"ملك الارتجال".. "سلطان الكوميديا".. "الطالب المشاغب".."ملك المسرح السياسي".. "الزعيم الحقيقي".. "ملك الضحك" ألقاب تُوج بها الفنان الكوميدي سعيد صالح الذي قدم حوالي 500 فيلم، و300 مسرحية، بالإضافة إلى عدد من الأعمال الدرامية على الشاشة الصغيرة هو بحق بطل المشاغبين الحقيقي.. كبير العيال الذين رحلوا جميعاً. وبالرغم من كل الألقاب التي حصدها صالح خلال رحلته الفنية، إلا أنه أكد أنها لا تهمه وأن أكثر ما يسعده هو ضحكة الجمهور وهو يقف على خشبة المسرح: "لا أحب الألقاب ولاأبحث عنها ولايهمني إلا الجمهور". "السياسة أم المخدرات": يرى معظم النقاد أن الفنان سعيد صالح كان من الممكن أن يشغل مكانة أكبر من التي وصل إليها، ويحصل على لقب «زعيم الكوميديا»، لكن إدمانه للمخدرات عرقله عن تحقيق حلمه، حيث دخل صالح السجن أكثر من مرة بسبب تعاطي المخدرات، ففي عام 1991 وعام 1996، سُجن بتهمة التعاطي . ولم ينكر صالح تعاطيه للمخدرات، وعن سجنه قال صالح: “ندمت كثيرًا على تعاطي المخدرات، تسببت في سجني وأضاعت كثيراً من طموحي وأحلامي، فكان سلطان الكوميديا متفوقًا بشكل كبير على النجم عادل إمام، وشهد له المخرج الكبير جلال الشرقاوي بأنه كان أكثر موهبة من الزعيم عادل إمام . ويرى آخرون -بينهم سعيد صالح نفسه-، أن السبب الحقيقي لعدم وصوله لطموحاته وتحقيق حلمه في زعامة مملكة الكوميديا ودخوله السجن هو ليس المخدرات فقط، بل لعبت السياسة هى الآخرى دورًا كبيرًا، حيث مهاجمته لرؤساء مصر الثلاثة «عبد الناصر والسادات ومبارك»، وانتقاده للنظام، وهو الأمر الذي أشار إليه صالح خلال أحد لقاءاته الصحفية قائلًا: «طول لساني السبب في اللي بيحصلي.. ولا أندم على ما أفعله فأنا لا أقول غير الحقيقة، وأرتجل ما يشعر به الجمهور»-على حد قوله-. في الثمانينيات من القرن الماضي أسس صالح فرقة مسرحية باسم «مصر المسرحية»، كان نشاطها الأساسي المسرح السياسي، ومن أهم مسرحياته "كعبلون".. "نحن نشكر الظروف".. وغيرها، وفي أحد مسرحياته خرج عن النص، ليقول: "أمي اتجوزت 3 مرات.. الأول أكّلنا المشّ، والتاني علّمنا الغشّ، والتالت لا بيهشّ ولا بينشّ". قصد صالح بالأزواج الثلاثة لأمه رؤساء مصر الثلاثة ناصر والسادات ومبارك، الأمر الذي أثار غضب النظام حينها، حيث اعتبروا ما قاله إهانة للرئيس الذي كان في بداية مسيرته في الحكم، وتمّت محاكمة صالح، وحُكم عليه بالسجن ستة أشهر بتهمة إهانة رئيس الجمهورية.