... كل السبعة والسبعين والثمان من عشرة بالمائة الذين قالوا نعم للتعديلات الدستورية مدعوون للتمسك بحقهم الذي يمثل أغلبية كاسحة وغير مسبوقة في تاريخ نزاهة الاقتراعات المصرية ,فمحاولات الالتفاف لا تتوقف,والمزاعم الواهية تسيل من أنف مصابين بزكام واحتقان متطرف ,ومرضى بالحجر على حرية رأي الآخرين ,وأنا قلت نعم للتعديلات ولم أقلها عن قناعة دينية,ولم أفتي بعد الاستماع لموعظة حسنة,ولم أغمس أصبعي بالحبر الفسفوري بنية الاستشهاد,ولمت من وصف الاستفتاء بأنه غزوة صناديق, بينما سكتُ عن صناديق يمشون الهوينى ويرقصون مذعورين في الزار الفضائي المنصوب,وقلت إن الأمر قد انتهى والقافلة تسير ,ولم ألتفت للخلف وقلت إنني أبصرت قدامي طريقا فمشيت,وأنا لا أذكر شيئا عن حياتي الماضية,بل همي تنفس أحلامي الآتية. لكن الصورة الآن يتهددها عدم الاكتمال مع الدق على الرأس,والزن في الأذن وهو أكثر مرارة من السحر,والصبر و سؤالك لغير مولاك, وآخر دعواهم أن من قال نعم ورفض دستورا جديدا قبل الانتخابات هو قالها من أجل الاستقرار,وأن الاستقرار فر ولم يعد وأن الفوضى دبت وسيطرت على المشهد,وبالتالي فلابد إذن من المراجعة والنداء في العالمين باستفتاء مكين,وهكذا بانت الصورة وحلت الفزورة وانكشف الوجه الوقاح,فمن ينادي بتلك الدعوى هو سبب المشكلة وأساس الفوضى,وداع على جانبي صراط معوج,يقف على ستر مرخاة,كشفها وقال هلم إلى المطالبات الفئوية,ونصب سيرك المكلمات في جلسات الوفاق وعدم الاتفاق والاستخفاف بالعقول. أنا قلت نعم عن قناعات كثيرة ورؤية شخصية لمشاكل بلدي ومستقبله وقررت وأنا أستفتي وتستفتيني الورقة أن أحترم نتيجتها أيا كانت,ولما لا وقد بدأنا عصرا جديدا يحدوه الأمل وشعاره العمل...لكن أصحاب الرأي الآخر لم يكونوا على قد مسؤولية احترام الخيار الديمقراطي,حتى توقعت أن يقول قائل منهم لأن كلمة الخيار تذكرنا بخيار إسبانيا الذي تسكنه بكتريا (الإي كولاي)ولذا فأنا أرفض الخيار كما رفضنا (الكوسة)من قبل,وأدعو إلى مليونية جديدة غدا بمطلب وحيد غير قابل للمساومة وهو لا للخيار ولا للانتخابات أولا ونعم للدستور قبل كل شيء. طيب ماذا لو دعت الأغلبية إلى مليونية وستكون وقتها مليونيات للحفاظ على مكتسبات أول تجربة وأنزه عرس ديمقراطي,هل ستكون خائنة لأرواح الشهداء أم أنها ستكون من فلول الحزب لوطني وبقايا أمن الدولة. بقيت همسة في أذن من يقبل النصيحة:أنتم الآن تخشون انتخابات لم تعدوا لها عدتها ولم تكسبوا لها شارعها,وتبكون خوفا من وصول الإخوان وغيرهم,لكنكم تخطأون نفس خطايا لجنة السياسات المنحلة,التي كانت كلما هاجمت ذلك التيار زاد الناس تعاطفا معه.,ولو تأجلت الانتخابات عاما كاملا .,فإن كل يوم سيكتسب هذا التيار أرضا جديدة أنتم مهدتم له تربتها بمعاول الآلة الإعلامية التي صارت متطرفة جدا. [email protected]