تباينت ردود فعل الصحف البريطانية إزاء التحالف الدولي المزمع تشكيله لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش", حيث نشرت صحيفة "الأبزيرفر" مقالا للكاتبة جين كونينمونت في 7 سبتمبر قالت فيه إنه لا يمكن للغرب إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة من خلال رد فعل عسكري متعجل، وأضافت أنه يجب العمل على تقويض شعبية ونفوذ وأيديولوجيا "الإرهابيين". وتابعت الكاتبة "قمة الناتو يومي 4 و5 سبتمبر قد انتهت بإشارة قوية إلى احتمال انضمام بريطانيا إلى جانب الولاياتالمتحدة في توجيه ضربات جوية ضد مواقع انتشار تنظيم الدولة في العراقوسوريا، ولكن هذه الغارات لا تعالج سوى الأعراض الراهنة من أزمة سياسية أعمق بكثير". وحذرت الكاتبة من تفاقم الأزمة أكثر, ومن تورط الغرب, وانزلاقه مرة أخرى في مستنقع الشرق الأوسط، خاصة في كل من العراقوسوريا. كما نشرت الصحيفة ذاتها مقالا آخر للكاتب ريتشارد باريت أشار فيه إلى أنه سبق لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري القول إنه لا يمكن للولايات المتحدة وحلفائها إلحاق الهزيمة بالقاعدة أبدا. وأضاف الكاتب أن تنظيم الدولة الإسلامية يبدو أكثر قوة وتنظيما من سلفه المتمثل في تنظيم القاعدة, مما يجعل المهمة أمام التحالف الدولي أكثر صعوبة. وبدورها, نشرت صحيفة "الإندبندنت أون صنداي" مقالا للكاتب روبرت كورنويل في 7 سبتمبر أشار فيه إلى أن هناك أزمات دولية متعددة، وأنها تفرض تحديات أمام القادة والأحلاف الدولية، وأن من بينها التهديدات التي يفرضها تنظيم الدولة في العراقوسوريا على المنطقة والعالم. وأضاف الكاتب أن هذه التهديدات جعلت الولاياتالمتحدة تعتزم تشكيل تحالف دولي لمواجهة خطر تنظيم الدولة في مهده، وتساءل عن مدى جاهزية الناتو لدعم التحالف للقيام بالمهام المختلفة المطلوبة، ومن بينها إلحاق الهزيمة بالتنظيم. ومن جانبها, نشرت صحيفة "الجارديان" مقالا للكاتب إيوين مكاسكل في 7 سبتمبر قال فيه إن التحالف الذي تعتزم الولاياتالمتحدة تشكيله لمواجهة تنظيم الدولة يحتاج دعما من الدول العربية المجاورة للعراق وسوريا، والدول ذات النفوذ في المنطقة، وذلك كي يكون تحالفا فاعلا. وفي السياق ذاته, ذكرت صحيفة "الديلي تليجراف" أن النخب السياسية البريطانية استفاقت أخيرا لحقيقة ما يجب فعله لمعالجة مشكلة التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سورياوالعراق، ويبدو الآن أن الحكومة البريطانية تتقبل واقع أن الحملة ضد التنظيم لا يمكن أن تنتصر دون بعض الوجود العسكري على الأرض. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 6 سبتمبر أن مواجهة "داعش" يجب أن تكون بالترتيبات نفسها, التي تمت أثناء الثورة الليبية لإزاحة العقيد الراحل معمر القذافي, عبر تدخل قوات بريطانية خاصة في نهاية المطاف. وتابعت " رغم امتناع قوات التحالف الدولي عن إنزال قوات برية على الأرض، إلا أن التقدم الحاسم في الحرب كان عندما تمكنت قوات الثوار من أسر القذافي بمساعدة قوات خاصة بريطانية كانت على الأرض". وكانت الولاياتالمتحدة اتفقت مع تسع دول في حلف شمال الأطلسي "الناتو" على أن تنظيم الدولة يشكل تهديدا خطيرا على الدول الأعضاء في الحلف، وتعهدت بالتصدي له والتضييق على موارده المالية, وملاحقته عسكريا. وفي ختام قمة الحلف, التي أقيمت يومي 4 و 5 سبتمبر, في مدينة نيوبورت بمقاطعة ويلز البريطانية, طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الدول العربية الحليفة برفض "الفكر الإرهابي", الذي يطرحه تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف أوباما أن التحالف الجديد, الذي يتألف قوامه من دول الناتو, سيكون قادرا على إعداد حملة مستدامة لدحر المسلحين, وتابع "من الضروري على وجه اليقين أن تقف إلى جانبنا دول عربية، وتحديدا ذات الغالبية السنية، رافضة للفكر الإرهابي المتطرف الذي نراه في تنظيم الدولة الإسلامية، وهو ليس من الإسلام في شيء، كما أنها على استعداد للانضمام إلينا على نحو فعال في حربنا". ومن جانبه، قال الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن إن أعضاء الحلف وافقوا على تنسيق مساعداتهم للعراق، وأضاف أنهم سيشكلون بعثة لتدريب القوات العراقية ورفع قدراتها. وفي ضوء اعتزام الولاياتالمتحدة تشكيل التحالف الدولي والإقليمي لمواجهة تنظيم الدولة، ناقش وزير الخارجية الأميركي جون كيري في 6 سبتمبر مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الحاجة لاتخاذ الجامعة موقفا أقوى في التحالف الذي يتم تشكيله حاليا للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية. كما شدد كيري في اتصال هاتفي مع العربي على ضرورة تفعيل خطة عمل لوقف تدفق المقاتلين الأجانب وتجفيف منابع تمويل التنظيم. وبدورها, قالت الخارجية الأميركية في بيان لها في 6 سبتمبر إن الجانب العسكري هو عنصر واحد في جهود التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية، وإن القضاء على التهديد الذي يشكله التنظيم يتطلب وقتا وإصرارا وتنسيقا بين الشركاء العرب على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية