رجحت قيادات التحالف الوطنى لدعم الشرعية، إقدام الدوحة على ترحيل بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين إلى وجود مبادرات فى القريب العاجل تفرضها ضغوط داخلية وخارجية للتصالح بين النظام والإسلاميين بعد رفض الثانى التصالح مع نظام 3 يوليو. وهو ما أكده قيادى دعم الشرعية إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة، فقال: "أرجح أن هناك أزمة عند المنظومة التى وصفها ب"الانقلابية الإقليمية والمحلية" ومحاولة لإيجاد صيغة تفاهم مع التيار الإسلامى السياسى كما يسمونه مؤكدًا أن ذلك جاء بعد الرفض التام للتعامل مع نظام الفساد القديم ممثلاً فى "السيسى" وأعوانه بحسب قوله. وأضاف "شيحة" ل"المصريون": أن دول الخليج وغيرها يمارسون ضغوطًا على قطر لتمارس ضغوطا خارجية إضافة للضغوط الداخلية تمهيدًا لظهور مبادرة قريباً، مشيرًا إلى أن هؤلاء تناسوا أن الثورة متخطية الرموز والكيانات وأصبحت فى الشارع. وأكد قيادى الشرعية أن "السيسى" وحاشيته لم ولن يكونوا طرفًا فى الحل؛ إذا لم يفهموا هذا قائلاً: "هى العقلية العقيمة القديمة وهو فكر هيكل الذى صلح فى الخمسينيات وأصبح لا قيمة له بعد أكثر من 60 عامًا فكرًا يجب تكهينه". ومن جانبه قال الدكتور مجدى سالم، القيادى بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية، إن السياسية الخارجية للانقلاب فشلت فى أن يوافق المجتمعون فى جدة على أن تكون الحرب على ما يسمى "بالإرهاب" هى حرب على داعش والإخوان المسلمين. وأضاف "سالم" ل"المصريون": تقديرى أن طلب الإبعاد جاء فى محاولة لإرضاء الدول الخليجية لا سيما السعودية والتى كانت مؤيدة للطلب المصرى وفى المحصلة فالنتيجة هى هزيمة للسياسة الخارجية الانقلابية". الأمر ذاته أكدته قوى "ثورية" فاتفقت مع بعض قيادات الجماعة فى أن ما حدث يعجل بالمصالحات بين الإسلاميين والنظام القائم. وقال إيهاب غباشى، منسق عام رابطة مصابى ثورة 25 يناير وأسر الشهداء على مستوى الجمهورية:"إن مطالبة قيادات الإخوان بالرحيل من قطر ربما يعجل بحل الأزمة المصرية؛ لأن النظام يزيد الخناق على الجماعة للقبول بالمصالحة". ورجح غباشى "أن تقبل جماعة الإخوان بالمصالحة مع النظام إذا لم تجد لها منفذًا فى دولة أخرى، خاصة أنها لا تميل للمواجهة المباشرة مع النظام، ولذلك لم تشارك فى يوم 25 يناير، وقررت المشاركة فى يوم 28 يناير". وتابع: "مطالبة قطر جاءت كنتيجة منطقية لضغط اللوبى العربى عليها، وليس مصر فحسب، فكان طبيعيًا أن ترضخ فى النهاية لهذه الضغوط الكبيرة". وكانت الحكومة القطرية قد طلبت من بعض قيادات من جماعة الإخوان المسلمين مغادرة العاصمة "الدوحة"، خلال الأيام القادمة؛ فى ضوء تنفيذ تفاهمات المصالحة بينها وبين مجلس التعاون الخليجي. وتضم قائمة المستبعدين، الأمين العام لجماعة الإخوان، محمود حسين والداعية وجدى غنيم، والدكتور جمال عبدالستار، وعمرو دراج، وحمزة زوبع، وعصام تليمة، وأشرف بدر الدين، وعددٌ من شباب الدعاة؛ وذلك فى إطار مساعى الدوحة لتخفيف حدة التوتر مع دول الخليج، فيما منحت الدوحة تلك الشخصيات مهلةً لمغادرة أراضيها، متعهدةً ببذل الجهود لتسهيل انتقالهم لدول أخرى.