اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن مكتب التحقيقات التابع لمباحث أمن الدولة في ميدان لاظوغلي لا يختلف عن معسكر جوانتانامو الأمريكي أو بيلمارش البريطاني أو حتى مركز اعتقال 1391 الإسرائيلي قائلة إن تلك المعسكرات يجب إن تبقى معا أو تسقط معا ومؤكدة على أن حقوق الإنسان لا يمكن أن تكون إقليمية أو اختيارية. وروت الصحيفة ، في تقرير لها عن البريطانيين الثلاثة الذين أفرج عنهم مؤخرا بعدما قضوا أربع سنوات في السجون المصرية إثر إدانتهم فيما عرف بقضية حزب التحرير الإسلامي ، ما يتعرض له المعتقلون في السجون المصرية ، مشيرة إلى أن من يتعرضون للاختطاف أو الاعتقال يتم احتجازهم طويلا حتى تنتزع منهم اعترافات وأنه في بعض الأحيان لا يكون مطلوبا من الشخص الاعتراف وإنما يوجه له التحذير ثم يطلق سراحه. وأشارت الصحيفة إلى أن مصير أغلب المعتقلين يتم إرسالهم إلى المعتقلات في انتظار المحاكمة أو في بعض الأحيان الموت ، لافتة لوجود نحو 15 ألف معتقل سياسي في السجون المصرية بعضهم تمت تبرأته منذ سنوات والبعض الآخر لم يحاكم والبعض يظل معتقلا لأكثر من عقد. واعتبرت "الجارديان" أن قصة المعتقلين البريطانيين الثلاثة ماجد نواز وإيان نسبت ورضا بانخورست ، الذين أطلقت السلطات المصرية سراحهم مؤخرا بعد اعتقالهم لأربعة أعوام في قضية حزب التحرير، تنطوي على عناصر قصة "الحرب على الإرهاب" أو قصة الشرق والغرب ، مشيرة إلى أن التغطية الإعلامية في المملكة المتحدة ركزت على الجنسية البريطانية لهؤلاء المعتقلين ومدى كفاية ما قامت به السلطات البريطانية لمساعدتهم ، لكن هذه التجاوزات ينظر إليها دون اكتراث طالما أن الأحداث خارج حدود الغرب. وتطرقت الصحيفة للمآسي التي يواجهها المعتقلون في السجون المصرية، لافتة إلى أن 26 شخصا ألقي عليهم القبض في القاهرة والإسكندرية في أوائل أبريل عام 2002 بتهمة الانتماء إلى جماعة محظورة في إشارة إلى حزب التحرير، مشيرة إلى أن الأمر لم يكن مجرد حادث استثنائي، حيث أن حالات اختفاء واختطاف واعتقال الأشخاص باتت أمرا شائعا خلال العقود الثلاثة الماضية في مصر. ولفتت الصحيفة البريطانية لمأساة ثلاثة وعشرين معتقلا مصريين وفلسطينيين ألقي القبض عليهم مع البريطانيين الثلاثة في نفس القضية، لا يزالون محتجزين ولا يزالون يتعرضون للتعذيب. وقالت إن الأخت الصغرى لأحد الفلسطينيين ترقد في مستشفى بالقدس وأملها الوحيد في النجاة هو أخوها المعتقل في السجون المصرية والمستعد لنقل النخاع لها لإبقاءها على قيد الحياة. وأشارت الصحيفة إلى أن مصر تعد قوى إقليمية مهمة فضلا عن حيويتها بالنسبة للسياسة الأمريكية والبريطانية في المنطقة لاسيما فيما يخص نشر الديمقراطية.