ما نسمعه كل يوم من أخبار عن انفلات أمنى فى ملاعب كرة القدم لدرجة أن ما حدث منذ مباراة الزمالك والأفريقى التونسى فى دورى أبطال أفريقيا وبعد ذلك مباراة الأهلى والمصرى فى الدورى ثم الإسماعيلى وطلائع الجيش وأخيرا مباراة الاتحاد السكندرى ووادى دجلة فى الاسكندرية .. كما أن ما نقرأه عن انفلات أمنى فى شوارع المدن الكبرى .. على الطرق الدائرية والمحاور شىء يدعو إلى الخوف والقلق على مستقبل هذا البلد فضياع هيبة الدولة شىء مرعب .. إذ أن اى بلطجى يحمل سكينا أو مسدسا أو سوطا أو صاعقا كهربائيا يمكنه أن يفعل ما يريد بمنتهى البساطة .. وقد انزعجت عندما قالت لى إحدى السيدات أنها استقلت سيارة ميكروباص على كورنيش النيل بالعجوزة ولم يكن بالسيارة سوى راكب واحد معاق .. وفى الطريق إلى ميدان الكيت كات فوجئت بالسائق يخرج صاعقا كهربائيا وسوطا طويلا ويتباهى بهما أمام سائق آخر مما أصابها بحالة من الهلع والخوف على نفسها رغم أنها تسير فى شارع مزدحم وغاية فى الحيوية .. إذا كان يحدث فى هذه المنطقة المهمة بالعاصمة.. فما بالنا بالمناطق العشوائية .. (لا أحد ينكر أن الوجود الشرطى فى الشارع تحسن نوعا ما .. لكن مازال رجال الشرطة فى حالة قلق .. فهم يخشون مواجهة هذه الظواهر لأنهم رأوا بأم أعينهم زملاء لهم تعرضوا للإهانة ودب الخوف فى نفوسهم خشية التعامل بقوة مع الخارجين على القانون خوفا من المساءلة القانونية مع أن رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف أكد على ضرورة الضرب بعنف على أيدى هؤلاء الذين يخالفون القانون .. (إذا لم تستعيد الشرطة قوتها وكفاءتها فإن هيبة الدولة ستكون مهددة وفى هذه الحالة سندخل نفقا مظلما لايعلم منتهاه إلا الله سبحانه وتعالى .. فالشرطة أمس قبل اليوم .. واليوم قبل غد لابد أن تضرب بكل ما أوتيت من القوة على يد هؤلاء حتى لايفقد رجال الشرطة أنفسهم ماتبقى لهم من هيبة .. المهم هو التعامل بحنكة واحترام مع الناس ونبذ الممارسات التى كانت تمارس من قبل .. وبمجرد القبض على أى متهم لابد أن يتوفر له الاتصال بمحاميه والا يتعرض للإيذاء البدنى أو النفسى وألا يمارس عليه أى نوع من الضغوط . ( لاأحد ينكر أن الشهور الخمسة الماضية شهدت أرقاما قياسية فى حوادث البلطجة والتعدى وذلك لأسباب عدة أهمها سعى البعض للنيل من الثورة والتحريض عليها، وكثرة الهاربين من السجون، وانتشار الأسلحة بعد سرقة كميات كبيرة منها من الأقسام ومديريات الأمن إلا أننى على يقين أن الشرطة والجيش والشعب سيتمكنون فى النهاية من بسط نفوذ الدولة وإعادة هيبتها التى فقد جزء كبير منها . بقلم : محمد جاب الله الجمهورية