"مسجد محاصر بقوات الشرطة وعناصر الأمن" شهداء يكفنون, وجرحى ينزفون من داخل المسجد, رصاص يخترق المآذن وأطفال وسيدات ينشدون الرحمة"، هكذا كان المشهد أمام مسجد الفتح وداخله يوم السابع عشر من أغسطس من العام الماضى, حيث أول يوم جمعة بعد فض رابعة والنهضة وأول فعالية لأنصار الرئيس المعزول تطالب بالقصاص من قاتلي يوم الفض. الأحداث وقعت يوم 16 أغسطس 2013، في أعقاب انطلاق مظاهرات "جمعة الغضب" التي دعا إليها "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" الداعم لمرسي، بعد يومين من فض اعتصامي رابعة والنهضة (14 أغسطس 2013)، ودارت رحاها على مدار 20 ساعة. كان ميدان رمسيس على موعد مع مجزرة جديدة، راح ضحيتها أكثر من مائة متظاهر، بعد أن أصبح مشهد المجازر مألوفًا بعد أن وقع العديد منها منذ أحداث 30 يونيو, اقتحمت قوات الشرطة وعناصر بالجيش المسجد واعتقلت العشرات من المتظاهرين الذين لم يجدوا سوى بيت الله للاحتماء به لكنهم لم يتصوروا أن تقتحم الشرطة المسجد وتطلق الأعيرة النارية وطلقات الغاز المسيل للدموع لإرهابهم. بدأت المظاهرة بعد توافد آلاف المتظاهرين منذ الصباح فى ظل غياب قوات الأمن، فى حين قامت مدرعات الجيش بإغلاق الطريق المؤدى إلى ميدان التحرير، وأدى المتظاهرون صلاة الجمعة بإمامة الداعية صلاح سلطان الذين كان أحد أبرز الخطباء على منصة رابعة العدوية طوال أيام الاعتصام. وبمجرد انتهاء صلاة الجمعة بدأ المتظاهرون فى ترديد الهتافات المناهضة للسلطة آنذاك إلى أن انضمت عليهم عدة مسيرات من مناطق أخرى إلى أن انخرط المتظاهرون فى مشهد مغاير أمام قسم شرطة الأزبكية القريب من الميدان, حيث اشتعلت الأجواء بمجرد إطلاق عدد من البلطجية الرصاص على المتظاهرين وبدأ المتظاهرون بالرد عليهم بالحجارة. وبدأ الشهداء يتساقطون واحدًا تلو الآخر، بعد تلقى معظمهم رصاصات فى الرأس أو الصدر ولم يعد المستشفى الميدانى الذى أقيم على عجل داخل مسجد الفتح قادرًا على إسعاف كل المصابين، لتصل حصيلة الضحايا وفق ما أعلن أطباء بالمستشفى الميدانى إلى نحو مائة قتيل فضلاً عن مئات الجرحى. فى المساء بات المشهد أكثر تعقيدًا؛ حيث أعلن الداعية صلاح سلطان، انتهاء الفعاليات، الأمر الذى أثار جدلاً واسعًا بين المشاركين فى المظاهرات التى دعا إليها التحالف الوطنى لدعم الشرعية ما جعل البعض يرفض إنهاءها واستمر فى المظاهرة بالرغم من استمرار الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة والبلطجية، إلى أن اقتحمت قوات الشرطة المسجد، الذى كان يقبع بداخله آنذاك عشرات الشهداء ومئات الجرحى. وبمجرد أن اقتحمت الشرطة المسجد وقامت باعتقال العشرات من المحاصرين داخله, إلا هذا اليوم الذى منع فيه رفع الأذان من المسجد, وأغلقت فيه أبواب استقبال المصلين خوفًا من تجدد المظاهرات من الميدان بحجة أعمال الترميم التى لم تبدأ بعد منذ عام كامل على الأحداث، ومازال المعتقلون من داخل المسجد يحقق معهم فى أحداثه، وكان من أبرز من تم اعتقاله عدد من الأطباء بالمستشفى الميدانى وهو إبراهيم اليمانى الطالب بكلية الطب، الذى كان يقوم بإسعاف المصابين وقتها والذى اتهم بممارسة العنف.