هل سنظل صامتين أمام أفعال الخيانة والخسة والغدر التي يروح ضحيتها أطهر شباب مصر كل يوم؟ .. هل ستتحول شاشات الفضائيات إلى «مرثيات» يومية، وتصبح أعمدة الكتَّاب سلسلة من «النعي» المتواصل للشهداء؟ .. هل سيخصص رئيس الوزراء وقتاً يومياً للقيام بواجب العزاء لأسر الشهداء؟.. ويُضَّمِنْ وزير الداخلية برنامجه اليومي فقرة متكررة ليتقدم الجنازات خلف نعوش ضباطه وجنوده؟ .. ألم يفهم هؤلاء الخونة الجبناء أن أفعالهم الحقيرة، واعتداءاتهم السافلة على أبنائنا الضباط والجنود لن تثني شعب مصر عن المضي قدما في طريق استعادة مصر.. ثم اعادتها الى مكانها ومكانتها؟ .. ألم يستوعبوا أن رصاصاتهم الغادرة، ودانات مدافعهم الخرقاء لن تؤثر في عزيمة الشعب ولن تغير إرادته في تطهير البلاد من بؤر الإرهاب السوداء، وبثور الخيانة والغدر، وقطع كل يد آثمة تمتد للعبث بأمن المصريين.. واستقرار مصر؟ .. رحم الله أبناء الوطن الذين راحوا ضحية حادث العريش الإرهابي الغادر، نحتسبهم عند الله شهداء بإذنه تعالى، وندعوه جل جلاله، أن يلهم أهلهم الصبر والسلوان. .. ولكن كيف يحدث ذلك بعد كل الجهود التي تتم لتطهير سيناء من الإرهاب والإرهابيين؟ قذيفتا «هاون» على معسكر تأمين شمال سيناء فيستشهد جندي ويصاب 3 في رسالة صريحة وحقيرة مفادها: «ها أنتم لا تستطيعون حماية معسكر تأمين سيناء.. فكيف ستحمون سيناء وتطهرونها؟». ثم قذيفة أخرى أكثر خسة تطلق على سوق الضاحية بالعريش، أحد أكثر الأماكن ازدحاماً ليستشهد 7 مواطنين، ويصاب 25 آخرون. في رسالة أكثر صفاقة تقول: «يا شعب مصر لن يحميكم أحد من رصاصاتنا وإرهابنا».. فهل ستسكت الدولة على ذلك؟ المهم أن نعرف من هو الآثم الحقيقي.. والفاعل الدنيء.. والمحرض الحقير في مثل هذه العمليات الإجرامية.. الإرهابية الجبانة،.. هل هم أنصار بيت المقدس الذين انحرفت بوصلتهم عن «بيت المقدس» فاتجهت عبواتهم إلى بيوت المصريين؟. .. أم هم أجناد مصر.. الذين اختلت عقولهم ففقدوا البصيرة وقتلوا أهليهم بدلاً من دحر العدوان؟ .. أم «حماس» التي ينادي «مشعلها» مستنقذاً جيش مصر، ومستدعياً «نخوة» أبناء خير أجناد الأرض؟ .. أم «داعش» التي يصرح «المخبول» الرسمي باسمها نضال نصيري بأن تحدي إسرائيل لابد أن يسبقه السيطرة على مصر وضمها لدولة الخلافة- المزعومة- لتكون قاعدة شن الهجمات على إسرائيل؟! .. أم مخابرات الكيان الصهيوني، صاحبة المصلحة الأخيرة في كل ما يحدث؟ .. لماذا لا يعرف المصريون حقيقة عدوهم.. وقاتل أبنائهم؟.. أين أجهزتنا الأمنية والمخابراتية؟ وهل تعلم حقيقة ما يجري ولا تعلنها للشعب؟ أم هي حقيقة لا تعلم يقيناً من الفاعل؟ .. لقد مر عامان على مذبحة رمضان 2012 التي استشهد فيها 16 ضابطاً وجندياً مصرياً لحظة انطلاق مدفع الإفطار، ووجهت مصر أصابع الاتهام إلى «حماس»، وتم نشر أسماء المتهمين: نوفل وأبو شماله والعطار وغيرهم، ونفت «حماس»، ثم صمت الجميع.. ولم نعرف من قتل ابناءنا، لكننا نعلم انهم استشهدوا فعلا! ارجوكم.. فاض الكيل بشعب مصر، فقط صارحونا بالحقيقة: من يقتل ابناءنا؟.. ثم ابيدوه عن وجه الارض هو ومن يحميه.. ويدعمه.. ويأويه، غير ملتفتين لرأي عام عالمي، او اجهزة اعلام مسموم، او حقوق انسان. او اعترفوا بانكم لا تعلمون، او تعلمون ولا تقدرون.. فقط أرجوكم كفاكم صمتا.. وصارحونا بالحقيقة.. ربما نستريح. رحم الله شهداءنا واسكنهم فسيح جناته. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66