النواب يوافق من حيث المبدأ علي مشروع قانون مزاولة مهنة الصيدلة    في اليوم العالمي للتمريض.. من هي فلورنس نايتنجيل؟    نقابة النيابات: أول تحليل شامل لإداء صندوق العاملين بالهيئات القضائية    تكليف مجموعة التنمية الصناعية بدراسة طلبات إقامة مناطق حرة خاصة    رئيس جامعة كفر الشيخ يستقبل وزيرة البيئة    متحدث البترول يطمئن المتضررين من البنزين المغشوش بعد 10 مايو: سنتبع نفس إجراءات التحقق    التموين: توريد 4400 طن قمح إلى صوامع القاهرة وسط متابعة يومية لضمان الجودة    تداول 14 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    الخارجية الصينية: المفاوضات الطريق الوحيد لحل أزمة الحرب الروسية الأوكرانية    روبيو وميرز يبحثان هاتفيا تعزيز العلاقات الأمريكية الألمانية    العراق يتسلم رئاسة القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية من لبنان    يامال يوجه رسالة ساخرة ل بيلينجهام: ضع لايك    سيناريو وحيد يضمن تتويج الاتحاد بالدوري السعودي اليوم    حسام المندوه يكشف تفاصيل الوعكة الصحية لحسين لبيب    "معلومة مش توقع".. مجدي عبدالغني يفجر مفاجأة بشأن مصير الدوري المصري    ضبط 150 كيلو لحوم دواجن فاسدة في دمياط    حر وبرد ورياح مثيرة للرمال.. الأرصاد تحذر من طقس الساعات المقبلة    اجتماع موسع لمتابعة استعدادات امتحانات نهاية الترم الثاني بالمنوفية    ضبط تجار مخدرات وأسلحة نارية في حملات أمنية موسعة بأسوان ودمياط    الداخلية تكشف تفاصيل ضبط قضية غسيل أموال ب150 مليون جنيه    الإفتاء تُنهي استعداداتها لعَقد مؤتمرها العالمي العاشر حول صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي    قصف مدفعي عنيف شرق غزة.. والأمم المتحدة تحذر من مجاعة وشيكة في القطاع    محمود عبدالسميع: سميحة أيوب أكدت لي حضورها لتكريمها من مهرجان العودة السينمائي الدولي    الأربعاء.. عرض ومناقشة فيلم October Sky في مكتبة المستقبل    مدير مكتبة الإسكندرية: نسعى باستمرار إلى تطوير الأداء لمواجهة التحديات    ورشة لتدريب مثقفي القاهرة والجيزة على التوعية بمرض «الثلاسيميا»    هيئة التأمين الصحي بأسوان تطلق حملة «تأمين شامل .. لجيل آمن»    الصحة: فريق الحوكمة يتفقد عددا من المنشآت الصحية بجنوب سيناء ويتخذ إجراءات فورية    هدية "القصر الطائر" من قطر لترامب تثير جدلًا دستوريًا في أمريكا    وزير العمل يعلن فرص عمل بالمقاولات فى السعودية بمرتبات تصل ل6500 ريال شهريا    هل هناك حياة أخرى بعد الموت والحساب؟.. أمين الفتوى يُجيب    رسميًا.. أورلاندو بايرتس يعلن رحيل خوسيه ريفيرو من تدريب الفريق    سهير رمزي: بوسي شلبي جالها عرسان ورفضت بسبب محمود عبدالعزيز    هل يجوز للحامل والمرضع أداء فريضة الحج؟    جامعة المنيا: الكشف على 570 مواطنًا بالقافلة المتكاملة فى قرية بني خيار    سوريون يضرمون النار بمواد غذائية وزعتها قوات إسرائيلية    وزير الخارجية والهجرة يُجري اتصالين هاتفيين مع نظيريه العماني والإيراني    استقرار أسعار الحديد والأسمنت في الأسواق المصرية خلال تعاملات الإثنين 12 مايو 2025    مسرح 23 يوليو بالمحلة يشهد ختام العرض المسرحي «الطائر الأزرق»    وزير الإسكان: تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع «جنة» للفائزين بمدينة القاهرة الجديدة    براتب يصل ل 500 دينار.. 45 فرصة عمل بالأردن في شركات زراعية وغذائية وصناعات خشبية (قدم الآن)    لماذا يرتدي الحجاج "إزار ورداء" ولا يلبسون المخيط؟.. د. أحمد الرخ يجيب    غرق شقيقان أثناء لهوهما في قناية صرف زراعي بوادي النطرون    النواب يحيل 33 تقريرا إلى الحكومة لتنفيذ توصياتها    محافظ أسيوط: توفير 706 فرصة عمل لشباب الخريجين بمراكز المحافظة    إنبي: ننتظر نهاية الموسم لحساب نسبة مشاركة حمدي مع الزمالك.. وتواصل غير رسمي من الأهلي    إصابة 4 أشخاص بطلقات نارية في مشاجرة بدار السلام بسوهاج    ما حكم الأضحية إذا تبين حملها؟.. الأزهر يوضح    الرعاية الصحية: لدينا 13 ألف كادر تمريضي بمحافظات التأمين الصحي الشامل    قرار عاجل من الأهلي بشأن عماد النحاس.. مدحت شلبي يكشفه    رئيس جامعة حلوان يشهد افتتاح فعاليات المهرجان الأول لتحالف جامعات إقليم القاهرة الكبري    رئيس «دي إتش إل» يتوقع استفادة من التوترات التجارية بين واشنطن وبكين    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    «انخفاض مفاجئ».. بيان عاجل بشأن حالة الطقس: كتلة هوائية قادمة من شرق أوروبا    تبدأ في هذا الموعد.. جدول امتحانات الصف الأول الثانوي بمحافظة أسوان 2025 (رسميًا)    عاد إلى إفريقيا.. الوداد يحسم مشاركته في الكونفدرالية بفوز في الجولة الأخيرة    فتوح: قرار الاحتلال استئناف تسوية الأراضي بالضفة يهدف لترسيخ الاستعمار    3 أبراج «مكفيين نفسهم».. منظمون يجيدون التخطيط و«بيصرفوا بعقل»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كواليس الساعات الأخيرة لمرسي.. ودور الشيعة في إسقاطه

مبادرة سرية للجيش قبل 30 يونيو أهملها مرسي.. وقمة إسلامية بقصر القبة عشية التظاهرات

الكتاتني سخر من تحذير النور بخطورة 30 يونيو.. و"الحزب السلفى": مرسى كان منفصلاً عن الواقع

الإخوان أصدروا تعليمات لشبابهم بحماية المقرات في 26 يونيو.. وحملة وهمية للتشكيك في تمرد

"تمرد" الحركة التي أجهضت حلم الثمانين عامًا تنطلق من مركز شيعي بوسط البلد


ثورة أم انقلاب أم نصف الثورة ونصف الانقلاب، ثالوث تدور فيه الدولة منذ عام مضى، عاجزة على أن تنتهي منه، حالة من الحيرة وعدم الحسم للوقوف على توصيف موحد لما حدث في الفترة من الثلاثين من يونيو حتى الثالث من يوليو، ليبقى القطع بتسمية معينة دون غيرها متروك لتاريخ جرى الموروث المصري على أنه يكتب للمنتصرين وليس للحقائق والمعلومات.
وفى ظل مشهد احتفالات رسمية أقدمت على تنظيمها الدولة بمؤسساتها، يبقى في المقابل مشهد التهديد والوعيد الذي أطلقته جماعة مر على رحيل عرشها العام الكامل، وأمام هذا التناقض السياسي يظل السبب في هذا الغموض هو اختفاء جزء من كواليس الأيام التي ترتب عليها عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، أو رواية التفاصيل على لسان أطراف بعينها دون الأطراف الأخرى، وهو ما بدأ يتكشف بعد عام من سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين، حيث روى بعض من كانوا ينتمون لها وقت العزل، أو المقربون من المشهد تفاصيل اجتماعات ولقاءات انتهت بعزل المعزول وبكاء جماعة وأنصارها في الميادين.
وعلى مستوى الإخوان وهم أحد أهم الأطراف في اللعبة، سرد أحد الشباب تفاصيل ثمانية أيام من التعليمات والغضب الذي أكل الجماعة، أعقبها اعتصام حرست القيادات على أن يبدو بأعداد ضخمة.

الأوامر الأخيرة من قيادات الجماعة لقواعدها قبل ساعة الانهيار

بيان لجهة مجهولة باسم "ثوار مصر" للتشكيك في تمرد.. ودموع الإخوان في الشوارع بعد بيان العزل

كشف عمرو عمارة، منسق تحالف شباب الإخوان المنشقين، عن كواليس أحداث 30 يونيو حيث الأوامر التي صدرت للشباب وكيف كانوا يتواصلون، والحالة النفسية التي مر بها الشباب وقتها، وتفاصيل ما كان يدور داخل اعتصام رابعة العدوية منذ بدايته، وتطور الأحداث فيه وما كان يدور داخله في الأيام التالية.
وقال "عمارة"، الذي لم يكن انشق بعد عن الجماعة، إنه في يوم 26 يونيو صدرت أوامر للشباب في كل شعب الجماعة والقطاعات بحماية مقرات الحزب والجماعة، فتوجهت شعبة الزهراء بجسر السويس وشعبة النعام بعين شمس والتي كان ضمنها إلى مقر الجماعة في جسر السويس لحمايته وأقاموا فيه إقامة كاملة، استعدادًا لمواجهة أي قوة تحاول اقتحامه.
وأضاف: "وفي ليلة ال26 قمنا بناء على تعليمات من القيادات بحركة وهمية حيث قمنا بطباعة بيان معنون باسم حركة غير موجودة "شباب مصر" نطالب فيها المواطنين بعدم الاستجابة لدعوات التظاهر، واتهام حركة تمرد بأنها ممولة من جهات عديدة وتهدف إلى إثارة الفتنة، ولكن البعض تعرف علينا وتشاجروا معنا، وبعدها اتصل أحدنا بأحمد العجمى، أمين لجنة الشباب في عين شمس والذي بدوره اتصل بعمرو زكي المسئول عن قطاع شرق القاهرة والذي أمرنا بالانسحاب والعودة إلى المقر وقد كان.
وتابع: "وفي يوم 28 يونيو جاءت الدعوة للخروج في مسيرة من أمام مسجد الرحمة القريب من جسر السويس إلى ميدان رابعة العدوية، وخلال سيرنا في المسيرة كنا على اتصال بالدكتور محمد عبد الوهاب مسئول مركز القدس والمسئول عن أمانة المقطم وعضو مجلس شورى الجماعة، والذي كان بدوره يباشر من غرفة العمليات ما يحدث في المسيرات ويوصله إلى مكتب الإرشاد، حيث لا نستطيع نحن الشباب التواصل مع أعضاء المكتب مباشرة، مشيرًا إلى أنه في 26 يونيو كان قد تلقى اتصالاً من "عبد الوهاب" يسأله فيه عن الوضع وتفسير بيان الجيش وعندها أكد له أن "الجيش بتاعنا" على حد وصفه.
واستطرد "عمارة" لقد كانت قيادات الجيش دائمًا ما تؤكد لنا أن الجيش بتاعنا وتشاور لنا بالسبابة للتأكيد على ذلك.
وعن تطور الأحداث منذ وصلهم إلى رابعة يوم 28 يونيو حتى صدور بيان الجيش 3 يوليو قال: إنه مع صدور البيان الثاني للجيش يوم 30 يونيو والذي منح فيه مهلة لكل الأطراف 48 ساعة وإلا سيتدخل، ساد الميدان كله حالة من الفزع والخوف، واتصلت بعدها بالدكتور عبد الوهاب والذي تراجع وقتها عما كان يقوله سابقًا واتفق معي على أن البيان شديد اللهجة، وطالبنا بالصبر والصمود وتجديد النية، في الوقت الذي كانت القيادات على المنصة تحاول طمأنتنا بكلمات مثل "اطمئنوا مرسي مش هيمشى"، ونحن في ذهول، مضيفًا: "وكان يقف بجوارنا رضا فهمى، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، والذي نقل لنا أخبار نزول عدد ضخم في التظاهرات المطالبة برحيل مرسي، حيث إننا كنا شبه معزولين عما يحدث في الخارج".
وفيما يتعلق بيوم 3 يوليو أوضح "عمارة" تفاصيله في الميدان، قائلاً: إنه في الساعة الخامسة أي قبل البيان بساعتين بدأت الدبابات تحاصر الميدان من جميع المداخل وبدأ التوتر والفزع يزيد، وبدأ الجميع في الاحتساب وتجديد النية وتلاوة الأذكار، وكل من معه راديو بدأ في ضبطه للاستماع إلى البيان، والذي بمجرد أن تم إلقاؤه بكى كل المتواجدين في الميدان، وسادت حالة غضب عارمة كل على من هو أعلى منه في الهيكل التنظيمي، يحملونهم مسئولية ما حدث، فمثلاً الشباب يعنفون أمين لجنتهم وأمين اللجنة يلوم من هو أعلى منه وهكذا، حتى أصبح الميدان ساحة للغضب وتبادل الاتهامات، وفقدان للثقة في كل شىء أولهم القيادات، والشعور بمسئوليتهم عما حدث.
وبدأ بعض الشباب بحالة من الاندفاع في البحث عن أي أسلحة ويريدون الخروج إلى قوات الجيش أو الاستعداد لدخولهم، والبعض الآخر سادته حالة من الإحباط الشديد وكانوا يرغبون في الانسحاب، مشيرًا إلى أنه كان أحد هؤلاء وقام بالاتصال بالدكتور محمد عبد الوهاب الذي رفض الفكرة وبدأ يتهمهم بأن البعض حاول شراءهم، وأن أبناء الجماعة "متربين"، على حد وصفه، ولن يستجيبوا لتلك الضغوط التي تقودها لميس الحديدى، طبقًا لما قاله القيادي الإخواني، وفي ذلك الوقت كان الدكتور محمد البلتاجي يحاول تهدئة الأجواء من على المنصة ويؤكد السلمية ورفض استخدام العنف وضبط النفس.
في الأيام التالية بدأت الإعداد في الميدان تنخفض، حيث كان البعض يتواجد لفترة ثم يعودون إلى منازلهم لتبديل ملابسهم والراحة، وهو ما جعل القيادات تصدر أمر بخروج مسيرات من كل المناطق إلى الميدان لإظهار أن هناك دعمًا للمعتصمين وأن قطاعًا كبيرًا من الشعب يؤيد مطالبهم، ومتضامن معهم، مضيفًا: "إلا أن ذلك لم ينجح في الحشد الضخم للميدان، وكانت القيادات تطلب من الكاميرات التركيز على المناطق المحتشد بها أعداد ضخمة، وبعد أحداث الحرس الجمهوري الأولى طالب كل رئيس شعبة أعضاء شعبته بإحضار نسائهم وأطفالهم إلى الاعتصام ليمثلوا حماية له من جهة وزيادة في الأعداد من جهة أخرى، وذلك بناء على تعليمات من "الإرشاد"، مشيرًا إلى أنه من وقتها أصبح الميدان أشبه بنادٍ اجتماعي يتبادل فيه عروض الزواج.
وعلى الجانب الآخر من المشهد كان حزب النور الذي كان موجودًا في اجتماع 3 يوليو بممثل له وكشف عن تفاصيل اتصالات بينه وبين الإخوان بحكم المرجعية المتقاربة.

النور: مرسى عقد اجتماعًا عشية 30 يونيو مع رؤساء الأحزاب الإسلامية لإطلاعنا على مبادرة سرية للجيش

الكتاتنى سخر من "مرة" بعدما حذر من خطورة التظاهرات

وعلى مستوى الحزب السلفي الوحيد المتواجد حتى الآن على الساحة السياسية، فيمكننا أن نقول إنه الطرف الأوحد الذي حضر اجتماعات مع مرسي ناصحًا له، وفي نفس التوقيت حضر مع القوى المعارضة عازلاً للأول.
وكشف الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، عن تفاصيل اجتماع عقده مرسي ليلة 30 يونيو بحضور رؤساء الأحزاب ذات المرجعية الدينية، وقال إن اللقاء الذي عقد بقصر القبة كان بهدف اطلاع الإسلاميين على مبادرة تقدم بها الجيش لمرسي دون الإعلان عنها وكانت تتضمن مجموعة من الإصلاحات على مستوى العلاقات مع القضاء والحوار المجتمعي.
وتابع أن تعليق مرسي على المبادرة كان فيه شىء من التقليل والاستهانة مع تأكيده للحضور أن الأعداد التي ستخرج في الصباح لن تتجاوز البضع آلاف.
وأيده في الرأي الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة، والذي قال لمرسي: "لا تلتفت لهذه المبادرات وبعد خطابك الأخير يوم الأربعاء الشعب انقلب وأصبح معك 100% وبكرة هيكون مظاهرة عادية وهتعدى ولو استجبت النهاردة لمطلب هيطالبوا بمطالب أخرى".
وأضاف أن كل الأحزاب الحاضرة كانت قد اتفقت مع رأى الكتاتنى فيما رفض النور على حد قول مخيون، والذي تحدث جلال مرة، الأمين العام له، وحذر من خطورة تظاهرات الغد، وهو ما رد عليه الكتاتنى بسخرية وعدم استعناء.
واستطرد أن الاجتماع انتهى على رفض مبادرة الجيش وانتظار الأعداد التي ستنزل إلى الشوارع، مؤكدًا أنه النور دخل في اتصالات مع الرئاسة مساء يوم 30 يونيو وأكد له أن الوضع لم يعد كما كان متصور بنزول أعداد محدودة، مطالبًا مرسي بالاستجابة للشارع فورًا.
وشدد على أن الرئيس آن ذاك كان على اتصال بباقي الأحزاب الإسلامية وهم من أكدوا له مجددًا أن "من يتظاهرون في الشارع شوية عيال وهيرجعوا".
وأكد مخيون أن الرئيس مرسي كان بعيدًا عن الأحداث والتقارير التي كانت تذهب إليه كانت مغلوطة.
ولفت إلى أن النور بعد يقينه من أن المشهد بات يتغير في غير صالح مرسى، والجيش بدأ يتحرك في صف الشارع، قرر أن يتأقلم مع الواقع الجديد بأن مرسي على وشك الرحيل وهو ما دفع النور لحضور اجتماع الثالث من يوليو والاعتراف بخارطة الطريق.

تمرد انطلقت من مركز شيعي بوسط البلد وقاد تحركاتها الصوفية وشفيق

بدأت كفكرة توقيعات شبابية كغيرها من العديد من الحركات الثورية، فأخذت من توقيعات سعد زغلول منذ أكثر من التسع عقود أساسًا لها وراحت تبني عليها ليحتشد حولها الملايين من الموقعين، في رد فعل لا يعكس قوة الحركة ولكن قوة الهدف الذي رفعته، وهو انتخابات رئاسية مبكرة، لتتحول هنا الحركة من تحرك شبابي للشوكة التي أجهضت حلم الثمانين عام لجماعة الإخوان المسلمين.
وانطلقت الحركة وفقًا لما صرح به محمود بدر، أحد الثلاثي المؤسسين لها، في مؤتمر تكريم مؤيدي "ثورة 30 يونيو" بنقابة الصحفيين، باجتماع لها بمركز الدراسات الفاطمية الشيعي بوسط القاهرة، حضر فيه العديد من الشخصيات العامة من حركة كفاية.
ولفت إلى أن أخر أيام شهر يونيو وبداية يوليو كانت الأهم من ضغط التحركات وتنظيم المسيرات وتحديد سيناريوهات التصعيد، مشيرًا إلى أن قيادات الحركة كانوا في تواصل مستمر مع حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي المصري والدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق.
وتابع أن آخر اجتماع للحركة كان في شقة المخرج خالد يوسف، في 28 يونيو، بحضور حسين عبد الغنى وخالد يوسف ومحمد عبد العزيز لرسم تحركات 30 يونيو بشكل فعلى وكيفية البقاء في الشارع لأخر لحظة، على أن يكون الهدف الرئيس هو محاصرة قصر القبة.
وأضاف أن اجتماع 3 يوليو والذي حضره رؤساء أحزاب سياسية وشخصيات عامة سياسية ودينية، كان قد طرحت فيه آراء مختلفة، أبرزها كان رأى ممثل حزب النور المهندس جلال مرة والذي طرح فكرة إرسال وفد إلى محمد مرسي يطالبه في محاولة أخيرة بإجراء استفتاء على شرعيته، وهو ما رفضه الفريق عبد الفتاح السيسي آن ذاك، وتابع أنه وجه كلامه للسيسي، قائلاً له: "إن الشعب هو القائد العام للقوات المسلحة، وهو الآن يأمره للتحرك وعزل رئيس فقد شرعيته"، وهو ما رد عليه السيسي بأن الجيش في خدمة الشعب.
وقال وليد إسماعيل، منسق تحالف آل الصحب، في تصريحاته ل"المصريون" إن خروج تمرد من مركز شيعي يحمل دلالة قوية على أن الشيعة كانوا وراء إسقاط محمد مرسي، قائلاً: بعض قيادات تمرد تدور حولهم الشبهات بأنهم متشيعون.
على الجانب الأخر كشفت مصادر رفضت الإفصاح عن اسمها عن وساطة قام بها أبو العزائم، القيادي الصوفي، والذي قام بزيارة للفريق أحمد شفيق، في دبي ونقل فيها دعم شفيق لحركة تمرد.

الجبهة السلفية: "الانقلاب" كان سيحدث قبل 7 شهور ومنعناه باعتصام الإنتاج الإعلامي.. وحذرنا الإخوان قبلها بشهر أن دولتهم ستنهار 30 يونيو

وعلى هامش المشهد كانت الجبهة السلفية إحدى الفصائل التي كانت تقف في ظهر الإخوان لحمايته، وكشف خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، عن محاولة من قبل التيار "العلماني" لإقناع الجبهة لينتهج مسلك النور السلفي، وهو ما رفضته الجبهة على حد قوله.
ولفت إلى أن الجبهة اجتمعت بالإخوان في آخر مرة قبل 30 يونيو بشهر حذرتها من أن يكون هذا التاريخ هو آخر أيام محمد مرسي في القصر، مشيرًا إلى أن "الانقلاب" كان مخططًا له أن يكون قبل 30 يونيو بسبعة شهور لولا دعوة الشيخ حازم أبو إسماعيل للاعتصام أمام مدينة الإنتاج الإعلامي.
وتابع سعيد، أنهم كانوا يعلمون بحدوث، ما أسماه، الانقلاب، وحذروا جماعة الإخوان منه إلا أنهم لم يكن لديهم القدر الكامل من الوعي بحجم المخاطر التى تواجههم في الداخل والخارج.
وقال "سعيد"، في تصريح خاص ل"المصريون" إن محاولات الانقلاب على الدكتور محمد مرسي لم تبدأ قبيل 30 يونيو بل قبلها بسبعة شهور، وهو ما دعا الشيخ حازم أبو إسماعيل والجبهة السلفية يعلنان اعتصامهما أمام الإنتاج الإعلامي، وهو ما أوقف تلك المحاولة في وقتها، مشيرًا إلى أنهم حذروا الإخوان المسلمين كثيرًا مما حدث في النهاية إلا أنهم لم يدركوا أن ذلك ما سيحدث بالفعل،

شهادة أحد أعضائه: الحرس الجمهوري ترك مهمته للشرطة بتعليمات الجيش صباح 3 يوليو

من جهته قال العميد طارق الجوهري أحد عناصر قوة تأمين الرئيس المعزول محمد مرسي إن كل شىء كان قد اتضح قبل اختفاء الرئيس مرسي وظهرت معالم الحراك السياسي كاملة، مؤكدًا أنه لم يكن أمام الرئيس مرسي سوي انتظار كلمة الشعب.
وأضاف "الجوهري" في تصريحات ل"المصريون" أن أسرته كانت قد غادرت منزل التجمع بعد يوم 3/7 مضيفًا: "لكن لا أعلم اتجاهاتهم".
وتابع: "كان بيد الدكتور مرسي الهرب خارج مصر ولكنه كان يعلم أن هذا الأمر سيفسح الطريق للقائمين علي الانقلاب أن يقولوا للعالم إنها ثورة مكملة ويؤكدها هروب الرئيس، مشيرًا إلى أن المشهد كله كان فوضويًا فهناك من يؤكد رغم الشواهد الواضحة أنه لن يحدث انقلاب وجزء آخر تأكد أنه انقلاب ولكن أسقط في يدهم وبدوا وكأنهم لا حيلة لهم.
وأضاف أن "مرسي كان لا يعلم مصيره ولكنه لم يهتم بذلك لأنه كان واثقًا أن الشعب لن يصمت، موضحًا أن أحد أهم المشاهد يوم 3/7 بدأت بترك الحرس الجمهوري منزل مرسي وانتقلت السيطرة الأمنية للداخلية خارج القصر والمنزل بالتنسيق مع الحرس الجمهوري داخليًا وكان كله بناء على تعليمات من وزارة الدفاع. وأكد الجوهرى الأحاديث التى دارت بين القيادات الأمنية المتواجدة أمام منزل الرئيس أنه "انقلاب" وأن مرسي انتهى، وكلهم عارفين الكلام ده من فترة ومتأكدين أنه هيحصل فلا مفاجأة لهم في شىء بل جميعهم كانوا سعداء بالانقلاب.
وأكد "الجوهري" أن الاتصال بين الدكتور مرسي وأي شخص آخر انقطع منذ 3 يوليو، نافيًا تواجد اتصال أي من أعضاء مكتب الإرشاد معه.
وأضاف "كل ما أعلمه أن مكتب الإرشاد والمرشد لم يزوراه على مستوى الاتحادية والمنزل إطلاقًا إلا خيرت الشاطر مرتين في بيته والمرشد مرة واحدة بالمنزل أيضًا عندما مرض في رمضان مؤكدًا أن الاتصالات الهاتفية لم يكن يعلم عنها شيئًا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.