اعتبرت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي أنّ الجامعات البريطانية متهاونة في التعامل مع ما أسمته التطرُّف الإسلامي داخلها. وقالت الوزيرة في مقابلة مع صحيفة "ديلي تلغراف": "إنّ الجامعات لا تأخذ مسألة التطرف الإسلامي على محمل الجد". مضيفة: "هناك تهاون في الجامعات منذ فترة طويلة.. ولا أعتقد أن الجامعات مستعدة للاعتراف بشكل فعّال بما يمكن أن يحدث في حرمها وحركة التطرف التي يمكن أن تحدث. أعتقد أنّ الجامعات يمكن أن تفعل المزيد". وجاءت تصريحات ماي قبل يوم من إطلاق الحكومة مراجعتها الجديدة لإستراتيجيتها الهادفة لوقف تزايد أعداد "المتطرفين" البريطانيين. وأوضحت صحيفة "ديلي تلغراف" أنّ استراتيجية "الوقاية" هذه ستدرج "بعد مراجعتها 25 منطقة إدارية تعتبر الأكثر تعرضًا لخطر التطرُّف، وكذلك أجزاء من مدن مثل لندن وبرمنجهام ومانشستر وليدز وبرادفورد". وأشارت إلى أنّ الاستراتجية الجديدة ستحتوي على تفاصيل لشراكات مع موقع يوتيوب وموقع "إيه أو إل" بهدف مكافحة التطرف على الإنترنت ولاتخاذ خطوات تحدٍّ من الدخول إلى المواقع "المتطرفة" من المدارس والمكتبات العامة. وذكرت الصحيفة أنّها اطلعت على الاستراتيجية المحدثة التي حددت 40 جامعة يمكن أن تكون فيها "خطورة معينة من الدعوة إلى التطرف أو التجنيد" للجماعات المتطرفة. ونقلت الصحيفة عن الاستراتيجية أن "أكثر من 30% من المدانين بالقيام بأعمال إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة في المملكة المتحدة.. التحقوا بجامعات أو معاهد تعليم عُلْيا". وتهدف استراتيجية "الوقاية" التي تَمّ تَبَنّيها قبل أربع سنوات في أعقاب تفجيرات لندن في يوليو 2005، إلى مواجهة التطرف عن طريق دعم الجماعات الإسلامية المعتدلة. وأطلقت الوزيرة مراجعة الاستراتيجية في نوفمبر وقالت إنّها لم تكن تعمل بالشكل المطلوب. وتبلغ كلفة تطبيق الإستراتيجية 60 مليون جنيه إسترليني (67 مليون يورو). وذكَرت أن الحكومة ستسحب التمويل من 20 من أصل 1800 منظمة تلقت أموالاً خلال السنوات الثلاث الماضية.