قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مساء يوم السبت، إن جهود كل من قطر وتركيا، وكافة الجهود، من أجل وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة تصب في نفس هدف المبادرة المصرية. وخلال مؤتمر صحفي مشترك في القاهرة مع نظيره الإسباني، خوسيه مانويل مارجالو، نفى شكري علمه بأي مبادرة أخرى غير المبادرة المصرية، قائلاً: "ليس لي علم بمبادرة معلنة من أطراف أخرى غير المبادرة المصرية".
ومضى قائلا إن "جهودا قطرية وتركية تبذل وتتواصل وتتفاعل وتسعى جاهدة لوقف إطلاق النار، وكافة الجهود تصب في نفس الهدف وهو وقف إطلاق النار ومنع وقوع مزيد من الضحايا الفلسطينيين".
وطرحت مصر، الأسبوع الماضي، مبادرة لوقف إطلاق النار تنص على وقف "الأعمال العدائية" بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وفتح المعابر، وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض.
إلا أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رفضت هذه المبادرة، معتبرة أنها لا تتسق مع مطالبها، وأبرزها رفع الحصار المفروض على غزة، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون نسمة، منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في نياير/ كانون الثاني 2006.
وتابع الوزير المصري أن "أي مد في فترة التهدئة سوف يصب في صالح الشعب الفلسطيني ومنع وقوع مزيد من الضحايا من المدنيين".
وأضاف شكري أن "مصر ستستمر في جهودها من خلال اتصالاتها ومشاوراتها مع الأطراف والدول الفاعلة، ولن تدخر جهدا في إنهاء الأزمة".
وقال إن "سبب عملنا لوقف إطلاق النار الإنساني هو إتاحة العملية التفاوضية حتى يتم التوصل إلى تفهم".
وأضاف أنه ناقش مع نظيره الإسباني ضرورة تضافر الجهود لوقف إطلاق النار الكامل والوصول إلى ترتيبات من أجل كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة من خلال فتح كافة المعابر والعمل على إعمار غزة واستئناف المفاوضات لإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية.
وتابع أنهما تناولا أيضا الأوضاع في كل من ليبيا وسوريا والعراق.
فيما قال وزير خارجية إسبانيا إن بلاده "ترحب بأي عمل من أي أطراف إقليمية أو خارج الإقليم يمكن أن تساعد أو تدعم في حل الأزمة".
ووصف الوضع في غزة ب"الأمر غير المقبول على الإطلاق".
وتابع بقوله: "سوف ندعو إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن بشأن الأوضاع في غزة ولا أعلم متى، لكن هناك أمر جيد، وهو أننا جميعا متفقون على ضرورة حل الدولتين".
وأعرب مانويل مارجالو عن تطلعه أن "تؤدي الهدنة إلى مفاوضات نهائية لحل الأزمة بين إسرائيل وغزة".
وقال إن "وقف إطلاق النار فورا سيؤدي إلى فرصة جديدة للحوار والتفاوض حول النقاط المعني بها كلا الطرفين".
وأعرب عن أمله في "ألا تتكرر المأساة الحالية".
وانتهت الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (17: 00 ت.غ) هدنة إنسانية دامت 12 ساعة، بطلب من الأممالمتحدة، قبل تمديدها من الحكومة الإسرائيلية حتى منتصف الليل بالتوقيت المحلي (21: 00 ت.غ). فيما أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء اليوم، عن عدم وجود أي اتفاق حول تمديد تلك الهدنة.
وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على مدن وبلدات إسرائيلية، يشن الجيش الإسرائيلي، منذ السابع من الشهر الجاري، حربًا على القطاع، تحت اسم "الجرف الصامد"، تسببت حتى الساعة (20: 00 ت.غ) اليوم السبت في قتل 1047 فلسطينيا، وإصابة نحو 5900 آخرين بجراح، بحسب تصريح المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، لوكالة الأناضول.
كما تسببت الغارات الإسرائيلية المكثفة على مختلف أنحاء غزة في تدمير 1825 وحدة سكنية، وتضرر 22145 وحدة سكنية أخرى بشكل جزئي، منها 1560 وحدة سكنية لم تعد صالحة للسكن، وفق معلومات أولية صادرة عن وزارة الأشغال العامة الفلسطينية.
في المقابل، قتل 40 جندياً وضابطًا إسرائيليا وثلاثة مدنيين، وأصيب أكثر من 463، أغلبهم من المدنيين، ومعظمهم أصيبوا بحالات "هلع"، بحسب الرواية الإسرائيلية، فيما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها قتلت 80 جندياً إسرائيلياً وأسرت آخر.