على الرغم من سلسلة مقالاته الأخيرة التي عدد فيها الكثير من المآخذ على جماعة "الإخوان المسلمين"، وحملت انتقادات لأدائها السياسي إبان وجودها بسدة الحكم، إلا أن عبود الزمر، القيادي الإسلامي البارز، برأ الجماعة التي يحاكم الآلاف من أعضائها حاليًا، بتهم ذات صلة بالأحداث التي شهدتها البلاد عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في يوليو 2013 من اتهامات "العنف والإرهاب". ووصف الزمر الضابط السابق بالمخابرات الحربية جماعة "الإخوان" بأنها حركة "دعوية سلمية"، مبرئًا أعضاءها من أحداث العنف التي رافقت وأعقبت الإطاحة بالرئيس مرسي, مؤكدًا أنهم "لا يستحقون السجن لأنهم في الأصل حركة دعوية سلمية منذ زمن بعيد". وقال الزمر في مقاله المنشور ب "المصريون" اليوم تحت عنوان: "أنتقدهم .. لكني أدافع عنهم!!"، إنه لم يعهد على "الإخوان اعتماد العنف في منهجها, و"هنا أقول بصراحة إن الإخوان لم تدافع عن مقاراتها بل صدرت التعليمات لشباب الإخوان بالانسحاب, وبقي آخرون للدفاع فتعرضوا للضرب والإصابات"، مشيرًا بذلك إلى الهجوم على مقار الجماعة في أحداث 30يونيو من قبل معارضي الإخوان. وشدد الزمر في سياقه دفاعه عن الإخوان على أن "الخلاف السياسي لا يصح أن يرقى إلى المطالبة بمعاقبة قطاع من الشعب كانوا يؤدون خدمات اجتماعية ملموسة, ولكن وقعت منهم أخطاء في مجال إدارة الدولة, جزء يتحملونه, والجزء الآخر تتحمله المعارضة التي لم تكن ترغب في استمرار حكم الإخوان". وحذر القيادي الإسلامي البارز من خطر المظالم على الآلاف من المصريين, إذ "أن دعاء المظلومين ليس بينه وبين الله حجاب, ولا أذيع سرًا حين أقول أنني أسمع بأذني الدعاء المباشر على نظام الحكم في التلفاز من أهالي المظلومين في السجون, وهو نذير خطر بحلول عقوبة إلهية أخشى من وقوعها بين الحين والآخر مالم ترفع هذه المظالم قال تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة, واعلموا أن الله مع المتقين). على الجانب الآخر، أكد أن "هناك تعديات تقع في الحراك السياسي في الشارع فبعض المظاهرات تهتف وتحمل لافتات سب ولعن وقذف بما لا يجوز شرعًا في حق أشخاص ومؤسسات, وهو ما ألفت النظر إليه لكون ذلك يعد رميًا بالباطل يعود على القائلين بالإثم". وحتى أثناء وجوده داخل السجن في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، خاص الزمر سجالاً مع الأمن بسبب دفاعه عن "الإخوان المسلمين"، على الرغم من عدم تبني الجماعة عبر نوابها داخل البرلمان لمسألة الإفراج عنه بعد انتهاء فترة عقوبته، مبديًا تفهمه لذلك، بقوله إن الجماعة تخشى أن تدفع في صراعها مع النظام الأسبق ثمنًا باهظًا إذا ما دافعت عنه. وفيما يلي نص المقال
أنتقدهم .. ولكني أدافع عنهم !! بقلم / عبود الزمر انتقدت جماعة الإخوان المسلمين في مقالات عديدة بغية الإصلاح , وتطوير المسار , وربما كانت نصيحتي قد أزعجت الإخوان والحلفاء لكونهم لم يتعودوا ذلك مني , ولكنها كانت نصيحة ضرورية لمراجعة النفس وتقويم الأداء والحفاظ على البقية الباقية في هذا النزاع الخطير , ولقد غضب مني من غضب , وسخط عليّ من سخط , ولكني لا أكسب رضى الناس بسخط الله , ثم إنني في ذات الوقت لا أقبل لهم الظلم , فالإخوان يكفيهم أنهم فقدوا السلطة وهو أمر عزيز على النفس يعرفه كل من كان في الحكم ثم زال عنه , ولكنهم لا يستحقون السجن لأنهم في الأصل حركة دعوية سلمية منذ زمن بعيد , ولم يعهد عليهم اعتماد العنف في منهجهم , وهنا أقول بصراحة إن الإخوان لم تدافع عن مقاراتها بل صدرت التعليمات لشباب الإخوان بالانسحاب , وبقي آخرون للدفاع فتعرضوا للضرب والإصابات . لقد تعودت في حياتي أن أصدع بما أراه حقاً وصدقاً غير هياب , متحملاً التبعات ومحتسباً للأجر عند الله , وفي سبيل ذلك دافعت عن الإخوان في مقالي ( لا يصح أن يكون القضاء عقبة ) وذلك بعد صدور أحكام بالإعدام على عدد منهم وهو ما لم يعجب بعض الناس فعتبوا عليّ مما جعلني أكتب هذا المقال التوضيحي لكون الخلاف السياسي لا يصح أن يرقى إلى المطالبة بمعاقبة قطاع من الشعب كانوا يؤدون خدمات اجتماعية ملموسة , ولكن وقعت منهم أخطاء في مجال إدارة الدولة , جزء يتحملونه , والجزء الأخر تتحمله المعارضة التي لم تكن ترغب في استمرار حكم الإخوان . إن تدخلي بمقالي السياسي هذا هو من باب رفع الظلم , وحماية للوطن في المقام الأول لكون المظالم تقف عقبة على طريق النجاح , إذ أن دعاء المظلومين ليس بينه وبين الله حجاب , ولا أذيع سراً حين أقول أنني أسمع بأذني الدعاء المباشر على نظام الحكم في التلفاز من أهالي المظلومين في السجون , وهو نذير خطر بحلول عقوبة إلهية أخشى من وقوعها بين الحين والآخر مالم ترفع هذه المظالم قال تعالى ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة , واعلموا أن الله مع المتقين ) وعلى الجانب الآخر هناك تعديات تقع في الحراك السياسي في الشارع فبعض المظاهرات تهتف وتحمل لافتات سب ولعن وقذف بما لا يجوز شرعاً في حق أشخاص ومؤسسات , وهو ما ألفت النظر إليه لكون ذلك يعد رمياً بالباطل يعود على القائلين بالإثم. إن ما يشغلني الآن هو الخروج من المأزق الذي نحن فيه برفع المظالم ورد الحقوق إلى أهلها ولم الشمل , وتوحيد الكلمة , وهذا لا يمكن أن يتم وسط أجواء صاخبة مملوءة بالدماء والدخان والكراهية والتحريض وهو ما يجعلني في غاية القلق على مستقبل الوطن . فيارب سلم .. سلم والله المستعان