كشفت مصادر دبلوماسية مصرية وعربية، أن هناك جهودا تبذل حاليا على أكثر من جبهة دبلوماسية، تستهدف التوصل إلى "اتفاقات ثنائية مكملة" بجانب المبادرة المصرية التي تقتصر على وقف إطلاق النار ثم التفاوض، بهدف التغلب على رفض المقاومة الفلسطينية للمبادرة المصرية، ورفض الأخيرة إجراء أي تعديلات عليها، وإخراج إسرائيل من مأزقها الحالي، دون أن تبدو أنها رضخت لمطالب المقاومة. ونقلت وكالة "قدس برس" عن المصادر، إن المفاوضات تجري بصورة غير مباشرة بين "حماس" وإسرائيل ومصر، حيث تتولي السلطة الفلسطينية نقل وجهة نظر "حماس" للقاهرة، وتتولي قطر التواصل مع أمريكا، فيما تدور المفاوضات بصورة مباشرة بين القاهرة وتل أبيب، "وهناك جهود تبذل لإقناع حماس باتفاقات ثنائية مكملة، لقبول المبادرة المصرية مضافا لها هذه التفاهمات أو الاتفاقيات الثنائية المكملة". وقالت المصادر إن ما أعلنه الأربعاء رئيس كتلة "فتح" النيابية عزام الأحمد، من أنه يتم بلورة صيغة نهائية لوقف إطلاق النار في الساعات القادمة، وأن هناك تقدمًا ملحوظًا لم يكن موجودا قبل أيام، يصب في إطار هذه الجهود التي تجري. وتشير التفاهمات (الملاحق) المطروحة إلى أمرين، الأول: تعهدات أمريكية بضمان تحسين ظروف معيشة قطاع غزة وفتح المعابر، والثاني: ضمانات باستمرار الالتزام بتفاهمات اتفاقية 2012 التي تعني ضمنا إطلاق سراح الأسري الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم بعد اختطاف المجندين الثلاثة، وأن يكون هذا عقب وقف إطلاق للنار. وكانت تقارير صحفية أشارت الأربعاء إلى أن المسئولين المصريين أبلغوا نظرائهم الدوليين بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة ووزير خارجية الولاياتالمتحدة ووزيرة خارجية النرويج استعداد القاهرة للعمل على محورين: الأول والأكثر إلحاحا، هو وقف فوري وكامل لإطلاق النار يمهد لعملية إنسانية واسعة لإنقاذ الشعب المحاصر في غزة، والثانية هي صفقة سياسية تشمل التنسيق بين "حماس" والسلطة الفلسطينية والأطراف الدولية المعنية لتحسين مستدام للأوضاع في القطاع. ونقلت عن مصادر عربية أن حركتا "حماس" و "الجهاد الإسلامي" أبلغتا القاهرة أنهما لا تسعيان فعليا لاستعداء مصر ولا لتهميش دورها في المشاركة في الوصول إلى صفقة سياسية تنهى العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة، وأنها تستهدف التعاون مع القاهرة وكل من يستطيع تقديم العون لتحسين شروط الاتفاق، بحيث لا يأتي مكافأة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقالت مصادر مصرية إن إسرائيل وبعكس التصريحات الرسمية حريصة على التحرك بسرعة لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الحديث الإسرائيلي السابق حول ضرورة تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية بدأ يتراجع في ظل الخسائر التي منى بها الجيش الإسرائيلي. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى، شدد على أن المبادرة المصرية هي الإطار لأي وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، فى قطاع غزة، واعتبرها "إطارا لإنهاء العنف"، ودعا "حماس" للتفاوض لإنهاء القتال في غزة على أساس المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار.