شيخ الأزهر يهنئ الأمة الإسلامية بعيد الأضحى ويطالب المجتمع الدولي بوقف العدوان على غزة    هيئة الرعاية الصحية تعلن خطة التأمين الطبي لاحتفالات عيد الأضحى    بنك نكست يوقع بروتوكول تعاون مع الرياضة لتمكين الشباب اقتصاديا وتعزيز الشمول المالي    هل يصل سعر الدولار ل 60 جنيها بنهاية العام؟ رد حاسم لرئيس الوزراء    تفاصيل لقاء وزير الخارجية مع المبعوث الصيني للشرق الأوسط (صور)    لامين يامال يستعد لمواجهة فرنسا في دوري الأمم الأوروبية ب لوك جديد (فيديو)    ضبط طالبين بتهمة النصب قاما بنشر أسئلة امتحانات مزيفة على مواقع التواصل    طرح فيلم "سيكو سيكو" عبر منصة يانجو بلاي في عيد الأضحى    محافظ بني سويف يتفقد سير العمل في مركز نقل الدم بشرق النيل    جامعة مصر للمعلوماتية تتعاون مع جامعة لانكستر البريطانية لتعزيز الشراكات الأكاديمية العالمية    رئيس "الشيوخ" يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة عيد الأضحى    تقارير أولية من سوريا تفيد بحدوث انفجارات في مطار حماة العسكري    ما تفاصيل مشروع قرار مجلس الأمن المرتقب بشأن غزة؟    عراقجي لأمين عام حزب الله: إيران مهتمة بمساعدة لبنان    شيخ الأزهر يهنئ الأمة الإسلامية بعيد الأضحى ويطالب المجتمع الدولي بوقف غير مشروط للعدوان على غزة    «بن رمضان» في مواجهة توانسة الأهلي.. الأرقام تحذر معلول    إنتر ميلان يفتح قنوات الاتصال مع فابريجاس لتدريب الفريق    مجلس الوزراء: بث تجريبي للمنصة الإلكترونية لتراخيص الاستثمار    العثور على جثة بها آثار ذبح بالرقبة بفرشوط في قنا    ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي لمصر إلى 48.5 مليار دولار بنهاية مايو 2025    طرح البوستر الرسمي لفيلم "آخر راجل في العالم"    رسميًا إطلاق خدمات الجيل الخامس في مصر.. كل ما تريد معرفته عن السرعة والتحميل والباقات    محافظ المنيا يزور مديرية الصحة ويتابع سير العمل داخل الإدارات والأقسام    نجم الزمالك السابق يحذر من خماسي بيراميدز قبل نهائي الكأس    الزمالك يفسخ التعاقد مع مدافع الفريق رسمياً    بورتو منافس الأهلي يكشف عن زيه الاحتياطي فى مونديال الأندية.. فيديو    مجلس الوزراء يوافق على اتفاقية مع الاتحاد الدولي للاتصالات لتحقيق التنمية الرقمية    الإسكندرية ترفع حالة الطوارئ بشبكات الصرف الصحي استعدادًا لصلاة عيد الأضحى    ارتفاع تدريجي ل درجات الحرارة.. بيان مهم بشأن حالة الطقس يوم عرفة (تفاصيل)    مد فترة التشطيبات.. مستند جديد يفجر مفاجأة في واقعة قصر ثقافة الطفل بالأقصر    توريد 500 ألف طن قمح في المنيا منذ بداية الموسم    زلازل وعواصف وجفاف.. هل تستغيث الأرض بفعل تغيرات المناخ؟    صلاح عبدالله يستعيد ذكرياته مع سميحة أيوب في مسرحية رابعة العدوية    «بيحبوا المغامرة».. 4 أبراج تستغل العيد في السفر    وزير الثقافة ل«الشروق»: لا غلق لقصور الثقافة.. وواقعة الأقصر أمام النيابة    لماذا رمى سعد الدين وهبة نص مسرحية كوبري الناموس بعد اعتراض سميحة أيوب؟ وما قصة مشهد الصمت الطويل؟    دعاء يوم التروية 2025.. أدعية مستحبة ومعلومات عن فضل اليوم الثامن من ذي الحجة    «قد يحسم أمام العراق».. حسابات تأهل منتخب الأردن مباشرة ل كأس العالم 2026    بيراميدز يجدد عقد المغربي وليد الكرتي موسمين    أول تحرك من «الطفولة والأمومة» بعد تداول فيديو لخطبة طفلين على «السوشيال»    رئيس هيئة النيابة الإدارية يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة عيد الأضحى المبارك    تزايد الضغط داخل مجلسي الكونجرس الأميركي لتصنيف جماعة الإخوان "إرهابية"    بالأسماء.. 58 مركزًا لإجراء فحوصات المقبلين على الزواج في عيد الأضحى    28 فرصة و12 معيارًا.. تفاصيل منظومة الحوافز الاستثمارية للقطاع الصحي    مسابقة لشغل 9354 وظيفة معلم مساعد مادة «اللغة الإنجليزية»    تحرير 911 مخالفة للممتنعين عن تركيب الملصق الإلكتروني    في ذكرى ميلاده.. محمود عبد العزيز من بائع صحف إلى أحد عمالقة التمثيل    «جبران»: قانون العمل الجديد يرسخ ثقافة الحقوق والحريات النقابية    محافظ أسيوط يشارك أطفال معهد الأورام فرحتهم بقرب حلول عيد الأضحى    أنشطة ثقافية ومسرح وسينما فعاليات مجانية لوزارة الثقافة فى العيد    أيام الرحمة والمغفرة.. ننشر نص خطبة الجمعة المقبلة    «اللهم املأ أَيامنا فرحًا ونصرًا وعزة».. نص خطبة عيد الأَضحى المبارك 1446 ه    تكبيرات عيد الأضحى 2025.. تعرف على حكم التكبير فى العيدين بصيغة الصلاة على النبى    نقيب المحامين يوجّه بمتابعة التحقيقات في واقعة مقتل محامي كفر الشيخ    زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 50% تدخل حيز التنفيذ    موعد إعلان نتيجة الصف الثالث الإعدادي 2025 في الجيزة ترم ثاني    كامل الوزير: انتقال زيزو للأهلي احتراف .. وهذا ما يحتاجه الزمالك في الوقت الحالي    «الإفتاء» تنشر صيغة دعاء الخروج من مكة والتوجه إلى منى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثوار و النيتو.. وحسابات الكعكة الليبية
نشر في المصريون يوم 06 - 06 - 2011

حينما صدر القرار رقم 1973 الخاص بتنفيذ الحظر الجوي على السماء الليبية وحماية المدنيين من بطش القذافي، وبعد ما بدأت العمليات العسكرية، استبشر الثوار وتصوروا أنهم بهذه العمليات سيتمكنون من إحراز النصر وينعمون بنظام ديمقراطي حر يعيد للمواطن الليبي حريته وكرامته المفقودة من أكثر من أربعة عقود خلت، فكانت البداية بتوجيه ضربات لبعض دفاعات القذافي الأرضية المضادة للطائرات ، ثم ضرب بعض القوات المدرعة المتوجهة إلى أجدابيا ، مما سمح للثوار بالتوغل غربا تجاه البريقة واحتلال بعض مواقع كتائب القذافي ، حيث ارتفعت الروح المعنوية للثوار في ظل علم الاستقلال، واعتقد الكثير أن العجلة بدأت في الدوران وأن النصر آت بفضل الله ثم بفضل هذا الدعم العسكري الحاسم، لكنهم سرعان ما صٌدِمُوا من ممارسات قوات النيتو على الأرض التي اتسمت بتصرفات متناقضة وشديدة البطء أحيانا وعدائية واستفزازية أحيانا أخرى يصعب تفسيرها أو الرد عليها في ظل المعارك الراهنة إلا في إطار محكم ومتوازن يتواءم مع التطورات المتلاحقة على الأرض بعد ما تركت الجامعة العربية الزمام للنيتو تلعب فيه كيفما شاءت .
هذا البحث يحاول تفسير وتحليل تلك الممارسات من خلال ثلاثة محاور :
الأول : الممارسات المتناقضة للناتو على الأرض عسكريا وسياسيا.
الثاني : التفسير السياسي والأيديولوجي والاقتصادي لممارسات الناتو .
الثالث : نصائح للثوار الليبيين ومجلسهم الانتقالي.
في خاتمة البحث ركزت مجموعة من الملاحظات والنصائح للثوار الليبيين في مواجهة هذه الأزمة وتلك التحولات في موقف الناتو التي تستلزم استخدام الأساليب السياسية والعسكرية والاقتصادية لمواجهتها .
المحور الأول : الممارسات المتناقضة للناتو على الأرض :
أ ) – الممارسات العسكرية :
1- إطالة أمد المعارك وعدم وضع حد زمني لإنهاء العمليات العسكرية حتى تمارس الضغط على الطرفين لتحقيق أكبر قدر من المصالح ( 1 )
2- توجيه ضربات هامشية لا تؤثر في مسيرة المعارك ولا توقف تدفق كتائب القذافي مثال لذلك ما صرح به وزير الدفاع الروسي أن 80% من السلاح مخزون في مخازن تحت الأرض منذ أن بدأ القذافي في تنفيذ ( النهر العظيم ) بالحفر تحت الأرض للوصول للمياه الجوفية ، وإن كل ما ضربته الناتو هي مخازن هيكلية ( تمويهية ) لا تمثل أي وزن لسلاح القذافي .. والناتو تعرف هذا جيدا ( 2 ).
3- ترك بعض قوات العقيد تحقق انتصارات على الأرض وتسترد المساحات التي احتلها الثوار من قبل .
4- توجيه ضربات لبعض عناصر من قوات الثوار، مع التصريح بأنها حدثت عن طريق الخطأ دون تقديم أي اعتذار لهم عن ذلك (3) وقد فسر بعض المراقبين أن سبب هذه الضربة هو تحرك قوات الثوار دون موافقة أو علم من الناتو فتم ضربهم لتوجيه رسالة شديدة اللهجة لهم بألا يتحركوا عسكريا إلا من خلالهم ). ( 4)
5- تعقيد عملية الاتصال بين قيادة الثوار والناتو (5) في ظل تحذيرهم من التحرك عسكريا إلا بعد استشارتهم ، وهو ما دفع رئيس المجلس الانتقالي إلى الاعتراض عليهم حيث صرح أن الاتصال بهم يأخذ أكثر من 8 ساعات حتى يأتي الرد مما يفوت فرص عسكرية لتحقيق انتصارات على القذافي وكذلك فرص لتقليل الخسائر بسرعة الانسحاب مع ملاحظة أن القرارات العسكرية في هذه الحرب تحتاج إلى حسم سريع واتخاذ قرار الهجوم أو الانسحاب بأقصى سرعة لأن التأخير يكون نتيجته فقدان موقف استراتيجي أو التضحية بمدنيين في منطقة معينة .
6- السماح لقوات الثوار بالتحرك على نطاق ضيق جداً لاحتلال مواقع للقذافي ثم دعوتهم للانسحاب من هذا الموقع وتبرير ذلك بأنه انسحاب تكتيكي الغرض منه الإيقاع بقوات القذافي دون شرح للغرض العسكري من العملية على أن يطبقوا دون طلب للتفسير ( 6 ) .
7- تبرير تقاعس الناتو عن ضرب قوات القذافي التي تحاصر المدنيين في مدن مثل مصراتة وغيرها بأن تلك المواقع يختلط فيها المدنيين بقوات القذافي وأن ضربه سيؤدي إلى خسائر كبيرة لاختلاطهم ببعض (7 ) .
8- لقد أثبت ضرب الناتو (8) لمركز القيادة والتوجيه العسكري في باب العزيزية أنهم يستطيعون توجيه ضربات قد تودي بحياة القذافي وتشل قيادة التحرك العسكري له – والتي نتج عنها مقتل ابن العقيد ( سيف العروبة ) و ثلاثة من أبنائه . لكنهم لا يفعلون إلا بعد حسابات معينة وفي الوقت الذي يحقق لهم ما يريدون، فقد جاءت هذه الضربة بعد ما رجحت كفة قوات العقيد وبدأت الاعتراضات والاتهامات تصدر من قوات الثوار لهم، ولإحداث شئ من التوازن بينهما ، فضلا عن كونهم كانوا على اعتقاد تام بأن القذافي لا يتواجد في باب العزيزية ، وأن هذه الضربة ستحقق لهم ضرب عصفورين بحجر واحد وتحقق لهم أكثر من هدف : إرضاء الثوار وتوجيه رسالة شديدة اللهجة للقذافي أن الناتو يستطيع القضاء عليه شخصيا بسهولة ويستطيع تركه يحقق نصرا جزئيا على الثوار ، حتى يكون مستعدا لتقديم كل شئ لهم إذا انتهت العملية بمفاوضات سلام أو تقسيم أو خلافه .
ب ) – الممارسات السياسية :
1- تغير نغمة التصريحات (9) من المطالبة برحيل القذافي إلى الدعوة لوقف إطلاق النار والتفاوض بين العقيد والثوار للمشاركة السياسية مع أبناء القذافي بعد رحيله .
2- تدعيم مفاوضات منظمة الوحدة الأفريقية مع القذافي (10) تمهيدا للتسويق لعرض طرح المشاركة السياسية .
3- طرح مسالة التقسيم على طاولة التفاوض (11) كحل بديل إذا قبله الثوار تحت ضغط الهزائم العسكرية وتحول الدفة لكتائب العقيد . وهو الحل الذي يدعو إلى تقسيم ليبيا إلى ثلاث كيانات ( بنغازي واجدابيا والبريقة في كيان دولة الشرق – وطرابلس ومصراتة وبعض المناطق الأخرى في كيان دولة الغرب – الحدود الصحراوية المتاخمة للحدود الليبية مع الجزائر وتشاد في كيان دولة الطوارق ) على أن يكون تصور(الكون فيدرالية ) والحكم الذاتي بين هذه الكيانات الثلاثة أحد التصورات المطروحة برعاية الأمم المتحدة .
4- محاولة الناتو للوصول إلى القبائل الليبية الفاعلة (12) لإيجاد قوى ثالثة بين الطرفين وإحداث خلخلة في توازن القوى والضغط عليهما لتمرير مشاريع التقسيم وللحصول على فاتورة للحرب في الحاضر والمستقبل .
المحور الثاني : التفسير السياسي و الاقتصادي والأيديولوجي لممارسات الناتو :
لا شك أن هذه الموقف المتناقضة للناتو تنطوي على أسباب وعوامل مختلفة ترتبط بمنظومة المصالح التي دفعت دوله للاتفاق على تلك الإجراءات والتي تتنوع بين المصالح الاقتصادية والأيديولوجية والسياسية والتي يمكن حصرها على النحو التالي :
أ‌) – التفسير الاقتصادي (13):
هناك ثلاثة معايير تحكم التفسير الاقتصادي هي: البترول والمشاريع التنموية المستقبلية وتسويق السلاح والصادرات الأخرى :
يمثل البترول ومدى تحقيق الاستفادة القصوى منه هاجسا هاما في أجندة الناتو قياسا على الحلول التي يمكن أن تنتصر لكل طرف على حدا، وفي الإطار الذي لا يسبب انقساما بين دول الناتو خصوصا إذا كانت الفاتورة تجمع بين ما يمكن تحقيقه في الوقت الحاضر وما يمكن تحقيقه مستقبلا .
والمشاريع التنموية المستقبلية فيما بعد انتهاء الحرب تمثل قضية من قضايا الاختلاف حول أحقية كل دولة من هذه الغنيمة فضلا عن سحب السجادة من تحت القوى الأخرى التي بدأت في السنوات الأخيرة تضع لها مواطئ أقدام في هذه المشاريع مثل الصين وروسيا والهند وماليزيا وغيرها.
تسويق السلاح في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب والصادرات الأخرى تعتبر أحد دوافع تلك الممارسات التي يستشف منها تقسيمات الكعكة تطبيقا على ما ستفرزه الأحداث وترتبط بطبيعة الصراع في ليبيا وفي المنطقة بعد نهاية العمليات .
ب ) – التفسير الأيديولوجي :
رغبة الناتو في أن يحكم ليبيا حكومة لا تتعارض في المبادئ الأساسية لها مع توجهات الغرب (أمريكا وأوروبا ) وبالتالي فإن المخاوف لديهم تنقسم إلى قسمين :
1- مخاوف هيمنة قوة أو فكر القاعدة (14) : قامت لجنة من السياسيين ولجنة من المخابرات الأمريكية ومخابرات بعض دول الناتو بالتوجه إلى بنغازي والتقابل مع المجلس الانتقالي والتشاور معهم حول تخوفهم من وجود عناصر من القاعدة في صفوفهم العسكرية أو عناصر لهم في صفوف القيادة السياسية بعد سريان إشاعة توجه بعض المنتمين للقاعدة من العراق وأفغانستان عبر الحدود المصرية والحدود التونسية والحدود مع تشاد، وبعد اغتيال زعيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن، خصوصا و إن احتمالات أن يتولى أحد قيادات القاعدة من الليبيين الزعامة وتكون عملية ضرب الناتو والانتقام منها على رأس هذه الأهداف وبالتالي فإن الخوف من تسرب القاعدة وإتباعها أو حتى تسرب فكر القاعدة بشكل أو بآخر هو أحد المخاوف التي حدت بالناتو لتمحيص قوات الثوار واتخاذ موقفا يجعل مفاتيح الحل مرتبطة بهذا الشرط ابتداء .
2- مخاوف هيمنة الإسلاميين بوجه عام على تيار الثوار (15) خصوصا وأن مشاهد الثوار تدل على أن توجهاتهم إسلامية، وتجمعات الثوار في صلوات الجمعة بساحات بنغازي وإجدابيا وغيرها تدل على أن التوجه لن يكون علمانيا كما تريده الناتو وبالتالي فإنهم يتخذون الاحتياطات والإجراءات التي تضمن تنحية الإسلاميين أو تحولهم إلى شكل من أشكال الليبرالية الإسلامية الجديدة كما يسمونها .
ج ) - التفسير السياسي :
لقد بات واضحا للناتو أن المنطقة العربية بأكملها في حالة تغيير ثوري وشعبي قد يُحَوِِل التوجه السياسي الذي كان منخرطا تحت عباءة الناتو ، هذا التحول من الممكن أن يضر ب مصالح أمريكا وأوروبا ويضر بمصلحة إسرائيل التي تقف على رأس الإنحيازات الغربية .. في هذا الصدد عدة تخوفات للناتو : تخوف من تكون إتحادا بين المجلس الانتقالي للثوار والنظام المصري والنظام التونسي بعد الثورة (16) ، يكون مناهضا للناتو أو يتعامل مع بندية بعيدا عن تأثير ما تقدمه الناتو من خدمات .. ( لذلك لم تعترف الناتو بالمجلس الانتقالي بشكل كامل ما عدا فرنسا ) من باب إحداث التوازن وإبقاء الاعتراف ورقة قوية للضغط في سبيل الحصول على أقصى استفادة منهم ، بحيث تعترف إحدى دول الناتو بالثوار وتظل الدول الأخرى معترفة بنظام القذافي لتستفيد من هذا في المفاوضات السياسية الخاصة بالمشاركة أو التقسيم وتظل في أي محادثات تمسك بأطراف العملية السياسية.
المحور الثالث: نصائح للثوار الليبيين ومجلسهم الانتقالي :
هذه مجموعة من النصائح نقدمها للثوار في مواجهة هذا الموقف الذي يتطلب التصرف بحكمة ويقين وإيمان لا يهتز بأن الله ينصر من ينصره وأن النصر مع الصبر، بالإضافة إلى مجموعة من الملاحظات نوجزها في النقاط التالية:
1- ألا يلجا الثوار إلى طلب التدخل البري للناتو إلا إذا كانت هذه هي الورقة الأخيرة التي بدونها سيتم سحق الثوار .
2- ضرورة استعانة الثوار بخبراء عسكريين لإدارة المعارك والاستفادة من نصائح القواد السابقين، وأن يضعوا في اعتبارهم أن الناتو لن يتعامل معهم بندية ويعمل لهم حساب إلا إذا علم أن لهم قوة حقيقية وإصرار وعزيمة لن تلين وأنهم لن يلجئوا للحل السياسي التفاوضي مع القذافي في كل الأحوال .
3- ألا يفصح الثوار عن كل الأسرار العسكرية والاقتصادية لديهم للناتو ، وإعطائهم المعلومات- بالقدر الذي يحقق لهم التقدم العسكري- بشكل تدريجي وجزئي .
4- مطالبة الثوار للجامعة العربية باتخاذ دور أكثر إيجابية في متابعة الناتو أثناء تطبيق قرار الحظر واستخدام الضغط السياسي عليهم للحسم العسكري لصالح الثوار بشك أكثر فاعلية .
5- مطالبة الثوار للنظام المصري بالقيام بدور أكبر في دعم الثوار وذلك من خلال منطلقين :
الأول : حماية الأمن القومي المصري وتأمين الحدود الغربية مع ليبيا .
الثاني : التواصل مع الثوار وضمان جانب من المصالح المشتركة مستقبلا قبل أن تلتهمها الناتو وذلك عن طريق عرض امتياز اقتصادي على النظام المصري إذا اعترف بهم وأيدهم .
6- مواجهة الموقف التركي الذي ظهر في شكل معادي للثوار ومناصر للقذافي وأكثر سلبية في المعاركة ، وذلك من خلال الضغط على تركيا عن طريق الجامعة العربية لتعديل موقفها وكذلك من خلال التلويح بالمصالح التركية في ليبيا في المستقبل لدى حكومة الثوار .
7- أن يحاول الثوار زعزعة الصف داخل ائتلاف الناتو بعرض مصالح متميزة لفرنسا ولكل من يعترف بالمجلس الانتقالي من أجل تحفيزهم وخلخلة القرارات المنحازة للقذافي .
8- أن يقوم الثوار بالتنسيق مع النظام التونسي ، تحسبا لتطورات الموقف العسكري على الأرض والتطورات السياسية اللاحقة عليه .
9- توظيف الثوار لحالة الغضب العالمي من أفعال القذافي وقواته في ضرب المدنيين وتفعيل قرارات الأمم المتحدة ومؤسساتها الخاصة بحقوق الإنسان وحماية المدنيين في الحروب والقبض والتوقيف للقذافي وكبار شخصيات نظامه من مجرمي الحرب ، وتفعيل تلك القرارات لخدمة المجلس الانتقالي معنويا وعسكريا وسياسيا .
10 – على الثوار إرسال رسائل طمأنة للناتو ولبقية الدول بأن القاعدة لن تكون لا فكرا ولا عملا في نظامهم المستقبلي مع إبراز تمسكهم بالثوابت الإسلامية ، وأن يعلنوا رغبتهم في نظام ديمقراطي حر ومشاركة سياسية لكل الاتجاهات بالخلفيات العامة لمبادئ الإسلام التي يجب الوضوح في إظهارها وإبعادها عن مسارات التلاعب السياسي وأن الإسلام سيظل دائما وأبدا يحمل أعمدة الدولة الوليدة شاء الأعداء أم أبوا .
11 - أن يحاول المجلس الانتقالي التعرف على محددات الفترة التي تم تمديدها ثلاثة اشهر إضافية لقوات النيتو حتى سبتمبر 2011 وذلك بالاستعانة بدعم عربي من الجامعة العربية من أجل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية إضافية ومعالجة سلبيات الشهور الثلاث السابقة
المراجع والمصادر :
1 ) انظر : موقع مجلة الأنباط الأردنية ، مقال " لماذا يريد الغرب أطالة أمد الحرب في ليبيا" ، ونظر أيضا تصريح ساركوزي لرئيس المجلس الانتقالي " : الحرية تحتاج إلى وقت " وذلك حينما طلب منه السرعة في العمليات وتكثيف الضربات الجوية على نظام العقيد .
2 ) ( نقلا عن صحيفة الإزفستيا الروسية ) ونقلا عن قناة روسيا اليوم بتاريخ 3 / 5 / 2011م .
( 3 ) أنظر أرابيك إيرو نيوز.
(4 ) المرجع السابق
(5 ) أنظر موقع سويس إنفو بتاريخ 23 أبريل 2011
6 ) أنظر موقع المعرفة أورج بتاريخ 27 /4 / 2011 م
7 ) انظر وكالة رويتر للأنباء بتاريخ 28 / 4 / 2011 م
( 8 ) أنظر الجزيرة نت بتاريخ 3 / 5 / 2011 م
( 9 ) -انظر موقع مجلة القدس العربي
( 10) انظر وكالة أنباء أطلس
(11) أنظر موقع علامات أون لاين نت
(12 ) المرجع السابق
(13) أنظر موقع المجلس الوطني الانتقالي الليبي
(14 ) – انظر موقع شبكة الكون العربية
( 15 ) – أنظر موقع الجزيرة نت
( 16 ) – المرجع السابق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.