غدًا.. المصريون في الخارج يُصوتون بالمرحلة الثانية بانتخابات النواب 2025    وزارة «التضامن» تقر قيد جمعيتين في محافظة الغربية    قطع المياه عن بعض المناطق فى القاهرة غدا لمدة 9 ساعات    نائب رئيس البورصة: نعمل على جذب تدفقات استثمارية جديدة لسوق المال    20 نوفمبر 2025.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة    كشف بترولي جديد بخليج السويس يضيف 3 آلاف برميل يوميًا    الرقابة المالية تصدر ضوابط عمل لجنة حماية المتعاملين وتسوية المنازعات بمجال التأمين    رئيس كوريا الجنوبية يلقى خطابا فى جامعة القاهرة اليوم    رئيس وزراء السودان يرحب بجهود السعودية وواشنطن لإحلال سلام عادل ومستدام    مصر والبحرين تبحثان تفعيل مذكرة التفاهم لتبادل الخبرات وبناء القدرات بمجالات التنمية    مصر ترحب بقرار "الأمم المتحدة" بشأن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير    نازحو غزة في مهب الريح.. أمطار وعواصف تزيد معاناة المدنيين بعد النزوح    مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى: سنفرض عقوبات على عدد من الجهات السودانية    الشباب والرياضة تُطلق أضخم مشروع لاكتشاف ورعاية المواهب الكروية بدمياط    مواعيد الخميس 20 نوفمبر 2025.. قرعة الملحق العالمي والأوروبي المؤهل لكأس العالم    «السماوي يتوهج في القارة السمراء».. رابطة الأندية تحتفل بجوائز بيراميدز    تذكرتي تطرح تذاكر مباريات الأهلي والزمالك في البطولات الأفريقية    بيراميدز: لا صفقات تبادلية مع الزمالك.. ورمضان صبحي يعود نهاية الشهر    بسبب الشبورة.. إصابة 18 شخصًا فى تصادم سيارة نقل مع أتوبيس بالشرقية    الداخلية تكشف حقيقة ادعاء سيدة تعرضت للضرب والتحرش    سقوط أخطر بؤرة إجرامية بمطروح والإسكندرية وضبط مخدرات وأسلحة ب75 مليون جنيه    الأرصاد: ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة في هذا الموعد    نشرة مرور "الفجر".. كثافات مرورية متحركة بطرق ومحاور القاهرة والجيزة    أسباب ارتفاع معدلات الطلاق؟.. استشاري الصحة النفسية يوضح    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا..... اعرف مواعيد صلاتك بدقه    أخطر حاجة إن الطفل يعرق.. نصائح ذهبية لرفع مناعة الأطفال ومجابهة نزلات البرد    رئيس الرعاية الصحية يرافق محافظ الأقصر لمتابعة مركزى طب أسرة الدير وأصفون بإسنا.. صور    وزير الصحة يوجه بتشكيل لجنة للإعداد المبكر للنسخة الرابعة من المؤتمر العالمي للسكان    حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    البنك المركزي يعقد اجتماعه اليوم لبحث سعر الفائدة على الإيداع والإقراض    حلقة نقاشية حول "سرد قصص الغارمات" على الشاشة في أيام القاهرة لصناعة السينما    هولندا: ندعم محاسبة مرتكبى الانتهاكات في السودان وإدراجهم بلائحة العقوبات    عيد ميلاد السيسي ال 71، لحظات فارقة في تاريخ مصر (فيديو)    النزاهة أولًا.. الرئيس يرسخ الثقة فى البرلمان الجديد    سعر الريال القطرى اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025 فى بداية التعاملات    مواجهات قوية في دوري المحترفين المصري اليوم الخميس    الصحة بقنا تشدد الرقابة.. جولة ليلية تُفاجئ وحدة مدينة العمال    اليوم.. محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس طليقها فى مصر القديمة    رائد الذكاء الاصطناعي يان لوكون يغادر ميتا ليؤسس شركة جديدة    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    أخبار فاتتك وأنت نائم| حادث انقلاب أتوبيس.. حريق مصنع إطارات.. المرحلة الثانية لانتخابات النواب    انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كواليس الساعات الأخيرة لمرسي.. ودور الشيعة في إسقاطه

مبادرة سرية للجيش قبل 30 يونيو أهملها مرسي.. وقمة إسلامية بقصر القبة عشية التظاهرات

الكتاتني سخر من تحذير النور بخطورة 30 يونيو.. و"الحزب السلفى": مرسى كان منفصلاً عن الواقع

الإخوان أصدروا تعليمات لشبابهم بحماية المقرات في 26 يونيو.. وحملة وهمية للتشكيك في تمرد

"تمرد" الحركة التي أجهضت حلم الثمانين عامًا تنطلق من مركز شيعي بوسط البلد


ثورة أم انقلاب أم نصف الثورة ونصف الانقلاب، ثالوث تدور فيه الدولة منذ عام مضى، عاجزة على أن تنتهي منه، حالة من الحيرة وعدم الحسم للوقوف على توصيف موحد لما حدث في الفترة من الثلاثين من يونيو حتى الثالث من يوليو، ليبقى القطع بتسمية معينة دون غيرها متروك لتاريخ جرى الموروث المصري على أنه يكتب للمنتصرين وليس للحقائق والمعلومات.
وفى ظل مشهد احتفالات رسمية أقدمت على تنظيمها الدولة بمؤسساتها، يبقى في المقابل مشهد التهديد والوعيد الذي أطلقته جماعة مر على رحيل عرشها العام الكامل، وأمام هذا التناقض السياسي يظل السبب في هذا الغموض هو اختفاء جزء من كواليس الأيام التي ترتب عليها عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، أو رواية التفاصيل على لسان أطراف بعينها دون الأطراف الأخرى، وهو ما بدأ يتكشف بعد عام من سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين، حيث روى بعض من كانوا ينتمون لها وقت العزل، أو المقربون من المشهد تفاصيل اجتماعات ولقاءات انتهت بعزل المعزول وبكاء جماعة وأنصارها في الميادين.
وعلى مستوى الإخوان وهم أحد أهم الأطراف في اللعبة، سرد أحد الشباب تفاصيل ثمانية أيام من التعليمات والغضب الذي أكل الجماعة، أعقبها اعتصام حرست القيادات على أن يبدو بأعداد ضخمة.

الأوامر الأخيرة من قيادات الجماعة لقواعدها قبل ساعة الانهيار

بيان لجهة مجهولة باسم "ثوار مصر" للتشكيك في تمرد.. ودموع الإخوان في الشوارع بعد بيان العزل

كشف عمرو عمارة، منسق تحالف شباب الإخوان المنشقين، عن كواليس أحداث 30 يونيو حيث الأوامر التي صدرت للشباب وكيف كانوا يتواصلون، والحالة النفسية التي مر بها الشباب وقتها، وتفاصيل ما كان يدور داخل اعتصام رابعة العدوية منذ بدايته، وتطور الأحداث فيه وما كان يدور داخله في الأيام التالية.
وقال "عمارة"، الذي لم يكن انشق بعد عن الجماعة، إنه في يوم 26 يونيو صدرت أوامر للشباب في كل شعب الجماعة والقطاعات بحماية مقرات الحزب والجماعة، فتوجهت شعبة الزهراء بجسر السويس وشعبة النعام بعين شمس والتي كان ضمنها إلى مقر الجماعة في جسر السويس لحمايته وأقاموا فيه إقامة كاملة، استعدادًا لمواجهة أي قوة تحاول اقتحامه.
وأضاف: "وفي ليلة ال26 قمنا بناء على تعليمات من القيادات بحركة وهمية حيث قمنا بطباعة بيان معنون باسم حركة غير موجودة "شباب مصر" نطالب فيها المواطنين بعدم الاستجابة لدعوات التظاهر، واتهام حركة تمرد بأنها ممولة من جهات عديدة وتهدف إلى إثارة الفتنة، ولكن البعض تعرف علينا وتشاجروا معنا، وبعدها اتصل أحدنا بأحمد العجمى، أمين لجنة الشباب في عين شمس والذي بدوره اتصل بعمرو زكي المسئول عن قطاع شرق القاهرة والذي أمرنا بالانسحاب والعودة إلى المقر وقد كان.
وتابع: "وفي يوم 28 يونيو جاءت الدعوة للخروج في مسيرة من أمام مسجد الرحمة القريب من جسر السويس إلى ميدان رابعة العدوية، وخلال سيرنا في المسيرة كنا على اتصال بالدكتور محمد عبد الوهاب مسئول مركز القدس والمسئول عن أمانة المقطم وعضو مجلس شورى الجماعة، والذي كان بدوره يباشر من غرفة العمليات ما يحدث في المسيرات ويوصله إلى مكتب الإرشاد، حيث لا نستطيع نحن الشباب التواصل مع أعضاء المكتب مباشرة، مشيرًا إلى أنه في 26 يونيو كان قد تلقى اتصالاً من "عبد الوهاب" يسأله فيه عن الوضع وتفسير بيان الجيش وعندها أكد له أن "الجيش بتاعنا" على حد وصفه.
واستطرد "عمارة" لقد كانت قيادات الجيش دائمًا ما تؤكد لنا أن الجيش بتاعنا وتشاور لنا بالسبابة للتأكيد على ذلك.
وعن تطور الأحداث منذ وصلهم إلى رابعة يوم 28 يونيو حتى صدور بيان الجيش 3 يوليو قال: إنه مع صدور البيان الثاني للجيش يوم 30 يونيو والذي منح فيه مهلة لكل الأطراف 48 ساعة وإلا سيتدخل، ساد الميدان كله حالة من الفزع والخوف، واتصلت بعدها بالدكتور عبد الوهاب والذي تراجع وقتها عما كان يقوله سابقًا واتفق معي على أن البيان شديد اللهجة، وطالبنا بالصبر والصمود وتجديد النية، في الوقت الذي كانت القيادات على المنصة تحاول طمأنتنا بكلمات مثل "اطمئنوا مرسي مش هيمشى"، ونحن في ذهول، مضيفًا: "وكان يقف بجوارنا رضا فهمى، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، والذي نقل لنا أخبار نزول عدد ضخم في التظاهرات المطالبة برحيل مرسي، حيث إننا كنا شبه معزولين عما يحدث في الخارج".
وفيما يتعلق بيوم 3 يوليو أوضح "عمارة" تفاصيله في الميدان، قائلاً: إنه في الساعة الخامسة أي قبل البيان بساعتين بدأت الدبابات تحاصر الميدان من جميع المداخل وبدأ التوتر والفزع يزيد، وبدأ الجميع في الاحتساب وتجديد النية وتلاوة الأذكار، وكل من معه راديو بدأ في ضبطه للاستماع إلى البيان، والذي بمجرد أن تم إلقاؤه بكى كل المتواجدين في الميدان، وسادت حالة غضب عارمة كل على من هو أعلى منه في الهيكل التنظيمي، يحملونهم مسئولية ما حدث، فمثلاً الشباب يعنفون أمين لجنتهم وأمين اللجنة يلوم من هو أعلى منه وهكذا، حتى أصبح الميدان ساحة للغضب وتبادل الاتهامات، وفقدان للثقة في كل شىء أولهم القيادات، والشعور بمسئوليتهم عما حدث.
وبدأ بعض الشباب بحالة من الاندفاع في البحث عن أي أسلحة ويريدون الخروج إلى قوات الجيش أو الاستعداد لدخولهم، والبعض الآخر سادته حالة من الإحباط الشديد وكانوا يرغبون في الانسحاب، مشيرًا إلى أنه كان أحد هؤلاء وقام بالاتصال بالدكتور محمد عبد الوهاب الذي رفض الفكرة وبدأ يتهمهم بأن البعض حاول شراءهم، وأن أبناء الجماعة "متربين"، على حد وصفه، ولن يستجيبوا لتلك الضغوط التي تقودها لميس الحديدى، طبقًا لما قاله القيادي الإخواني، وفي ذلك الوقت كان الدكتور محمد البلتاجي يحاول تهدئة الأجواء من على المنصة ويؤكد السلمية ورفض استخدام العنف وضبط النفس.
في الأيام التالية بدأت الإعداد في الميدان تنخفض، حيث كان البعض يتواجد لفترة ثم يعودون إلى منازلهم لتبديل ملابسهم والراحة، وهو ما جعل القيادات تصدر أمر بخروج مسيرات من كل المناطق إلى الميدان لإظهار أن هناك دعمًا للمعتصمين وأن قطاعًا كبيرًا من الشعب يؤيد مطالبهم، ومتضامن معهم، مضيفًا: "إلا أن ذلك لم ينجح في الحشد الضخم للميدان، وكانت القيادات تطلب من الكاميرات التركيز على المناطق المحتشد بها أعداد ضخمة، وبعد أحداث الحرس الجمهوري الأولى طالب كل رئيس شعبة أعضاء شعبته بإحضار نسائهم وأطفالهم إلى الاعتصام ليمثلوا حماية له من جهة وزيادة في الأعداد من جهة أخرى، وذلك بناء على تعليمات من "الإرشاد"، مشيرًا إلى أنه من وقتها أصبح الميدان أشبه بنادٍ اجتماعي يتبادل فيه عروض الزواج.
وعلى الجانب الآخر من المشهد كان حزب النور الذي كان موجودًا في اجتماع 3 يوليو بممثل له وكشف عن تفاصيل اتصالات بينه وبين الإخوان بحكم المرجعية المتقاربة.

النور: مرسى عقد اجتماعًا عشية 30 يونيو مع رؤساء الأحزاب الإسلامية لإطلاعنا على مبادرة سرية للجيش

الكتاتنى سخر من "مرة" بعدما حذر من خطورة التظاهرات

وعلى مستوى الحزب السلفي الوحيد المتواجد حتى الآن على الساحة السياسية، فيمكننا أن نقول إنه الطرف الأوحد الذي حضر اجتماعات مع مرسي ناصحًا له، وفي نفس التوقيت حضر مع القوى المعارضة عازلاً للأول.
وكشف الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، عن تفاصيل اجتماع عقده مرسي ليلة 30 يونيو بحضور رؤساء الأحزاب ذات المرجعية الدينية، وقال إن اللقاء الذي عقد بقصر القبة كان بهدف اطلاع الإسلاميين على مبادرة تقدم بها الجيش لمرسي دون الإعلان عنها وكانت تتضمن مجموعة من الإصلاحات على مستوى العلاقات مع القضاء والحوار المجتمعي.
وتابع أن تعليق مرسي على المبادرة كان فيه شىء من التقليل والاستهانة مع تأكيده للحضور أن الأعداد التي ستخرج في الصباح لن تتجاوز البضع آلاف.
وأيده في الرأي الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة، والذي قال لمرسي: "لا تلتفت لهذه المبادرات وبعد خطابك الأخير يوم الأربعاء الشعب انقلب وأصبح معك 100% وبكرة هيكون مظاهرة عادية وهتعدى ولو استجبت النهاردة لمطلب هيطالبوا بمطالب أخرى".
وأضاف أن كل الأحزاب الحاضرة كانت قد اتفقت مع رأى الكتاتنى فيما رفض النور على حد قول مخيون، والذي تحدث جلال مرة، الأمين العام له، وحذر من خطورة تظاهرات الغد، وهو ما رد عليه الكتاتنى بسخرية وعدم استعناء.
واستطرد أن الاجتماع انتهى على رفض مبادرة الجيش وانتظار الأعداد التي ستنزل إلى الشوارع، مؤكدًا أنه النور دخل في اتصالات مع الرئاسة مساء يوم 30 يونيو وأكد له أن الوضع لم يعد كما كان متصور بنزول أعداد محدودة، مطالبًا مرسي بالاستجابة للشارع فورًا.
وشدد على أن الرئيس آن ذاك كان على اتصال بباقي الأحزاب الإسلامية وهم من أكدوا له مجددًا أن "من يتظاهرون في الشارع شوية عيال وهيرجعوا".
وأكد مخيون أن الرئيس مرسي كان بعيدًا عن الأحداث والتقارير التي كانت تذهب إليه كانت مغلوطة.
ولفت إلى أن النور بعد يقينه من أن المشهد بات يتغير في غير صالح مرسى، والجيش بدأ يتحرك في صف الشارع، قرر أن يتأقلم مع الواقع الجديد بأن مرسي على وشك الرحيل وهو ما دفع النور لحضور اجتماع الثالث من يوليو والاعتراف بخارطة الطريق.

تمرد انطلقت من مركز شيعي بوسط البلد وقاد تحركاتها الصوفية وشفيق

بدأت كفكرة توقيعات شبابية كغيرها من العديد من الحركات الثورية، فأخذت من توقيعات سعد زغلول منذ أكثر من التسع عقود أساسًا لها وراحت تبني عليها ليحتشد حولها الملايين من الموقعين، في رد فعل لا يعكس قوة الحركة ولكن قوة الهدف الذي رفعته، وهو انتخابات رئاسية مبكرة، لتتحول هنا الحركة من تحرك شبابي للشوكة التي أجهضت حلم الثمانين عام لجماعة الإخوان المسلمين.
وانطلقت الحركة وفقًا لما صرح به محمود بدر، أحد الثلاثي المؤسسين لها، في مؤتمر تكريم مؤيدي "ثورة 30 يونيو" بنقابة الصحفيين، باجتماع لها بمركز الدراسات الفاطمية الشيعي بوسط القاهرة، حضر فيه العديد من الشخصيات العامة من حركة كفاية.
ولفت إلى أن أخر أيام شهر يونيو وبداية يوليو كانت الأهم من ضغط التحركات وتنظيم المسيرات وتحديد سيناريوهات التصعيد، مشيرًا إلى أن قيادات الحركة كانوا في تواصل مستمر مع حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي المصري والدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق.
وتابع أن آخر اجتماع للحركة كان في شقة المخرج خالد يوسف، في 28 يونيو، بحضور حسين عبد الغنى وخالد يوسف ومحمد عبد العزيز لرسم تحركات 30 يونيو بشكل فعلى وكيفية البقاء في الشارع لأخر لحظة، على أن يكون الهدف الرئيس هو محاصرة قصر القبة.
وأضاف أن اجتماع 3 يوليو والذي حضره رؤساء أحزاب سياسية وشخصيات عامة سياسية ودينية، كان قد طرحت فيه آراء مختلفة، أبرزها كان رأى ممثل حزب النور المهندس جلال مرة والذي طرح فكرة إرسال وفد إلى محمد مرسي يطالبه في محاولة أخيرة بإجراء استفتاء على شرعيته، وهو ما رفضه الفريق عبد الفتاح السيسي آن ذاك، وتابع أنه وجه كلامه للسيسي، قائلاً له: "إن الشعب هو القائد العام للقوات المسلحة، وهو الآن يأمره للتحرك وعزل رئيس فقد شرعيته"، وهو ما رد عليه السيسي بأن الجيش في خدمة الشعب.
وقال وليد إسماعيل، منسق تحالف آل الصحب، في تصريحاته ل"المصريون" إن خروج تمرد من مركز شيعي يحمل دلالة قوية على أن الشيعة كانوا وراء إسقاط محمد مرسي، قائلاً: بعض قيادات تمرد تدور حولهم الشبهات بأنهم متشيعون.
على الجانب الأخر كشفت مصادر رفضت الإفصاح عن اسمها عن وساطة قام بها أبو العزائم، القيادي الصوفي، والذي قام بزيارة للفريق أحمد شفيق، في دبي ونقل فيها دعم شفيق لحركة تمرد.

الجبهة السلفية: "الانقلاب" كان سيحدث قبل 7 شهور ومنعناه باعتصام الإنتاج الإعلامي.. وحذرنا الإخوان قبلها بشهر أن دولتهم ستنهار 30 يونيو

وعلى هامش المشهد كانت الجبهة السلفية إحدى الفصائل التي كانت تقف في ظهر الإخوان لحمايته، وكشف خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، عن محاولة من قبل التيار "العلماني" لإقناع الجبهة لينتهج مسلك النور السلفي، وهو ما رفضته الجبهة على حد قوله.
ولفت إلى أن الجبهة اجتمعت بالإخوان في آخر مرة قبل 30 يونيو بشهر حذرتها من أن يكون هذا التاريخ هو آخر أيام محمد مرسي في القصر، مشيرًا إلى أن "الانقلاب" كان مخططًا له أن يكون قبل 30 يونيو بسبعة شهور لولا دعوة الشيخ حازم أبو إسماعيل للاعتصام أمام مدينة الإنتاج الإعلامي.
وتابع سعيد، أنهم كانوا يعلمون بحدوث، ما أسماه، الانقلاب، وحذروا جماعة الإخوان منه إلا أنهم لم يكن لديهم القدر الكامل من الوعي بحجم المخاطر التى تواجههم في الداخل والخارج.
وقال "سعيد"، في تصريح خاص ل"المصريون" إن محاولات الانقلاب على الدكتور محمد مرسي لم تبدأ قبيل 30 يونيو بل قبلها بسبعة شهور، وهو ما دعا الشيخ حازم أبو إسماعيل والجبهة السلفية يعلنان اعتصامهما أمام الإنتاج الإعلامي، وهو ما أوقف تلك المحاولة في وقتها، مشيرًا إلى أنهم حذروا الإخوان المسلمين كثيرًا مما حدث في النهاية إلا أنهم لم يدركوا أن ذلك ما سيحدث بالفعل،

شهادة أحد أعضائه: الحرس الجمهوري ترك مهمته للشرطة بتعليمات الجيش صباح 3 يوليو

من جهته قال العميد طارق الجوهري أحد عناصر قوة تأمين الرئيس المعزول محمد مرسي إن كل شىء كان قد اتضح قبل اختفاء الرئيس مرسي وظهرت معالم الحراك السياسي كاملة، مؤكدًا أنه لم يكن أمام الرئيس مرسي سوي انتظار كلمة الشعب.
وأضاف "الجوهري" في تصريحات ل"المصريون" أن أسرته كانت قد غادرت منزل التجمع بعد يوم 3/7 مضيفًا: "لكن لا أعلم اتجاهاتهم".
وتابع: "كان بيد الدكتور مرسي الهرب خارج مصر ولكنه كان يعلم أن هذا الأمر سيفسح الطريق للقائمين علي الانقلاب أن يقولوا للعالم إنها ثورة مكملة ويؤكدها هروب الرئيس، مشيرًا إلى أن المشهد كله كان فوضويًا فهناك من يؤكد رغم الشواهد الواضحة أنه لن يحدث انقلاب وجزء آخر تأكد أنه انقلاب ولكن أسقط في يدهم وبدوا وكأنهم لا حيلة لهم.
وأضاف أن "مرسي كان لا يعلم مصيره ولكنه لم يهتم بذلك لأنه كان واثقًا أن الشعب لن يصمت، موضحًا أن أحد أهم المشاهد يوم 3/7 بدأت بترك الحرس الجمهوري منزل مرسي وانتقلت السيطرة الأمنية للداخلية خارج القصر والمنزل بالتنسيق مع الحرس الجمهوري داخليًا وكان كله بناء على تعليمات من وزارة الدفاع. وأكد الجوهرى الأحاديث التى دارت بين القيادات الأمنية المتواجدة أمام منزل الرئيس أنه "انقلاب" وأن مرسي انتهى، وكلهم عارفين الكلام ده من فترة ومتأكدين أنه هيحصل فلا مفاجأة لهم في شىء بل جميعهم كانوا سعداء بالانقلاب.
وأكد "الجوهري" أن الاتصال بين الدكتور مرسي وأي شخص آخر انقطع منذ 3 يوليو، نافيًا تواجد اتصال أي من أعضاء مكتب الإرشاد معه.
وأضاف "كل ما أعلمه أن مكتب الإرشاد والمرشد لم يزوراه على مستوى الاتحادية والمنزل إطلاقًا إلا خيرت الشاطر مرتين في بيته والمرشد مرة واحدة بالمنزل أيضًا عندما مرض في رمضان مؤكدًا أن الاتصالات الهاتفية لم يكن يعلم عنها شيئًا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.