذكرت متفرقة على فيس بوك ولكنني هنا أجمعها وأزيد عليها بعض الأشياء التي ذكرني بها إخوة كرام، وأرجو ممن يقرأها أن يعلق عليها مضيفا ما غاب عني. قبل أن تأخذوا الإجازة، ليتكم تحدثون زملاءكم وأصدقاءكم وجيرانكم من أهل البلاد التي تعيشون عن مصر، ورغبوهم في زيارتها في الصيف وقضاء إجازتهم بها، وأزيلوا الصورة الإعلامية السيئة عن غياب الأمن وانتشار البلطجة التي قد تخيفهم. الملابس والهدايا في مصر رخيصة وجيدة، فلماذا لا تشتروا ملابسكم هداياكم من مصر؟ ، وحبذا المكتوب عليها : " صنع في مصر". حبذا لو حولتم أكبر قدر ممكن من أموالكم إن وجدت إلى مصر واستثمرتموها في مشروعات مفيدة، فإن لم تجدوا فاشتروا بها شقة في المدن الجديدة، ليحدث رواج في سوق العقارات التي تحرك كثرا من الصناعات والأعمال، ولا تتركوها خالية بل أجِّروها ليستفيد منها الشباب المقبل على الزواج، وإن لم يكن معكم ثمن شقة فمن الممكن أن يشترك أكثر من شخص فيها. إذا رأيتم رجال الجيش الذين حموا الثورة فصافحوهم واشكروهم، وإذا رأيتم رجال الشرطة فحيوهم واطلبوا منهم فتح صفحة جديدة في خدمة الوطن. لا تنسوا الهدايا الرمزية واصطحاب أبنائكم لزيارة الأبطال جرحى الثورة في المستشفيات أو في بيوتهم، وتقديم واجب العزاء لأسر الشهداء الأبطال الذين خلصونا من الطغيان. استشعروا الروح الجديدة من الأخوة والتآلف التي ظهرت بين المصريين بزيارة الأقارب والجيران والزملاء القدامى وبخاصة إخوانكم الشارع والحارة والمدرسة سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين. ضمن جولاتكم السياحية لا تنسوا الميادين والأماكن التي شهدت بطولة المصريين كميدان التحرير وكوبري قصر النيل والمتحف المصري الذي حماه شباب مصر المتحضر، ومسجد القائد إبراهيم، وحي الأربعين، وبقية الأماكن في المحافظات المختلفة، واصطحبوا مرشدين من أقاربكم وأصدقائكم الذين شاركوا في الثورة ليحكوا لأبنائكم بطولات شعب مصر. من له قدرة على الخطابة والوعظ فلا يبخل بالحديث إلى الناس كلما استطاع لذلك سبيلا عن الأخلاق الحميدة التي ينبغي أن نتحلى بها جميعا بعد الثورة كالتعاون والعيش المشترك وحقوق الجيران وإصلاح ذات البين والحرية المسئولة وحب العمل وإتقانه واحترام المواعيد والصدق والأمانة ... إلخ. وحبذا لو قام الشباب المغتربين الذين لم يتزوجوا بإدخال البهجة على الأسر المصرية بخطبة بناتها حتى ولو لم يكن باستطاعتهم الزواج هذا العام. وأخيرا، التقوا بالشباب واسمعوا منهم، وانقلوا إليهم خبراتكم العملية الناجحة ليضعوا أرجلهم على الطريق العملي الصحيح، وإن استطعتم أن تفتحوا لهم مجالات للعمل فلا تتأخروا كي يفتح الله عليكم.