من اهم المبادئ الأساسية للحكومات الدكتاتورية على مر التاريخ هى السيطرة الكاملة والمحكمة على وسائل الاعلام المختلفة واستخدامها كوسيلة من وسائل الحكومة للضغط الموجة فمثلا فى الحضارة الفرعونية كان لتسلط الملك على الكهنة اكبر الاثر فى جعل قطاع الكهنوت فى المملكة يقوم بمهمة دعائية للملك الاله حسب الاعتقاد السائد وتوجيه كل الاطر الممكنة حوله لتوفير اكبر قدر من الحماية للملك ثم بعد ذلك فى مختلف الحضارات البشرية سواء التى قامت على عقائد واعتقادات سماوية او ارضية فان ملوك هذه الحضارات استخدموا كل خبراتها لصالحهم وحدهم كنوع من انواع الدعاية ولا شك ان الحزم بصحة كل المحاولات يكاد يكون ضربا من الجنون فهناك بالفعل تجارب دكتاتورية للتاثير على علماء الدين ورجال العلم قد باءت بالفشل وبعضها كان فشله ذريعا فوجدنا الامام احمد بن حنبل مع المأمون و صمودة و دعائه الشهير سيدي غر هذا الفاجر حلمك، حتى تجرأ على أوليائك بالضرب والقتل ؛اللهم فإن يكنْ القرآنُ كلامك غير مخلوق فاكفنا مؤنته ؛فما مضى الثلث الأول من الليل إلا وقد جاء الصريخ: لقد مات أمير المؤمنين؛ وذلك في عام مائتين وثمانية عشر وكان يومها ابن أبي داؤد احد علماء السلطة ممن يقومون مقام الاعلام حاليا ومحنة الامام البخارى مع خالد بن احمد امير بخارى والامام الحسن والامام ابو حنيفة وغيرهم من العلماء الجدد سواء اتفقنا معهم فى ارائهم او اختلفنا مثل ما حدث مع علماء وادباء الاخوان والشيوعييين ايام عبد الناصر وهى علاقة تكاد تكون تنافرة حيث كلما اتصل العلماء والمثقفين بالسلطة كلما بعدوا عن مناهجهم ومبادئهم التى انتهجوها وكانوا اكثر بعدا عن امال شعوبهم وفى العصر الجديد وبعد ان اصبح الاعلام يتفرع لامور كثير مسموعة ومقروءة و مكتوبة ولالكترونية كالكمبيوتر والانترنيت والاقمار الصناعية بات من الطبيعى لهذه الانظمة الدكتاتورية ان تحكم القبضة على تلك الاوسائل بوجدنا الرقابة على المطبوعات ومجالس الصحافة التى لا تعطى تصريحا الا بعد تقارير امنية مستفزة وكذا ايضا منع بعض اصحاب الحقوق من حقوقهم مثلما حدث فى قضية منع مذيعات التليفزيون المصرى من الظهور على الشاشة بالحجاب رغم صدور حكم قضائى فى صالحهم والحكومات بهذه الطريقة تحاول ان تسيطر على عقول الفئة المسئولة عن الاعلام وتحاول ان تكون هذه الطبقة بلا هوية او مبادىء اساسية فوجدنا بعض القنوات الخاصة التى لا تمتلك ربع ما تمتلك قناة مملوكة للدول تقدم للمواطن وجبات متميزة من الثقافة الابداعية البعيدة عن سلطة الرقابة الحكومية وكثيرا ما نجد فى ذلك الاعلام الدكتاتورى برنامجا كبرنامج الدكتور عمرو حالة حوار الذى يؤكد نظرية الإعلام الدكتاتوري والذى هو اقرب للاراجوز فى المحتوى فالضيوف همهم الاساسى اخفاء فضائح الحكومة والتهليل للحاكم والكاتب الذى يكتب لهذه المؤسسات الحكومية الدكتاتورية كما يصفهم الزعيم الروسى خرشوف krushchev " والذى يقول ان الكتاب السوفيت هم فى واقع الامر رجال المدفعية فى نضالهم لبناء مجتمع اشتراكى وكانت مهمة الصحف كما يقول البروفيسور ب . كوبوسوامى b. kuppuswamy هى ان يقولوا للناس ما هو الشىء الذى يجب عليهم ان يعرفوه من وجهة نظر الحكومة او اعطائهم المعلومات التى توجههم وتساعدهم على خدمة مصالح الدولة وليست الولاياتالمتحدة من وجهة نظري وانا مصري متابع لدور الولاياتالمتحدة فى العالم العربى وانتاجها الثقافى والادبى والاعلامى ارى ان الولاياتالمتحدة ليست ببعيدة عن هذه السياسة الدكتاتورية حيث تتمكن مجموعة لا تتعدى 3% من مجموعة الشعب الامريكى من التحكم فى اكثر من 60 % من اعلام الدولة من كتاب وناشرين وصحفيين وممثلين ومذيعين ومؤلفين اما فى الصين والتى كانت اهم اهداف قادتها فى وقت ما هو اعادة تشكيل افكار شعبها لتتمشى مع المبادىء الماركسية طبقا لافكار ماوتسى تونج mao tes tong وكانت بالاضافة الى احكام قبضتها على الاعلام وتوجيه الاطفال وطلبة الجامعات توجيها مدروسا نحو الغاية الا انها كانت تستخدم عمليات اخرى مثل عملياتها لغسل المخ Brainwashing للمعارضيين السياسسن المعتقلين لديها ومن ثم فان اى حكومة تنادى بالحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية وهى تسيطر على الاعلام سواء كان مكتوبا او مسموعا او مقروءا ا حتى الكترونيا فهى حكومة دكتاتورية كاذبة ولعل برامج الدعاية المجانية للحكومة او التى تسعى لاغلاق ملفات الفساد بطرق غير مباشرة كثيرة فى الوقت الذى تفتح القنوات الخاصة بابها لكل من له رؤية ليقدمها سواء كان اخوانيا يمثل التيار الدينى او يسارى او حتى علمانى والكل له الحق فى استخدام اجهزة الدولة المملوكة للشعب لانة هنا فارق كبير بين اجهزة الدولة واجهزة الحزب ولكن للاسف فى بلادنا اصبح الحزب الحاكم من حقة وحده ان يعتبر الدولة باكلمها ممتلكات خاصة عيماد رجب مصر