في مشهد معقد تتشابك كل خيوطه بحيث تصل بك إلى لا شىء في النهاية، ما أن ينجح أحدهم التقدم خطوات، ويهيأ إليك أن الغاية كادت تتحقق، حتى تنقلب الطاولة على الجميع مرة أخرى، ونعود إلى مشهد تبادل الاتهامات وبالطريقة ذاتها انقلب تحالف شباب الإخوان المنشقين على حزب الوسط عقب انسحابه من التحالف الوطني لدعم الشرعية، في الوقت الذي اعتبر فيه الكثيرون أن ذلك الانسحاب يعد أول إنجازات تحركاتهم للمصالحة التي بدأوا فيها قبل أكثر من شهر. كشف عمرو عمارة، منسق تحالف شباب الإخوان المنشقين، ل"المصريون" أسباب ذلك الهجوم على حزب الوسط مع انسحابه، والتي وصلت إلى حد إصدارهم بيانا قبل قليل يتهم الوسط ب"قيادة مخطط ضد الدولة" وأنه لا بوادر لتنفيذ مصالحة تلوح في الأفق. قال "عمارة" إن تشككهم تجاه حزب الوسط بدأت منذ أول لقاء جمعهم بهم، حيث بدأ الوسط متفهم ومرن، بل بدأ في إملاء الخطط بدلاً من الاستماع إلينا، حيث طلب منا استقطاب عدد من الشخصيات العامة وسماهم لنا وهم "جورج إسحق- كمال الهلباوي- عبد الغفار شكر -خالد علي- حمدين صباحي" وتشكيل جبهة، مضيفًا: وهنا شعرنا أن الهدف هو استخدامنا لتحقيق أهداف فشلت فيها جماعة الإخوان في الفترة الماضية وهو استقطاب القوى المعارضة لتشكيل جبهة تعارض النظام وتعاون تحالف الشرعية بصورة غير مباشر، وزاد قلقنا عندما رفض عمرو فاروق القيادي بالوسط والذي كان يقود الحوار معنا التحرك وقال إنهم سيدشنون ورشة عمل في الحزب. وتابع: ولقد قيل لنا صراحة داخل الاجتماع أن مبادرة حسن نافعة للمصالحة خرجت من التحالف، وبعدها اجتمعنا في تحالف المنشقين وقررنا الإعلان صراحة عن أنه لا وجود لكيانات المنشقين وأنها وهمية لإخلاء مسئوليتنا، وبعدها توجهنا إلى الرئاسة لإطلاعهم على ما حدث وأن 80% من التحالف ليس لديهم نية للمصالحة. وأوضح أنهم بخروج بيان حزب الوسط والذي لم يحمل الحديث مع الدولة بل التواصل مع قوى 25 يناير، تأكدنا أن الأمل لا يتعدى تقسيم الأدوار مع جماعة الإخوان المسلمين، ورفضنا أن نستمر في تلك اللعبة ونخادع الشعب، وهنا حاول الوسط استقطاب بعد الشخصيات في تحالفنا ونجح في استقطاب محمد عبد الوهاب وبعض الشباب ودشنوا تحالف باسم المصالحة.