قال خبراء سياسيون إن لجوء إسرائيل إلى القيادة المصرية من أجل إتمام المصالحة مع الفصائل الفلسطينية يأتي في إطار رغبتها فى نزع سلاح المقاومة خلال المرحلة المقبلة، متوقعين أن المفاوضات التي ستقودها القاهرة ستساعد كثيرًا فى حل الأزمة ووقف إطلاق النار بين الجانبين. وقال الدكتور طارق فهمى، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، إن للجانب الإسرائيلى شروطًا مختلفة عن الموضوعة سابقًا فى أعقاب طرح المبادرة المصرية مباشرة، موضحًا أن من بين الشروط التى ستضعها إسرائيل هو نزع سلاح الفصائل كشرط تعجيزى كما سبق وطالبوا بنزع سلاح "حزب الله" أثناء حرب لبنان الثانية في 2006. وشكك فهمى فى قبول الفصائل الفلسطينية بشرط إسرائيل الخاص بنزع السلاح، مؤكدًا أن وصول وفود من البلدين إلى القاهرة يعنى أن المبادرة المصرية دخلت حيز التنفيذ وأنه يمكن الاعتداد بها خلال الفترة المقبلة، متوقعًا أن تنجح مصر فى وقف إطلاق النار بين الجانبين بشكل مؤقت لحين إتمام المصالحة. بينما أكد يسرى العزباوى، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، أن طلب إسرائيل بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية صعب تحقيقه ولن توافق عليه "حماس". وأشار إلى أن ذلك الأمر من الممكن أن يقف عائقًا أمام المفاوضات المقرر إجراؤها فى القاهرة خلال اليومين القادمين، موضحًا أن الجانب المصرى سيبذل قصارى جهده لإنجاح هذه المفاوضات والتوصل لحل عادل لوقف إطلاق النار بين الجانبين. وأضاف العزباوى، أن هناك تعاطفًا دوليًا مع أهل غزة نتيجة الدمار والخراب والقتل جراء هذه الحرب من قبل الاحتلال الإسرائيلى، حيث ارتكبت إسرائيل جرائم بشعة فى حق المدنيين العزل ولم تسلم المستشفيات والمنازل من القصف. وقال إنه على الجانب الآخر نجحت المقاومة الفلسطينية بأن تكبد إسرائيل خسائر كبيرة من قتل وخطف الجنود وإطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، مؤكدًا أن كل ذلك سيساعد فى نجاح المفاوضات فى مصر لإنهاء هذه الحرب أو عقد هدنة. وتواصل إسرائيل منذ السابع من الشهر الماضي عملية "الجرف الصامد" ضد قطاع غزة بدعوى الرد على الهجمات الصاروخية من القطاع باتجاه إسرائيل، ما أسفر عن استشهاد 1650 وإصابة أكثر من 8900، فيما قتل أكثر من 60 جنديًا إسرائيليًا. ودعت مصر الفصائل الفلسطينية وإسرائيل إلى محادثات في القاهرة غدًا. وقال موسى أبومرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي بحركة "حماس"، إن الوفد الفلسطيني المقرر مشاركته في مباحثات وقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل، يصل القاهرة صباح الأحد، في الوقت الذي قرر فيه الجانب الإسرائيلي عدم إرسال وفد إلى القاهرة، بحسب ما أفاد مسؤول إسرائيلي كبير نقلاً عن المجلس الوزاري المصغر.