في خطوة غير مسبوقة، دعت إيران إلى بدء مفاوضات بين حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة وإسرائيل، تزامنًا مع الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة. وأعلن قصر الكرملين أن الرئيسين الإيراني حسن روحاني، والروسي فلاديمير بوتين، أكدا خلال محادثة هاتفية على ضرورة إيقاف الحرب في غزة، والبدء باستئناف مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وبحسب الكرملين، فإن هذه المحادثة الهاتفية تمت مع بدء الاجتياح البري الإسرائيلي الجمعة، ووفقًا لوكالة "رويترز". وأضاف أن "الاتصال الهاتفي بين بوتين وروحاني بدأ من طهران بسبب القلق من "التصعيد الحاد للأزمة" منذ أن بدأت إسرائيل هجومها البري في غزة، حيث تخشى إيران من تصعيد الوضع مع بدء العمليات البرية الإسرائيلية". ووفقا للكرملين، فإن "الطرفين أكدا على ضرورة إنهاء التصعيد العسكري، والبدء بمفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين". وفي القاهرة، قالت وزارة الخارجية المصرية، الجمعة، إن وزير الخارجية، سامح شكري، تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، تناول "الأوضاع المتدهورة" في قطاع غزة مع استمرار التصعيد الإسرائيلي. وأضافت: "دعا شكري إيران خلال الاتصال، لتأييد المبادرة المصرية باعتبارها السبيل الوحيد لحماية الأبرياء من الشعب الفلسطيني ووقف سفك الدماء المستمر والعمليات العسكرية وتصعيدها". وتابع البيان "قدم الوزير شكري خلال الاتصال شرحاً مفصلاً لعناصر المبادرة المصرية وما تنص عليه من فقرات واضحة تطالب بوقف إطلاق النار لحقن دماء الفلسطينيين وحرصا علي أرواح الأبرياء، فضلا عن فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع عبر قطاع غزة ووضع آلية محددة للتنفيذ وفقا لتوقيتات زمنية واضحة". ووفق البيان، شدد شكري علي أن الهدف الأساسي لهذه المبادرة هو "وقف أعمال القتل اليومية التي يتعرض لها سكان القطاع". ونقل البيان عن المتحدث باسم الخارجية، بدر عبد العاطي، إن شكري "تناول خلال الاتصال الجهود المكثفة التي تبذلها مصر بالاستجابة للاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني خاصة فيما يتعلق باستقبال الجرحى والمصابين جراء الغارات وتوفير العلاج لهم بالمستشفيات المصرية، بالإضافة إلي توفير المساعدات الإنسانية لهم سواء الأغذية أو الأدوية أو المهمات الطبية من خلال فتح معبر رفح". بدوره، قدم وزير خارجية إيران الشكر لمصر علي هذه الجهود السياسية والإنسانية التي تبذلها لمصلحة الشعب الفلسطيني، وفق المصدر ذاته. وبدأت الجمعة، عملية برية إسرائيلية محدودة ضد غزة، بعد 10 أيام من تواصل عملية "الجرف الصامد" التي أطلقتها إسرائيل ضد القطاع في السابع من الشهر الجاري، وأسفرت عن استشهاد 297 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 2200 آخرين، بحسب مصادر طبية فلسطينية. وطرحت مصر، الاثنين الماضي، مبادرة لوقف إطلاق النار في غزة تنص على وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل وفصائل فلسطينية وفتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض. لكن حركة حماس أعلنت أنها لن تقبل بأي مبادرة لوقف إطلاق النار، لا تستجيب سلفا للشروط الفلسطينية.