البعض يتساءل بخيلاء: لم الخوف من "الدستور أولا"؟!.. وكأنهم يملكون "إرادة الشارع"..!! فيما هم "قلة" .. أو بالأحرى "شوية" كتاب في صحيفتين خاصتين وقناة فضائية طائفية. لا أحد يخشى "الدستور أولا".. كما اشتط خيال "التوافه".. وإنما الخوف على أمن البلد حال تم الالتفاف رسميا على نتائج الاستفتاء.. فلن تقدر أية مؤسسة في مصر، على تحمل تبعات تدفق الملايين إلى الشوارع دفاعا عن إرادتها ضد "اللصوص" و"حرامية" الفضائيات. دعوات "الدستور أولا".. باتت جزءا مضحكا من المشهد الكاريكاتوري لأيتام مبارك، واتوقع أن يكون العالم المتحضر، قد بلغت به الدهشة مبلغها، وهو يسمع لأول مرة في التاريخ "نخبة" تركل نتائج الانتخابات بقدميها.. وتستعيض عنها بجمع توقيعات!!.. أو أن تطالب باجراء استفتاء على الاستفتاء.. أو تتهم شعبها ب"الهبل" أو "العبط" وأنه لا يفهم.. وانها من سلالة الآلهة لها من القداسة ما يجعلها أعلى من الانتخابات وصناديق الاقتراع والاحتكام إلى رأي الناس. ما يصدر من المشاغبين على الفضائيات والصحف الخاصة، "حاجة تكسف" وهي فضيحة أخلاقية تفضي بالتبعية إلى عدم ثقة المجتمع المصري أولا والدولي لاحقا في أهلية الجماعات التي تتمسح في الليبرالية على أن تكون أمينة على حقوق المواطنين.. لا فرق بين ما ينادي به أيتام مبارك، وبين ما حدث في الجزائر عام 1992.. أيتام مبارك يحرضون الجيش للانقلاب على الديمقراطية.. على ذات خطى التيارات العلمانية المتطرفة في الجزائر والتي امتطت دبابات الجيش للتصدي لنتائج انتخابات عام 1992 .. وذبحت بصنيعها هذا ما يقرب من مائة ألف جزائري في حرب أهلية لا زالت تلقي بظلالها على الجزائر حتى اليوم.. بل إن رئيس تحرير صحيفة ناصرية شهيرة هدد صراحة في "القاهرة اليوم"، بأن السيناريو الجزائري جاهز للتنفيذ حال أصرت السلطات المصرية على الالتزام بنتائج استفتاء مارس الماضي! وإذا كان هذا الشغب واعمال البلطجة المثارة حاليا على فضائيات رجال الأعمال الفاسدين، تنحصر على عدد محدود من أصحاب "السوابق الإعلامية" و "ِشبيحة" معروفين بالإسم.. فإن على السلطات العسكرية، أن تتصدى لهذا "العك" الذي ما انفك يردده يحيى الجمل ووزير التضامن اليساري المتطرف جودة عبد الخالق.. إذ ليس من اللائق سياسيا ولا أخلاقيا ولا قانونيا.. أن تُنقل هذه البلطجة من على مقاهي فضائيات الفتن السياسية، لتكون جزءا من تكوينة مجلس وزراء حكومة تيسير الأعمال. ليس غريبا أن يرتع الشبيحة في ملاهي ال"توك شو" ولكن من العار.. أن يتحول الوزير إلى "شبيح" أو إلى بوق يضفي الشرعية الرسمية على اللصوص وقطاع الطرق.. إنه العار الذي لن تتطهر منه البلد إلا باجراء الانتخابات في موعدها. [email protected]