أعلن الاتحاد الأوروبي فشل مفاوضاته مع مصر حول إعداد "خطة عمل الجوار" بسبب خلافات بشأن ملف حقوق الإنسان في مصر والأسلحة النووية في الشرق الأوسط ؛ وهي الخلافات التي شهدتها مباحثات وزير الخارجية أحمد أبو الغيط في لوكسمبورج مع المفوضة الأوروبية بينيتا فيريرو فالدنر. وقال سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة كلاوس ايبرمان إن الاتحاد كان يأمل أن تتوصل المحادثات إلى اتفاق سياسي على وثيقة تفصل كيفية تنفيذ اتفاقية الشراكة مع مصر التي بدأ العمل بها في عام 2004م، إلا أن هناك نقاطا لم تحل بعد مثل كيفية تعامل المؤسسات المشتركة في إطار اتفاقية الشراكة مع قضايا حقوق الإنسان وما الذي ينبغي أن تقوله الاتفاقية بخصوص الأسلحة النووية. وأضاف أن مصر أرادت تضمين إشارة إلى موقفها الداعي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية ، وهو مطلب ضمني بضرورة أن يتعامل الاتحاد الأوروبي مع البرنامج النووي لإسرائيل. وقال دبلوماسي أوروبي إن الاتحاد يقاوم تلك اللغة، و"لن يتعامل الأوروبيون مع احتمالية التسلح النووي الإسرائيلي في نص ثنائي مع مصر." واستطرد قائلاً: "راقب الجانب المصري باهتمام ، وقالوا إنهم لا يمكنهم المشاركة دون التشاور أولاً مع رئيس الوزراء أحمد نظيف... يريدون تجنب المخاطر.. يتعين عليهم التشاور..هذا أمر معقول .. سأرغب في أن يتم حل ذلك في غضون أسابيع وأعتقد الآن أن هناك فرصة جيدة." من جهته، أكد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والمتحدثة باسم فيريرو فالدنر أنهما لم يتوقعا أن تنتهي المحادثات إلى اتفاق كامل، وقال أبو الغيط خلال مؤتمر صحفي : "بيننا خلافات وعندما كنت قادما إلى لوكسمبورج لم يتوقع أحد حل مثل تلك القضايا. على العكس فهي لم تناقش"، وأضاف "سنعمل معا وسنحاول الانتهاء من الخلافات.. إننا نلتقي دائمًا.. فهي عملية متواصلة." من جانبه، رأى الدكتور صلاح سويلم الخبير الاستراتيجي أن فشل المفاوضات بين مصر والاتحاد الأوروبي حول الشراكة ترجع إلى تحفظات حول قضية الإصلاح والتغيير في مصر، خاصة أن مؤسسات عدة تابعة للاتحاد أبدت اعتراضات شديدة على عدد من القضايا ، من بينها حبس رئيس حزب "الغد" أيمن نور. وأضاف أن قضية الشراكة المصرية - الأوروبية تخضع لاعتبارات سياسية محضة ، وسيستخدمها الاتحاد الأوروبي لانتزاع تنازلات من مصر فيما يخص العديد من الملفات، ولاسيما بعد أن أبدى الاتحاد تحفظات على سجل مصر في ملف حقوق الإنسان. وشدد سويلم على أن رفض الاتحاد الأوروبي ممارسة ضغوط على إسرائيل فيما يخص برنامجها النووي قد ألقى بظلال سلبية على هذه المفاوضات ولم يسهم في نجاحها.