سعيد صالح بين نار أفلام المقاولات وجنة المسرح الغنائي (فيديو)

ربما لا يعرف كثيرون أن الفنان الراحل سعيد صالح كان يري في نفسه أنه امتداد لأجيال العظماء، سيد درويش، وبيرم التونسي، وفؤاد حداد، وصلاح جاهين، والشيخ إمام، وأحمد فؤاد نجم، لذلك سعى إلى إحياء المسرح الغنائي الساخر.
وسار «صالح» إلى طريق المسرح الغنائي الساخر من خلال ما قدمه في «كعبلون»، و«البعبع»، لكن هذا اللون لم ينل قبولا لدي المنتجين، فلجأ إلى الإنتاج ليفرض هذا النوع من الأعمال على خريطة المسرح المصري.
واعترف بأنه كان يقبل المشاركة في أي عمل سينمائي حتى لو كان دور كومبارس من أجل الحصول على أموال ينفقها على خشبة المسرح، الأمر الذي جعله أكثر الفنانين الذين واجهوا اتهامات المشاركة في عروض «سينما المقاولات» خلال فترة الثمانينيات والتسيعينيات من القرن الماضي.
وبعيدًا عن الغناء الساخر، كانت خفة ظله سببًا في دخوله السجن، بعدما وقف على خشبة المسرح مرددًا جملته الشهيرة: «أمي اتجوزت 3 مرات.. واحد أكلنا المش، والتاني علمنا الغش، والثالث لا بيهش ولا بينش».
وكان يرمز بعبارته إلى 3 من رؤساء مصر، وهم: جمال عبدالناصر، ومحمد أنور السادات، ومحمد حسني مبارك، فحكم عليه المستشار راغب سامي بالحبس 6 أشهر.
كما قضى «صالح» 9 أشهر داخل السجن بعد اتهامه في واقعة تعاطي حشيش، حيث قال وقتها: «كانت ملفقة بسبب أعمالي المسرحية التي كنت أنتقد فيها النظام».
ويعود اكتشاف «صالح» للفنان حسن يوسف، الذي قدمه للجمهور من خلال مسرحية «هاللو شلبي»، حيث اشتهر خلالها بإفيه: «شراب أستك منه فيه».
كما رأى المخرج الراحل، نور الدمرداش، أنه فنان متلون يستطيع أن يقدم كل الأدوار والشخصيات، فأسند إليه بطولة مسلسل مأخوذ من ملفات المخابرات العامة المصرية، الذي عرف باسم «السقوط في بئر سبع»، الذي شاركته بطولته إسعاد يونس.
ولم يحقق المسلسل النجاح الذي توقعه «الدمرداش» نتيجة الصورة التي كونها الجمهور عن نجمه «صالح» والأعمال التي ارتبط بها.
وفي سكة الغناء، لحن «صالح» كلمات فؤاد حداد وأحمد فؤاد نجم وصلاح جاهين، وقدمها في أعماله المسرحية، ومن شدة إعجاب الفنان محمد محيي بإحدى هذه الأغنيات، قرر ضمها إلى أعماله، لتصبح واحدة منها ال«هيد» لألبومه، الذي حمل اسم «ليه الحبيب»، حيث أصبحت الأغنية علامة بارزة في مشوار محيي الغنائي.
عاش «صالح» حياة فنية وشخصية صاخبة أثرت دون شك على عطائه الفني في السنوات الأخيرة، ووضع المرض نهاية لرحلة فنان أضحك المصريين كثيرًا، ومات وهو يحلم بالتجديد الفني، لذلك أصبح زعيمًا للمجددين في فن الكوميديا.
أين تذهب هذا المساء؟.. اشترك الآن