لعل أبرز من التصقت به صفة المنشق هو الرائد اللبناني سعد حداد،والذي انشق علي الجيش اللبناني وكون بالتعاون مع الكيان الصهيوني جيش لبنان الجنوبي عام 1979،والتي كانت وكالات الأنباء لا تذكر اسمه إلا ملتصقا بهذه الصفة ومن الواضح أن هناك الآن وعلي نطاق واسع بيزنس للمنشقين علي جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات الإسلامية،وإن كان التركيز بطبيعة الحال علي الإخوان لدرجة جعلت البعض يلصق نفسه بصفة المنشق عن الجماعة،وربما كان دعائهم الأثير هذه الأيام "اللهم اجعلني من المنشقين"!!! أملا في الحصول علي جزء من "سبوبة" الانشقاق التي أصبحت مصدرا للاسترزاق بكافة أنواعه المادية والأدبية
ابتداء ليس هناك أدني مشكلة أن ينتمي إنسان لجماعة ثم يختلف معها سواء في الفكر أو الممارسات،وعندما لايجد أمامه وسيلة للأخذ بآرائه أو أفكاره التي تمثل قناعات له من خلال الأطر المتاحة فمن حقه أن يترك هذه الجماعة التي أصبحت لاتتفق مع قناعاته
ليس ذلك فحسب بل من حقه أن يعلن اختلافه معها،وأن ينتقد ما يراه من وجهة نظره ممارسات وسياسات خاطئة لها،أو ما يعتبره خروجا عن أفكارها،أو ما قد يطالب به من مراجعة لأفكارها
ولكن المشكلة الحقيقية في أن يدفع الاختلاف مع الجماعة التي كان ينتمي إليها إلي مرحلة الخصومة،والعداء الشديد،واللدد في الخصومة،ورميها بكافة أنواع الإفك والبهتان،وجعل نفسه أداة ومخلب قط في يد السلطة الانقلابية المعادية للإخوان متجاهلا القيم الأخلاقية ومعاني الرجولة التي تترفع عن النيل من عدو أو خصم يعاني من محنة من باب عدم الإجهاز علي جريح
وقد رأينا ممن اختلف مع الجماعة سواء بالانشقاق أو الاستقالة أو الفصل من لم يمنعه انتقاده واعتراضه الشديد والعنيف علي بعض ممارسات الجماعة أن يقف مع الحق ويرفض الانقلاب علي الشرعية،ويدفع ثمن مواقفه من اعتقال واضطهاد ومطاردة كاأبوالعلا ماضي وعصام سلطان وإبراهيم الزعفراني وهيثم أبو خليل وغيرهم
أما الفريق الآخر فقد كان الانقلاب فرصة ذهبية فتحت أمام العديد منهم أبواب الشهرة،أو المزيد منها لمن كان يتمتع بحظ منها بعد أن فتحت أمامهم أبواب الفضائيات وكافة وسائل الإعلام علي مصراعيها،وبعضهم حصل علي عضوية هذا المجلس أوذاك ومنهم من سافر للخارج للترويج للانقلاب والدفاع عن انتهاكات حقوق الإنسان.. والحقيقة أنه إذا كان من هؤلاء من له حظ من الشهرة،أو كان من الصف الأول في قيادة الجماعة فان هناك ظاهرتين في هذا الصدد:.
الأولي: أن البعض ممن لايتمتع بشهرة أومعرفة بانتمائه للجماعة أوكان يشغل فيها موقعا صغيرا أومحدودا سعي لاستغلال هوجة الهجوم علي الإخوان لينال جزءا ولو يسيرا من "سبوبة" وبيزنس الهجوم علي الجماعة
فمنهم من وجد طريقه للفضائيات وإن كان بصورة لاتقترب من درجة الرعيل الأول والأشهر في حملة الهجوم،ومنهم من ينشر له أراء وتصريحات من حين لأخر،وأحد هؤلاء أصبح من المقرارات شبه اليومية لأحد المواقع الانقلابية الشهيرة خروجه علينا بتصريح عن الإخوان بعد أن أضفت عليه لقب باحث في شئون الحركات الإسلامية
الثانية: إن كان هؤلاء لم يشكك أحد في انتمائهم السابق للجماعة - حسب علمي- رغم أنهم لم يشغلوا مواقع متميزة داخل الجماعة فإن الظاهرة الجديدة ظهور من ينتحل صفة القيادي المنشق عن الجماعة مع أنه لم ينتم لها يوما،ولم يشغل فيها أي موقع قيادي أوغير قيادي،وكل ما يربطه بالإخوان هو قرابته بقيادي إخواني،وانضمامه لحزب العمل منذ مايقرب من ثلاثين عاما ونزوله الانتخابات النيابية ضمن التحالف الذي نشا بين الإخوان وحزب العمل والأحرار قبل أن ينشق عليه بعد ذلك
والحقيقة أن هذا الرجل لم يوفق في أي انتخابات دخلها باستثناء الانتخابات المحلية علي مقاعد مجلس محلي محافظة كفر الشيخ في دائرة دسوق ضمن قائمة التحالف بين الاخوان وحزب العمل عام 1992وكانت الانتخابات بالقائمة المطلقة،وقد طلب يومها بعد معرفته النتيجة قبل اعلانها رسميا أن يعلن هو علي مؤيدي التحالف الذين كانوا في انتظار النتيجة فوز قائمة التحالف الإسلامي ابتهاجا بفوزه لأول مره في الانتخابات،وهو ماحدث بالفعل
المهم أن الرجل لم يكن في الإخوان سواء كقيادي أو عضو عادي ولم يعلن ولم يضبط متلبسا يوما من الأيام قبل الانقلاب وعلي مدي عقود وهو يحمل صفة القيادي أو العضو بالإخوان أو القيادي أو العضو المنشق آو حتي السابق،ولكن مع الهجوم والحرب علي الإخوان بعد الانقلاب وجدنا الرجل يخرج منذ شهور وهو يحمل صفة القيادي المنشق ودون أن يعلن عن الموقع القيادي السري الذي كان يشغله في الجماعة؟ ومتي شغله؟!!
وقد وجد الرجل ضالته بعد أن اقترن بهذه الصفة ففتحت له الفضائيات وظهر علي شاشة إحدي الفضائيات الشهيرة بهذه الصفة،وتوالت تصريحاته وأرائه وتحليلاته التي يثير بعضها الشفقة والآسي خاصة بعد أن منحه البعض - بالإضافة إلي صفة القيادي المنشق - صفة الخبير في شئون الحركات الإسلامية
كاتب ومحلل سياسي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.