كلمات الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد أمس كانت رائعة، تدل على معرفته بما يجري في البلد واحساسه بخطورة تطويل المدة الانتقالية. يقول البدوي لشباب الثورة "الحرية لا تعني الفوضى والانفلات الأمني، الحركة الثورية لو طالت عن 6 شهور سيترحم الشعب المصري على النظام السابق". ومن كلامه أن "ثلاث جهات مسؤولة عن الفوضى الحالية.. الشعب والحكومة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة. لابد من اجراء الانتخابات بأسرع وقت ممكن، وأنا من أشد المؤيدين لاجراء الانتخابات في سبتمبر القادم بدون تأجيل". ثم يقول "حكومة شرف غير قادرة على القيام بالمرحلة الانتقالية بعد الثورة، فالوزراء مترددون خائفون، واليد المرتعشة لا تبني وطنا، والشرطي الخائف لا يحقق أمنا، ووزير الداخلية لابد أن يكون أكثر تشددا فهو متردد. عندنا نصف مليون بلطجي لو لم يحسوا بأن هناك ضبطا وربطا، فلن نستطيع جميعا الخروج من بيوتنا". حقيقة لم يمر على مصر أضعف من حكومة شرف التي لا تعرف لها خريطة طريق. بل كأنها عمياء لا ترى أي منفذ أو "زنقة" وتورطنا في "زنقات" خانقة كلما ذهب في جولة خارجية. رئيسها ضعيف. صوته خفيض.. خائف.. مرتعش. زياراته الخارجية عادت بخفي حنين. وعود بقروض، وودن مقروصة، ورجوع مصر عن كلمتها. بلد بلا كلمة، لا قيمة لها ولا سيادة..! تتراجع الدولة سرا في ظروف غامضة عن ما تقوله علنا.. فمن الذي يقرص "ودن" شرف و متى وكيف يقرصها فيجعله يتألم ويتراجع في صمت وهدوء؟!.. سيرد البعض: ومال شرف، الراجل يا دوب سكرتير منفذ لمن هو أعلى!.. وسأرد أنا: يستقيل ويذهب إلى بيته ما دامت لا كلمة له، فهو رئيس حكومة يفترض أنها أعلى سلطة مدنية سياسية في الوقت الحاضر. تراجعت الدولة عن نقل مبارك من شرم الشيخ التي تواجه انحسارا سياحيا بسبب وجوده فيها.. سيقال" لن تتراجع ولكن حالته صعبة جدا. سأرد: والله العظيم كذب.. الرجل في أعلى حالاته الصحية والبدنية ويمارس حياته العادية، ومحافظ جنوبسيناء اللواء شوشة يعتبره ما يزال رئيسا لمصر ورفض أن يقرنه بكلمة "سابق" خلال لقائه بوفد كويتي يزور شرم حاليا. وعندما سئل من الصحفيين كيف ما يزال يعتبره الرئيس، وهو محافظ في حكومة الثورة التي يقودها شرف، يرد بكل تكبر واستعلاء "أقول اللي يعجبني"!! شرف لا يملك سلطة على محافظ جنوبسيناء الذي يبدو أنه صدق حكاية "البؤرة" وأنه في دولة مستقلة يسكنها مبارك جاعلا منها الواحة الآمنة الوحيدة في جمهورية مصر. يقول شوشة بالحرف "شرم الشيخ المكان الوحيد الآمن في مصر حاليا برغم وجود الرئيس فيها". ولولا بقية من خجل وحياء لاستغنى عن "برغم" لينقل فكرته واضحة إلى الوفد الزائر! ثم تغزل في حسين سالم واصفا إياه برجل الأعمال الملتزم الذي اشترى الأراضي وفقا للقانون وحولها إلى مشروعات استثمارية. محافظ "البؤرة" لا يحترم ولا يقيم وزنا لقضاء أصدر أمرا للانتربول بضبط واحضار سالم لتلاعبه في أراضي الدولة وفي بيع الغاز لإسرائيل. لو كان عصام شرف قويا لعزله فورا. لكنه مرتعش لا يمكنه أن يفعل شيئا أكثر من كلماته الخفيضة والتي يزيد عليها وزير داخليته تهتهة وارتعاشا، فيخرج البلطجية والعابثون من بؤرة شرم الشيخ على أثرها كما تخرج الشياطين من القمقم!