ظهرت حركات اتخذت من الأزمة المعيشية التي تضرب قطاعًا كبيرًا من المصريين مسمى لها في معارضتها السلطة الحالية، على غرار حركتي "جوعتونا" و"ضنك"، اللتين ظهرتا مؤخرًا، لتشكل صداعًا على فضاء الانترنت للسلطة الحالية، التي تواجه انتقادات واسعة بعد رفع أسعار بعض السلع، وعلى رأسها المحروقات. فمنذ أيام خرجت حركة أطلقت على نفسها حملة "جوعتونا" ونشطت إعلاميًا على صفحات التواصل الاجتماعي وهدفها توصيل فكرة للمواطنين بأن أهم إنجازات الحكومة الحالية هي رفع الأسعار، ومنع المكافآت، وإلغاء الحد الأدنى للأجور، وزيادة الأعباء على المواطنين. وقالت ماهيتاب الجيلاني، وهي أحد مؤسسي الحركة، إن الوضع الراهن في مصر لا يعكس انحياز النظام الحالي للفقراء خلافًا لما زعم في 30 يونيو، التي مهدت للإطاحة بالرئيس محمد مرسي. وأضافت أن "جمع التوقيعات لاستمارة "جوعتونا" وسيلة مناسبة للعمل الجماهيري في الشارع للتعبير عن رفض قطاعات كبيرة من الشعب المصري لسياسات إلغاء الدعم التي يتضرر منها الفقراء دون الأغنياء"، حسب تعبيرها. وبعد أيام من ظهور "جوعتونا"، ظهرت حركة أخرى عرفت نفسها ب"ضنك" معلنة رفضها للظروف المعيشية والاقتصادية التي وصفتها بالمتردية في جميع القطاعات خاصة الخدمية منها، والتي تزداد سوءًا يومًا بعد يوم بشكل لم يعد محتمل بأي حال بحسب قول مؤسسيها. وصفت الناشطة العمالية إيمان شعبان، حركة "ضنك" بأنها لسان حال الشعب، متوقعة أن تشهد مصر في الأيام المقبلة ليس فقط حملة ضنك واحدة بل عدة حملات مماثلة، مع تفاقم الأوضاع والحياة الضنك. في نفس السياق، قال وحيد فراج، عضو المكتب السياسي ل "حركة 18"، إن الأسبوع القادم سيشهد تدشين "كيان ثورى" يضم عددًا من الحركات الثورية، موضحًا أن الحركات تجتمع باستمرار لبحث هذا الأمر. وأشار إلى أن هذا الكيان سيكون مستقلاً عن أي كيانات أو أحزاب أو حركات، مشيرًا إلى أن التمويل ذاتي ولا علاقة لهم بالإخوان، ولفت إلى أنه سيتخذ شكلًا جديدًا واستراتيجية في تطوير شكل المعارضة، عبر صنع إعلام بديل، وتعريف المواطنين بالمعتقلين، وغلاء الأسعار.