ولازالت وصايا الرسول الكريم تتابع في موسم الطاعات ومنهل الخيرات ومرتع الحسنات محببا لفضائله و شارحا لمراحله ومحذرا من فوات الرحمات حيث يقول عليه افضل الصلاة واتم التسليم : آتاكم شهر رمضان خير وبركة،يغشاكم الله فينزل فيه الرحمة ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء فأروا الله فيه من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عزّ وجل
ويتحدث النبي الكريم عن جنة الصوم ( وقايته للصائم ) في الدنيا وجنته في الاخرة روى البخاريُّ ومسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: الصيام جنة؛ فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يجهل، وإن امرؤ قاتلة أو شاتمة فليقل: إني صائم.. إني صائم، والذي نفسي بيده لَخُلوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؛ يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزى به الحسنة بعشر أمثالها... (الصوم جنة) هذه أولى مظاهر التربية الإسلامية ؛ والقيم العالية والاداب الرفيعة والاخلاق القويمة ، فالصوم جُعل وقاية للصائم من الضلال ومن المعاصي ومن المروق في الدنيا ، وحصنا منيعاً له من النار في الاخرة ؛ لأن الصوم يدعو إلى التوبة و الحوبة ويرشد إلى طاعة الله عز وجل ويقود إلى ما يرضى الله؛ لانه السر العظيم بين العبد وخالقه. وفي الحديث عن عبد الله بن مسعود: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن شباب لا نقدر على شيء؛ فقال: يا معشر الشباب عليكم بالباءة؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ( من وقايته انه اغض للبصر واحصن للفرج اي علاج واقي لهما في الدنيا )فمن لم يستطع منكم الباءة فعليه بالصوم؛ فإن الصوم له وجاء اللفظ للترمذي، والباءة كناية عن النكاح، ومعنى (وجاء) أي كسر شديد يذهب بشهوته. ومن الاعمال الاساسية والمستحبة في رمضان كثرة الذكر التي تتجلي مع الباقيات المنجيات الصالحات فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذوا جُنَّتكم، قلنا: يا رسول الله! من عدوٍّ حَضَر؟ قال: لا ، بل جُنَّتكم من النار، قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ فإنهن يأتين يوم القيامة منجيات ومقدمات، وهن الباقيات الصالحات رواه الحاكم والنسائي في عمل اليوم والليلة . يات الصالحات التي قال فيها رب العزة والجلال " وَالبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً " (الكهف:46) ، وقال أيضاً : وَالبَاقِياتُ الصَّالِحَاتٌ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَ واباً وَخَيْرٌ مَرَدًّا مريم وورد ان رسول الله عليه الصلاة والسلام قال في ليلة الاسراء " ورايت رجلا من امتي كلما ورد حوضا منع منه فجائه صوم رمضان فسقاه ورواه ، والصوم له مدخل الي النعيم الجنة .....كيف ؟ في الحديث المتفق عليه بلفظ البخاري: إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد.
وهذا الباب هو أحد أبواب الجنة الثمانية وليس باباً آخر، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري عند شرح هذا الحديث: قوله إن في الجنة بابا قال الزين بن المنير إنما قال في الجنة ولم يقل للجنة ليشعر بأن في الباب المذكور من النعيم والراحة في الجنة فيكون أبلغ في التشوق إليه ... اللهم شفع فينا الصيام والقران واجعلنا من عبادك عباد الرحمن
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.