من القواعد الأصلية المسلم بها "تدين المجتمع المصري"، واعتزازه بإسلامه، وسعيه لمرضاة ربه في كافة مناحي الحياة. معادلة أخطأ تقديرها النظام السابق، فسار عكس مراد الله في مواطن عدة، فأخذه الله من حيث لا يحتسب، فالله وحده أسقط النظام. معادلة أو مسلمة "تدين المجتمع المصري"، تجعلني كباحث معني بهذا الشأن أتأمل دولة رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف، وأبحث في قراراته واختياراته بما يحقق معادلة ومسلمة "تدين المجتمع المصري"، منطلقاً من سؤال بحثي مفاده؛ أين التدين في حسابات الدكتور عصام شرف؟. بنظري إذا أخطأ الدكتور عصام شرف تقدير هذه المعادلة فمصيره لن يختلف كثيراً عن مصير أسلافه، أصدقاء الأمس. من هنا أسأل الدكتور شرف عدة تساؤلات تدور حول هذه المعادلة: 1) تأملت "فريضة الصلاة" فوجدت قطاعاً غير قليل مقصر في أداء الفريضة، ولم أجد لديك تصور لجذب من لا يقيمون فريضة الصلاة إلى المساجد، قد تتعجب من الملاحظة، لكنني عندما رأيتك مهتم بالبناء المكثف لكنائس النصارى وترغيب أتباعهم في ارتياد الكنيسة، وجدتني كمسلم أسألك أيضاً ماذا قدمت يا دكتور شرف كي ترغب المسلمين في ارتياد المساجد؟. 2) تأملت "فريضة الزكاة" المعطلة، ووجدتني أسألك لماذا لم تهم باتخاذ تدابير وإجراءات لتفعيل فريضة الزكاة المعطلة داخل المجتمع المصري؟ لأنني عندما وجدتك تشكو الفقر وتمد يدك لتتسول من أمريكا، قلت لماذا تذل نفسك وقد أعزك الله بالزكاة، فمن ناحية تقيم حدود الله في تفعيل فريضة الزكاة المعطلة، ومن ناحية أخرى تنقذ البلد من الكارثة المالية التي تبشرنا بها، ولكنك لم تفعل أو تضع ذلك على سلم أولوياتك، فلماذا؟. 3) تأملت "فريضة الحج" فوجدتها معسرة للغاية بالمقارنة بكل دول العالم، والناس مشتاقة للحج، وتساءلت لماذا لا تيسر أداء فريضة الحج على الناس يا دكتور شرف؟ سؤال وجدتني مدفوعاً إليه عندما وجدتك تنصب وزير شيوعي لإدارة حج الجمعيات فيأخذ قراراً برفع تكلفة الحج ثمانية آلاف جنيه ويعسر باباً كان ميسراً من قبل، ووزير آخر للسياحة معتقده الديني لا يجعله يدرك البعد الروحي والرباني في فريضة الحج وكونها أحد أركان الإسلام الخمس. 4) تأملت "كبيرة الربا" ووعيد ربنا بمحاربة المرابين، وبحثت في حساباتك فلم أجد أية رؤية لتحجيم الربا، بل رأيتك تستدين لسنوات وسنوات بالفوائد الربوية المركبة، فلماذا تصر يا دكتور شرف على إعلان الحرب ضد الله بالربا؟. 5) تأملت "كبيرة الزنا" فوجدت أبواباً عديدة ميسرة للزنا تملك أنت زمام غلقها، بجرة قلم، تغلق المواقع الانحلالية في الانترنت وفقاً للحكم القضائي المعطل، تضبط الاختلاط، تغلق المراقص والملاهي الليلية، تهذب الإعلام، ولكنك لم تفعل؟ فكيف ستبرئ ساحتك أمام ربك؟. 6) تأملت "كبيرة الخمر"، فوجدتها تصنع في مصر وتباع للمسلم المصري قبل السائح الأجنبي، فلماذا لا تضبط المسألة وعلى الأقل تجعلها مقتصرة على من لا يرون حرج في شرب الخمر؟. 7) تأملت "كبائر الفساد المالي"، فوجدتك لم تتخذ حتى الآن أية قرارات للقضاء على مجموعات وشلل الفساد في القطاعات المتعددة، رغم أنهم معروفين، فلماذا لم تتخذ هذه القرارات؟. 8) تأملت "كبيرة الظلم"، والظلم ظلمات، فوجدتك واقف عاجز أما أباطرة الظلم والتعذيب، ولم تقيل واحد منهم حتى الآن، بل الشاهد أنك تعطيهم استراحة محارب، يستعيدون فيها توازنهم، فلماذا لم تقطع دابر هذا الظلم وترد المظالم إلى أهلها؟. 9) تأملت "كبيرة التجرؤ على حرمات الله" في الإعلام تحديداً، ووجدتك يا دكتور شرف لم تحرك ساكناً، بل إنك أطلقت العنان لكل الشيوعيين والليبراليين كي يتقيؤا عفن الماركسية، وقاذورات الليبرالية، وشتان بين أتباع المذهبين الذين لا يجمعهما إلا الدولار، وتقويض تدين المجتمع المصري. إن الراعي يعرف ببطانته، وقد تأملت بطانتك يا دكتور شرف، فوجدت أن التحرر الليبرالي من أية قيود، وكذلك الحرص على إرضاء الكنيسة على حساب الإسلام هما ديدن كل خياراتك يا دكتور شرف، حينها عرفت وتيقنت أن موقع التدين ضعيف للغاية في حساباتك، حقيقة أنا مشفق عليك يا دكتور شرف من غضب ربي وربك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.