عقد مسؤولون مصريون ووفد فلسطيني يزور القاهرة أول اجتماع لهم، مساء اليوم الأحد، تباحثوا خلاله بشأن التهدئة المأمولة في قطاع غزة، في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع من الشهر الماضي. وقال قيس عبد الكريم، عضو الوفد الفلسطيني، نائب أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، لوكالة الأناضول، إن "الجانب المصري (تحفظ على تسمية أعضائه) والوفد الفلسطيني سيعقدان ثاني اجتماعاتهم غدا الإثنين لمزيد من التشاور والتباحث".
وعن الاجتماع الأول، أوضح عبد الكريم أنه "استغرق ساعتين ونصف الساعة، وكان اجتماعا استطلاعيا لمواقفنا، وعرضنا فيه ورقة العمل الفلسطينية المتفق عليها مع كافة فصائل فلسطين".
وتتضمن هذه الورقة، بحسب القيادي الفلسطيني: "تثبيت وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية (من غزة) إلى المواقع التي كانت فيها قبل العدوان، وإعادة العمل بتفاهمات 2012 (بشأن إدارة المعابر)، وفك الحصار بمختلف تجلياته، والسماح للصيادين بالصيد في بحر غزة، وإزالة المنطقة العازلة بين غزة وإسرائيل، وإطلاق سراح الأسرى الذين أعيد اعتقالهم، وإطلاق سراح النواب المعتقلين، والدفعة الرابعة من الأسرى القدامى التي تراجعت إسرائيل عن الإفراج عنها، وتقديم ضمانات عربية ودولية بعدم تكرار العدوان والتزام إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه".
وبشأن موقف الجانب المصري من ورقة العمل الفلسطينية، قال عبد الكريم للأناضول إن "الجانب المصري استمع باهتمام لطرحنا، وأبدي تفاهما لمواقفنا، وأكد حرصه علي الوقوف بجانب القضية الفلسطينية".
وختم القيادي الفلسطيني بأن "الاجتماع انحصر في الجانب المصري والوفد الفلسطيني ولم تحضر أي وفود أخري له.. كان اجتماعا إيجابيا وجيدا وبداية طيبة".
وكان مفترضا مشاركة وفد إسرائيلي لإجراء مباحثات غير مباشر، عبر مصر، مع الجانب الفلسطيني، إلا أن تل أبيب أعلنت أنها لن ترسل وفدا، وذلك إثر اتهامها لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم الجمعة الماضي باختطاف ضابط إسرائيلي، قبل أن تعلن اليوم أنه قتل ولم يتم اختطافه.
ويضم الوفد الفلسطيني من الضفة الغربية كل من: القيادي بحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، عزام الأحمد، ورئيس جهاز المخابرات العامة في الضفة، ماجد فرج، القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، قيس عبد الكريم، وأمين عام حزب الشعب الفلسطيني، بسام الصالحي.
كما يضم الوفد كل من: موسى أبو مرزوق (مقيم بالقاهرة) وعزت الرشق (متواجد في قطر) ومحمد نصر (متواجد في لبنان) عن حركة "حماس"، وعن حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة (متواجد في سوريا) ، وعن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر (متواجد في سوريا).
وكان من المفترض أن يضم الوفد أيضا كل من خليل الحية وعماد العلمي عن حركة "حماس"، وخالد البطش عن الجهاد الإسلامي، لكن بسبب تواجدهم في غزة فقد تعذر وصولهم إلى القاهرة، بحسب عبد الكريم.
وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على بلدات ومدن إسرائيلية، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على القطاع، أسقطت 1810 قتيلا فلسطينيا، و9370 جريحا، حتى الساعة 19: 05 "ت.غ" من اليوم الأحد.
ووفقا للرواية الإسرائيلية، قتل 64 عسكريا و3 مدنيين إسرائيليين، وأصيب أكثر من 530 أغلبهم من المدنيين، ومعظمهم بحالات "هلع".
بينما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، إنها قتلت 161 عسكريا إسرائيلياً وأسرت آخر.
ومنذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصارا على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي "حماس" عن حكم غزة، وتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني في يونيو/ حزيران الماضي.