29 يوما مرت على أسرة الشهيد سليم صوالى كالدهر كله ، نظرا لفقدانه وعدم العثور عليه منذ بداية الحرب ، فقد توجه سليم برفقة أصدقائه وإخوانه إلى الاستراحة الخاصة بهم على شاطئ بحر خانيونس ، لتبدأ مأساة جديدة وبفصول النهاية بحق هؤلاء الشبان . وقد قصفت زوارق وطائرات الاحتلال الاسرائيلى الكافتيريا على شاطئ بحر خانيونس منذ بداية الحرب ، واستشهد في المكان ثمانية شبان كانوا يجلسون على شاطئ البحر ، من ضمنهم إبراهيم وحمدي صوالى إخوة سليم الذين كانوا يديرون العمل في الكافتيريا ، ونظرا لشدة القصف والحرب على القطاع لم تتمكن الأسرة من العثور على ابنهم الثالث سليم رغم علمهم انه موجود مع أخواته في عمله داخل الكافيتريا . دفن الشهداء وما زال الترقب سيد الموقف لأسرة الشهيد للوصول لطرف خيط يوصلهم لابنهم ، وقد بثت عدة إشاعات من الشبان في المنطقة تفيد بان قوة خاصة اعتقلته ، وآخرين قالوا أن ضفادع بشرية من الاحتلال قامت باعتقاله على شاطئ البحر ، مما زاد من قلق الأسرة رغم إحساس أمه انه متواجد في الكافتيريا . ورغم محاولات الأسرة البحث عنه تحت الركام على شاطئ البحر ، إلا أن إطلاق النار المتواصل من الزوارق الحربية حال دون استمرار الأسرة في البحث عنه ، برغم الوعود المتكررة من الجهات المختصة للبحث عنه وإجراء تنسيق ولكن دون تنفيذ . ومع سريان التهدئة التي أعلنت عنها القاهرة توجهت أسرة الشهيد إلى الكفتيريا وقاموا باستئجار حفارات كبيرة للبحث عن الشهيد تحت الأرض برفقة الأصدقاء والجيران . لحظة ترقب وخفقات لدقات القلب في المكان ، أبو محمد صوالى عم الشهيد يسرد تفاصيل العثور عليه وفقا لموقع "دنيا الوطن" قائلا " لم نتخيل حجم الدمار الهائل والقصف للكفتيريا حيث وجدنا حفرة عميقة بطول 12 متر تحت الأرض ، دفنت تحت ثلاجات وأثاث الكفتيريا ، وقمنا بالحفر داخل هذه الحفرة العميقة ، وفجأة شاهدنا يد الشهيد سليم ، وعلى الفور نزلنا لإخراجه من الحفرة من عمق 8 أمتار تحت الأرض ، ثم وجدنا الثلاجات مدفونة على عمق 12 متر أيضا " .
وتابع: " لا نعرف ما هذه الصواريخ التي تدفن منطقة كاملة تحت الأرض وتلاحق المواطنين الأبرياء خلال عملهم ، ولكن بحمد الله عثرنا على جثته كما هي ولم تصاب باى تحلل وكأنه استشهد بالأمس ، وقد شيعنا أشقائه الاثنين بداية الحرب يوم الخميس ، وها نحن نشيع شقيقهم الثالث يوم الخميس أيضا " . واستقبلت أسرة الشهيد الخبر بحزن لفقدان الشهيد الثالث داخل المنزل ، وبفرح للعثور على ابنهم الذي غاب عن حضن أمه لمدة 29 يوما مدفونا تحت الأرض باستهدافه من طائرات الاحتلال الاسرائيلى ، وفشل العثور عليه اكتر من مرة بداية الحرب . حزن جديد حل على الأسرة بعد وداع أشقائه الاثنين قبل شهر ، ليجدد الحزن وجوده من جديد على أسرة سليم ، الذي ترك محبته في كل أنحاء المنطقة وكل مكان عمل فيه ، حيث يعمل في عدة مهن منها الجبص والديكور والكهرباء . وأشار صوالى عم الشهداء أن الأسرة قدمت ستة شهداء دفعة واحدة عام 1956 ، حيث استشهد أعمامه الثلاثة طلعت ورشدي وطاهر صوالى ، وأبناء عمه نعيم وفايز ومحمد صوالى . وتمنى صوالى أن تنتهي هذه الحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ، وان يعود النازحين إلى بيوتهم ويشفى الجرحى . شاهد الصور: