فوجئت ومن معي من أعضاء حزب السلامة والتنمية تحت التأسيس بإلغاء مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين للندوة التي كانت ستوثق لجرائم التعذيب التي تعرض لها أقدم سجين سياسي في مصر وهو الشيخ نبيل المغربي . كان حزب السلامة والتنمية تحت التأسيس قد أطلق مبادرة بعنوان " توثيق جرائم التعذيب في عصر مبارك " وعقد ندوته الأولي بنقابة الصحافيين بالتعاون مع لجنة الحريات ، وجاء المئات من الأسر والمعتقلين في عصر مبارك وتحدثوا ,وقدموا بشهاداتهم . ثم تم الاتفاق مع محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات علي ندوة أخري تطالب بالعفو عن المحكوم عليهم بالإعدام من محاكم استثنائية ووافق الرجل وتحدد الموعد ولكننا فوجئنا به يلغي الموعد بعد تم الإعلان عنه ، وكانت الندوة ستطالب أيضا بالإفراج عمن قضوا أكثر من نصف المدة وثلاثة أرباعها وكلهم تمت محاكمتهم بمحاكم استثنائية إما عسكرية أو أمن دولة طوارئ . وعندما خرج الشيخ نبيل المغربي من محبسه ، سارعت المبادرة الوطنية لتوثيق جرائم التعذيب في عصر مبارك إلي مقرر لجنة الحريات الزميل محمد عبد القدوس لتعقد ندوة يستمع فيها الرأي العام لشهادته عما تعرض له ، ولاستكمال توثيق جرائم التعذيب في عصر الطاغية مبارك ونظامه . ووافق الزميل وذكرته بأنه من قبل قد عرضنا لإحراج بإلغاء موعد لندوة بعد الإعلان عنها ، فأكد أن ذلك لن يحدث مرة ثانية وبدأنا في حملة الإعلان عن الندوة ، ولكننا فوجئنا بأن الزميل يلغي موعد الندوة والتي كان مقررا لها اليوم الثلاثاء وحين سألته ما ذا نقول للناس الذين أعلناهم بموعدهم والضيوف المتحدثين فيها ؟ قال بكل بساطة قولوا لهم إن محمد عبد القدوس مسافر ، وهم لم يكن مسافرا ولكنه في القاهرة وتعذر علي فهم الأسباب التي دفعته لذلك ولكنه قال لأحد الزملاء أن هناك ضغوطا مورست عليه . لا نعرف سببا لإلغاء تلك الندوة سوي أن الأهواء السياسية الضيقة للزميل مقرر لجنة الحريات هي التي تجعله يفتح لمن يوافقونه المذهب السياسي والفكري بينما يمنعها عمن يخالفونه من تيارات فكرية وسياسية أخري ، بينما لجنة الحريات هي لجنة لكل المصريين والناشطين الصحفيين في مجال حقوق الإنسان ، ولو حاولنا استقراء نشاط اللجنة فسوف نلاحظ أنه يوظف لقوي سياسية واجتماعية بعينها كاسحة بإمكانياتها وليست بحاجة لنشاط اللجنة بينما الذين في حاجة إليها تلك القوي الجديدة التي تحاول أن ترسخ أقدامها في الواقع الاجتماعي والسياسي الجديد . أذكر أن لجنة الحريات في نقابة الصحافيين ظلت تعمل مع الإسلاميين من غير الإخوان المسلمين بنوع من الإهمال والنبذ والتعالي ، وكم قام أهالي هؤلاء الأخوة نساءً ورجالا شيوخا وشبانا بمناشط احتجاجية كثيرة في وجه النظام المخلوع ، ولم تفتح لجنة الحريات أبوابها لهم أبدا . أذكر أن الزميل أثناء انتخابات نقابة الصحفييين الأخيرة اتصل بي يحثني على أن أمنحه صوتي ووعدته فعلا بذلك وأعطيته له ، وجموع الصحفيين غيري أعطته أصواتها ليكون نشاطه ولجنته مظلة حامية لكل المصريين وليس لفصيل سياسي دون آخر ، فأخلاق الثورة تفرض أن تكون المؤسسات النقابية لكل المصريين جميعا . أما أخلاق الاستبعاد و الإقصاء وتوظيف النقابات لصالح قوي اجتماعية وسياسية خارجية فكم عانت منها النقابات المصرية في التسعيينيات وفتحت الباب واسعا للقوانين التي قيدت حرية النقابات وحالت بين خدمتها لأبنائها والمنتسبين إليها . إننا نستنكر تصرف الزميل محمد عبد القدوس في إلغاء ندوة تم الاتفاق عليها معه وإعلان الناس بموعدها دون أسباب معقولة أو مفهومة ، كما نستنكر سلوك حاتم زكريا سكرتير عام النقابة الذي حاول منعنا كإسلاميين مستقلين من عقد ندوات أو اجتماعات بالنقابات بحجة أننا لم نستأذن بينما النقابات مفتوحة لكل من هب ودب ليمارس أنشطته فيها كبيت للمصريين جميعا ،فلماذا حين يكون هناك إسلاميون يصاب المسئولون في النقابة بالأرتكريا . ثورة 25 يناير وأخلاقها يبدو أنها لم تصل بعد إلي القائمين علي أمر نقابة ا لصحفيين في مصر .