رابط الاستعلام عن ترتيب المتقدمين في قائمة الانتظار لمسابقة معلم مساعد رياضيات    الخطوات والشروط، كل ما تريد معرفته عن التحويل بين المعاهد الأزهرية (صور)    «القومي للمرأة» يهنئ آمنة الطرابلسي لفوزها بمنصب نائب رئيس الاتحاد الإفريقي للإسكواش    موعد المولد النبوى الشريف 2025 والإجازات الرسمية المتبقية .. تعرف عليه    تصدير 200 ألف طن خضر وفواكه خلال أسبوع    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل تعاملات الأسبوع    ارتفاع جديد في عدد قتلي جنود الاحتلال بالحادث الأمني في خان يونس    مهاجم برينتفورد يتمرد على ناديه من أجل نيوم السعودي    إصابة 10 أشخاص في حادثي تصادم وانقلاب بطريقي أسوان والفيوم الصحراويين    حودة بندق يتخطى 10 مليون مشاهدة ب"الجي بتاعي"    45 عامًا على رحيل دنجوان السينما.. رشدي أباظة فقد العالمية بسبب الغرور و«الأقوياء» نهاية مشواره الفني    إقبال جماهيري على فعاليات الأسبوع الأول من مهرجان "ليالينا في العلمين" بمدينة العلمين الجديدة    مستشفى جامعة القناة ينجح في إجراء جراحة لاستئصال جزء من القصبة الهوائية وإعادة توصيلها    الأمن يكشف غموض خطف طفل من القاهرة وظهوره فى الصعيد    جامعة القاهرة تنظم أول حفل تخرج من نوعه لخريجي برامج الدمج وذوي الهمم بكلية التجارة    السيسي يتابع الموقف التنفيذي للمشروعات الصناعية وتوفير المواد الخام اللازمة للعملية الصناعية    أسعار زيت الطعام بسوق اليوم الواحد بالجمالية.. التفاصيل    حالة الطقس في الكويت اليوم الأحد.. حرارة شديدة ورطوبة نسبية    وزيرة التخطيط ونظيرتها بجنوب أفريقيا تؤكدان أهمية التوسع بمشروعات البنية التحتية بالقارة السمراء    استرداد 105 أفدنة أملاك دولة غير مستوفية لضوابط التقنين بمدينة الطود    محافظ أسوان يكلف معاونه ومسئولي الوحدات المحلية بمتابعة تجهيز 190 لجنة انتخابية    "أونروا": لدينا 6 آلاف شاحنة مساعدات جاهزة لدخول قطاع غزة    إطلاق حملة توعوية من المركز القومي للبحوث للتعريف بالأمراض الوراثية    وزير التعليم يعتمد جدول امتحانات الثانوية العامة "الدور الثانى 2025" .. اعرف مواعيد الاختبارات    «خلافات بين عائلتين».. تأجيل محاكمة متهم بقتل جاره في مغاغة بالمنيا    حسن شحاتة أسطورة حية صنعت المستحيل ضد الأهلى والزمالك    البقاء أم الرحيل.. شوبير يكشف مطالب عبد المجيد من أجل الإستمرار مع الزمالك    في اجتماع اليوم .. وزيرة التنمية المحلية تتسلم مهام وزارة البيئة من الدكتورة ياسمين فؤاد    موعد حفل تامر عاشور في العلمين الجديدة و أسعار التذاكر    ضمن فعاليات " المهرجان الصيفي" لدار الأوبرا .. أحمد جمال ونسمة عبد العزيز غدا في حفل بإستاد الاسكندرية    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القطاع يحتاج إلى 600 شاحنة إغاثية يوميا    طلاب «المنح الدولية» مهددون بالطرد    وزارة الصحة توجة نصائح هامة للمواطنين بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة    ضبط 118709 مخالفات مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    اليوم.. قرعة الدوري «الاستثنائي» بمشاركة 21 فريقا بنظام المجموعتين    جواو فيليكس يقترب من الانتقال إلى النصر السعودي    سويلم: إزالة 87 ألف تعد على النيل منذ 2015 ومواصلة مكافحة ورد النيل    عامل وراء حرق مطعم يعمل به لإخفاء جريمة سرقة    ريم أحمد: شخصية «هدى» ما زالت تلاحقني.. وصورة الطفلة تعطل انطلاقتي الفنية| خاص    موسيقى وألعاب نارية في تقديم دي بول    3 أوجه تشابه بين صفقتي بوبيندزا وأوكو مع الزمالك    حزب بريطاني يهدد بفرض إجراء تصويت في البرلمان من أجل الاعتراف بدولة فلسطين    زكى القاضى: مصر تقوم بدور غير تقليدى لدعم غزة وتتصدى لمحاولات التهجير والتشويش    إصابة 6 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بالطريق الأوسطى    "الصحة": حملة 100 يوم صحة قدّمت 15.6 مليون خدمة طبية مجانية خلال 11 يوما    «الإفتاء» توضح الدعاء الذي يُقال عند الحر الشديد    قبل بدء الهدنة.. 11 شهيدًا وعشرات الجرحى في قصف إسرائيلي على قطاع غزة    إيتمار بن غفير: لم تتم دعوتي للنقاش بشأن إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة    إصابة 11 شخصا في حادثة طعن بولاية ميشيجان الأمريكية    بدعم من شيطان العرب .."حميدتي" يشكل حكومة موازية ومجلسا رئاسيا غربي السودان    «غير اسمه بسبب الاحتراف».. هاني حتحوت يكشف تفاصيل مثيرة بشأن نجم الزمالك    الثالث علمي بالثانوية الأزهرية: نجحت بدعوات أمي.. وطاعة الله سر التفوق    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    ما حكم شراء السيارة بالتقسيط عن طريق البنك؟    بعد فتوى الحشيش.. سعاد صالح: أتعرض لحرب قذرة.. والشجرة المثمرة تُقذف بالحجارة    سعيد شيمي يكشف أسرار صداقته مع محمد خان: "التفاهم بينا كان في منتهى السهولة    خالد الجندي: من يُحلل الحشيش فقد غاب عنه الرشد العقلي والمخ الصحيح    الأمم المتحدة: العام الماضي وفاة 39 ألف طفل في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثوار و النيتو.. وحسابات الكعكة الليبية
نشر في المصريون يوم 06 - 06 - 2011

حينما صدر القرار رقم 1973 الخاص بتنفيذ الحظر الجوي على السماء الليبية وحماية المدنيين من بطش القذافي، وبعد ما بدأت العمليات العسكرية، استبشر الثوار وتصوروا أنهم بهذه العمليات سيتمكنون من إحراز النصر وينعمون بنظام ديمقراطي حر يعيد للمواطن الليبي حريته وكرامته المفقودة من أكثر من أربعة عقود خلت، فكانت البداية بتوجيه ضربات لبعض دفاعات القذافي الأرضية المضادة للطائرات ، ثم ضرب بعض القوات المدرعة المتوجهة إلى أجدابيا ، مما سمح للثوار بالتوغل غربا تجاه البريقة واحتلال بعض مواقع كتائب القذافي ، حيث ارتفعت الروح المعنوية للثوار في ظل علم الاستقلال، واعتقد الكثير أن العجلة بدأت في الدوران وأن النصر آت بفضل الله ثم بفضل هذا الدعم العسكري الحاسم، لكنهم سرعان ما صٌدِمُوا من ممارسات قوات النيتو على الأرض التي اتسمت بتصرفات متناقضة وشديدة البطء أحيانا وعدائية واستفزازية أحيانا أخرى يصعب تفسيرها أو الرد عليها في ظل المعارك الراهنة إلا في إطار محكم ومتوازن يتواءم مع التطورات المتلاحقة على الأرض بعد ما تركت الجامعة العربية الزمام للنيتو تلعب فيه كيفما شاءت .
هذا البحث يحاول تفسير وتحليل تلك الممارسات من خلال ثلاثة محاور :
الأول : الممارسات المتناقضة للناتو على الأرض عسكريا وسياسيا.
الثاني : التفسير السياسي والأيديولوجي والاقتصادي لممارسات الناتو .
الثالث : نصائح للثوار الليبيين ومجلسهم الانتقالي.
في خاتمة البحث ركزت مجموعة من الملاحظات والنصائح للثوار الليبيين في مواجهة هذه الأزمة وتلك التحولات في موقف الناتو التي تستلزم استخدام الأساليب السياسية والعسكرية والاقتصادية لمواجهتها .
المحور الأول : الممارسات المتناقضة للناتو على الأرض :
أ ) – الممارسات العسكرية :
1- إطالة أمد المعارك وعدم وضع حد زمني لإنهاء العمليات العسكرية حتى تمارس الضغط على الطرفين لتحقيق أكبر قدر من المصالح ( 1 )
2- توجيه ضربات هامشية لا تؤثر في مسيرة المعارك ولا توقف تدفق كتائب القذافي مثال لذلك ما صرح به وزير الدفاع الروسي أن 80% من السلاح مخزون في مخازن تحت الأرض منذ أن بدأ القذافي في تنفيذ ( النهر العظيم ) بالحفر تحت الأرض للوصول للمياه الجوفية ، وإن كل ما ضربته الناتو هي مخازن هيكلية ( تمويهية ) لا تمثل أي وزن لسلاح القذافي .. والناتو تعرف هذا جيدا ( 2 ).
3- ترك بعض قوات العقيد تحقق انتصارات على الأرض وتسترد المساحات التي احتلها الثوار من قبل .
4- توجيه ضربات لبعض عناصر من قوات الثوار، مع التصريح بأنها حدثت عن طريق الخطأ دون تقديم أي اعتذار لهم عن ذلك (3) وقد فسر بعض المراقبين أن سبب هذه الضربة هو تحرك قوات الثوار دون موافقة أو علم من الناتو فتم ضربهم لتوجيه رسالة شديدة اللهجة لهم بألا يتحركوا عسكريا إلا من خلالهم ). ( 4)
5- تعقيد عملية الاتصال بين قيادة الثوار والناتو (5) في ظل تحذيرهم من التحرك عسكريا إلا بعد استشارتهم ، وهو ما دفع رئيس المجلس الانتقالي إلى الاعتراض عليهم حيث صرح أن الاتصال بهم يأخذ أكثر من 8 ساعات حتى يأتي الرد مما يفوت فرص عسكرية لتحقيق انتصارات على القذافي وكذلك فرص لتقليل الخسائر بسرعة الانسحاب مع ملاحظة أن القرارات العسكرية في هذه الحرب تحتاج إلى حسم سريع واتخاذ قرار الهجوم أو الانسحاب بأقصى سرعة لأن التأخير يكون نتيجته فقدان موقف استراتيجي أو التضحية بمدنيين في منطقة معينة .
6- السماح لقوات الثوار بالتحرك على نطاق ضيق جداً لاحتلال مواقع للقذافي ثم دعوتهم للانسحاب من هذا الموقع وتبرير ذلك بأنه انسحاب تكتيكي الغرض منه الإيقاع بقوات القذافي دون شرح للغرض العسكري من العملية على أن يطبقوا دون طلب للتفسير ( 6 ) .
7- تبرير تقاعس الناتو عن ضرب قوات القذافي التي تحاصر المدنيين في مدن مثل مصراتة وغيرها بأن تلك المواقع يختلط فيها المدنيين بقوات القذافي وأن ضربه سيؤدي إلى خسائر كبيرة لاختلاطهم ببعض (7 ) .
8- لقد أثبت ضرب الناتو (8) لمركز القيادة والتوجيه العسكري في باب العزيزية أنهم يستطيعون توجيه ضربات قد تودي بحياة القذافي وتشل قيادة التحرك العسكري له – والتي نتج عنها مقتل ابن العقيد ( سيف العروبة ) و ثلاثة من أبنائه . لكنهم لا يفعلون إلا بعد حسابات معينة وفي الوقت الذي يحقق لهم ما يريدون، فقد جاءت هذه الضربة بعد ما رجحت كفة قوات العقيد وبدأت الاعتراضات والاتهامات تصدر من قوات الثوار لهم، ولإحداث شئ من التوازن بينهما ، فضلا عن كونهم كانوا على اعتقاد تام بأن القذافي لا يتواجد في باب العزيزية ، وأن هذه الضربة ستحقق لهم ضرب عصفورين بحجر واحد وتحقق لهم أكثر من هدف : إرضاء الثوار وتوجيه رسالة شديدة اللهجة للقذافي أن الناتو يستطيع القضاء عليه شخصيا بسهولة ويستطيع تركه يحقق نصرا جزئيا على الثوار ، حتى يكون مستعدا لتقديم كل شئ لهم إذا انتهت العملية بمفاوضات سلام أو تقسيم أو خلافه .
ب ) – الممارسات السياسية :
1- تغير نغمة التصريحات (9) من المطالبة برحيل القذافي إلى الدعوة لوقف إطلاق النار والتفاوض بين العقيد والثوار للمشاركة السياسية مع أبناء القذافي بعد رحيله .
2- تدعيم مفاوضات منظمة الوحدة الأفريقية مع القذافي (10) تمهيدا للتسويق لعرض طرح المشاركة السياسية .
3- طرح مسالة التقسيم على طاولة التفاوض (11) كحل بديل إذا قبله الثوار تحت ضغط الهزائم العسكرية وتحول الدفة لكتائب العقيد . وهو الحل الذي يدعو إلى تقسيم ليبيا إلى ثلاث كيانات ( بنغازي واجدابيا والبريقة في كيان دولة الشرق – وطرابلس ومصراتة وبعض المناطق الأخرى في كيان دولة الغرب – الحدود الصحراوية المتاخمة للحدود الليبية مع الجزائر وتشاد في كيان دولة الطوارق ) على أن يكون تصور(الكون فيدرالية ) والحكم الذاتي بين هذه الكيانات الثلاثة أحد التصورات المطروحة برعاية الأمم المتحدة .
4- محاولة الناتو للوصول إلى القبائل الليبية الفاعلة (12) لإيجاد قوى ثالثة بين الطرفين وإحداث خلخلة في توازن القوى والضغط عليهما لتمرير مشاريع التقسيم وللحصول على فاتورة للحرب في الحاضر والمستقبل .
المحور الثاني : التفسير السياسي و الاقتصادي والأيديولوجي لممارسات الناتو :
لا شك أن هذه الموقف المتناقضة للناتو تنطوي على أسباب وعوامل مختلفة ترتبط بمنظومة المصالح التي دفعت دوله للاتفاق على تلك الإجراءات والتي تتنوع بين المصالح الاقتصادية والأيديولوجية والسياسية والتي يمكن حصرها على النحو التالي :
أ‌) – التفسير الاقتصادي (13):
هناك ثلاثة معايير تحكم التفسير الاقتصادي هي: البترول والمشاريع التنموية المستقبلية وتسويق السلاح والصادرات الأخرى :
يمثل البترول ومدى تحقيق الاستفادة القصوى منه هاجسا هاما في أجندة الناتو قياسا على الحلول التي يمكن أن تنتصر لكل طرف على حدا، وفي الإطار الذي لا يسبب انقساما بين دول الناتو خصوصا إذا كانت الفاتورة تجمع بين ما يمكن تحقيقه في الوقت الحاضر وما يمكن تحقيقه مستقبلا .
والمشاريع التنموية المستقبلية فيما بعد انتهاء الحرب تمثل قضية من قضايا الاختلاف حول أحقية كل دولة من هذه الغنيمة فضلا عن سحب السجادة من تحت القوى الأخرى التي بدأت في السنوات الأخيرة تضع لها مواطئ أقدام في هذه المشاريع مثل الصين وروسيا والهند وماليزيا وغيرها.
تسويق السلاح في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب والصادرات الأخرى تعتبر أحد دوافع تلك الممارسات التي يستشف منها تقسيمات الكعكة تطبيقا على ما ستفرزه الأحداث وترتبط بطبيعة الصراع في ليبيا وفي المنطقة بعد نهاية العمليات .
ب ) – التفسير الأيديولوجي :
رغبة الناتو في أن يحكم ليبيا حكومة لا تتعارض في المبادئ الأساسية لها مع توجهات الغرب (أمريكا وأوروبا ) وبالتالي فإن المخاوف لديهم تنقسم إلى قسمين :
1- مخاوف هيمنة قوة أو فكر القاعدة (14) : قامت لجنة من السياسيين ولجنة من المخابرات الأمريكية ومخابرات بعض دول الناتو بالتوجه إلى بنغازي والتقابل مع المجلس الانتقالي والتشاور معهم حول تخوفهم من وجود عناصر من القاعدة في صفوفهم العسكرية أو عناصر لهم في صفوف القيادة السياسية بعد سريان إشاعة توجه بعض المنتمين للقاعدة من العراق وأفغانستان عبر الحدود المصرية والحدود التونسية والحدود مع تشاد، وبعد اغتيال زعيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن، خصوصا و إن احتمالات أن يتولى أحد قيادات القاعدة من الليبيين الزعامة وتكون عملية ضرب الناتو والانتقام منها على رأس هذه الأهداف وبالتالي فإن الخوف من تسرب القاعدة وإتباعها أو حتى تسرب فكر القاعدة بشكل أو بآخر هو أحد المخاوف التي حدت بالناتو لتمحيص قوات الثوار واتخاذ موقفا يجعل مفاتيح الحل مرتبطة بهذا الشرط ابتداء .
2- مخاوف هيمنة الإسلاميين بوجه عام على تيار الثوار (15) خصوصا وأن مشاهد الثوار تدل على أن توجهاتهم إسلامية، وتجمعات الثوار في صلوات الجمعة بساحات بنغازي وإجدابيا وغيرها تدل على أن التوجه لن يكون علمانيا كما تريده الناتو وبالتالي فإنهم يتخذون الاحتياطات والإجراءات التي تضمن تنحية الإسلاميين أو تحولهم إلى شكل من أشكال الليبرالية الإسلامية الجديدة كما يسمونها .
ج ) - التفسير السياسي :
لقد بات واضحا للناتو أن المنطقة العربية بأكملها في حالة تغيير ثوري وشعبي قد يُحَوِِل التوجه السياسي الذي كان منخرطا تحت عباءة الناتو ، هذا التحول من الممكن أن يضر ب مصالح أمريكا وأوروبا ويضر بمصلحة إسرائيل التي تقف على رأس الإنحيازات الغربية .. في هذا الصدد عدة تخوفات للناتو : تخوف من تكون إتحادا بين المجلس الانتقالي للثوار والنظام المصري والنظام التونسي بعد الثورة (16) ، يكون مناهضا للناتو أو يتعامل مع بندية بعيدا عن تأثير ما تقدمه الناتو من خدمات .. ( لذلك لم تعترف الناتو بالمجلس الانتقالي بشكل كامل ما عدا فرنسا ) من باب إحداث التوازن وإبقاء الاعتراف ورقة قوية للضغط في سبيل الحصول على أقصى استفادة منهم ، بحيث تعترف إحدى دول الناتو بالثوار وتظل الدول الأخرى معترفة بنظام القذافي لتستفيد من هذا في المفاوضات السياسية الخاصة بالمشاركة أو التقسيم وتظل في أي محادثات تمسك بأطراف العملية السياسية.
المحور الثالث: نصائح للثوار الليبيين ومجلسهم الانتقالي :
هذه مجموعة من النصائح نقدمها للثوار في مواجهة هذا الموقف الذي يتطلب التصرف بحكمة ويقين وإيمان لا يهتز بأن الله ينصر من ينصره وأن النصر مع الصبر، بالإضافة إلى مجموعة من الملاحظات نوجزها في النقاط التالية:
1- ألا يلجا الثوار إلى طلب التدخل البري للناتو إلا إذا كانت هذه هي الورقة الأخيرة التي بدونها سيتم سحق الثوار .
2- ضرورة استعانة الثوار بخبراء عسكريين لإدارة المعارك والاستفادة من نصائح القواد السابقين، وأن يضعوا في اعتبارهم أن الناتو لن يتعامل معهم بندية ويعمل لهم حساب إلا إذا علم أن لهم قوة حقيقية وإصرار وعزيمة لن تلين وأنهم لن يلجئوا للحل السياسي التفاوضي مع القذافي في كل الأحوال .
3- ألا يفصح الثوار عن كل الأسرار العسكرية والاقتصادية لديهم للناتو ، وإعطائهم المعلومات- بالقدر الذي يحقق لهم التقدم العسكري- بشكل تدريجي وجزئي .
4- مطالبة الثوار للجامعة العربية باتخاذ دور أكثر إيجابية في متابعة الناتو أثناء تطبيق قرار الحظر واستخدام الضغط السياسي عليهم للحسم العسكري لصالح الثوار بشك أكثر فاعلية .
5- مطالبة الثوار للنظام المصري بالقيام بدور أكبر في دعم الثوار وذلك من خلال منطلقين :
الأول : حماية الأمن القومي المصري وتأمين الحدود الغربية مع ليبيا .
الثاني : التواصل مع الثوار وضمان جانب من المصالح المشتركة مستقبلا قبل أن تلتهمها الناتو وذلك عن طريق عرض امتياز اقتصادي على النظام المصري إذا اعترف بهم وأيدهم .
6- مواجهة الموقف التركي الذي ظهر في شكل معادي للثوار ومناصر للقذافي وأكثر سلبية في المعاركة ، وذلك من خلال الضغط على تركيا عن طريق الجامعة العربية لتعديل موقفها وكذلك من خلال التلويح بالمصالح التركية في ليبيا في المستقبل لدى حكومة الثوار .
7- أن يحاول الثوار زعزعة الصف داخل ائتلاف الناتو بعرض مصالح متميزة لفرنسا ولكل من يعترف بالمجلس الانتقالي من أجل تحفيزهم وخلخلة القرارات المنحازة للقذافي .
8- أن يقوم الثوار بالتنسيق مع النظام التونسي ، تحسبا لتطورات الموقف العسكري على الأرض والتطورات السياسية اللاحقة عليه .
9- توظيف الثوار لحالة الغضب العالمي من أفعال القذافي وقواته في ضرب المدنيين وتفعيل قرارات الأمم المتحدة ومؤسساتها الخاصة بحقوق الإنسان وحماية المدنيين في الحروب والقبض والتوقيف للقذافي وكبار شخصيات نظامه من مجرمي الحرب ، وتفعيل تلك القرارات لخدمة المجلس الانتقالي معنويا وعسكريا وسياسيا .
10 – على الثوار إرسال رسائل طمأنة للناتو ولبقية الدول بأن القاعدة لن تكون لا فكرا ولا عملا في نظامهم المستقبلي مع إبراز تمسكهم بالثوابت الإسلامية ، وأن يعلنوا رغبتهم في نظام ديمقراطي حر ومشاركة سياسية لكل الاتجاهات بالخلفيات العامة لمبادئ الإسلام التي يجب الوضوح في إظهارها وإبعادها عن مسارات التلاعب السياسي وأن الإسلام سيظل دائما وأبدا يحمل أعمدة الدولة الوليدة شاء الأعداء أم أبوا .
11 - أن يحاول المجلس الانتقالي التعرف على محددات الفترة التي تم تمديدها ثلاثة اشهر إضافية لقوات النيتو حتى سبتمبر 2011 وذلك بالاستعانة بدعم عربي من الجامعة العربية من أجل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية إضافية ومعالجة سلبيات الشهور الثلاث السابقة
المراجع والمصادر :
1 ) انظر : موقع مجلة الأنباط الأردنية ، مقال " لماذا يريد الغرب أطالة أمد الحرب في ليبيا" ، ونظر أيضا تصريح ساركوزي لرئيس المجلس الانتقالي " : الحرية تحتاج إلى وقت " وذلك حينما طلب منه السرعة في العمليات وتكثيف الضربات الجوية على نظام العقيد .
2 ) ( نقلا عن صحيفة الإزفستيا الروسية ) ونقلا عن قناة روسيا اليوم بتاريخ 3 / 5 / 2011م .
( 3 ) أنظر أرابيك إيرو نيوز.
(4 ) المرجع السابق
(5 ) أنظر موقع سويس إنفو بتاريخ 23 أبريل 2011
6 ) أنظر موقع المعرفة أورج بتاريخ 27 /4 / 2011 م
7 ) انظر وكالة رويتر للأنباء بتاريخ 28 / 4 / 2011 م
( 8 ) أنظر الجزيرة نت بتاريخ 3 / 5 / 2011 م
( 9 ) -انظر موقع مجلة القدس العربي
( 10) انظر وكالة أنباء أطلس
(11) أنظر موقع علامات أون لاين نت
(12 ) المرجع السابق
(13) أنظر موقع المجلس الوطني الانتقالي الليبي
(14 ) – انظر موقع شبكة الكون العربية
( 15 ) – أنظر موقع الجزيرة نت
( 16 ) – المرجع السابق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.