استخدمت الأضرحة من قبل رجال الدين الشيعة عنصرا ووسيلة دعائية بالغة الأهمية لتقوية الديانة الشيعية في نفوس معتنقيها حيث وكما هو معلوم أن الدعاية الشيعية تعمل على تقوية العقيدة في نفوس أتباعها ولا تعمل على صحة هذه العقيدة من عدمها, ولهذا شككت بالقرآن الكريم واعتبرته محرفا وناقصا وقالت عنه حمّال أوجه لكي لا تحاجج به . كما أنها لم تعتبر السنة الشريفة محصورة بما أقره النبي صلى الله عليه وسلم من قول وفعل وإنما أشركت فيها أقوال أئمتها الاثنى عشر وأفعالهم وتقاريرهم أيضا , ولذلك قامت بكاتبة أحاديث وابتدعت أفعال ونسبتها لهؤلاء الأئمة وجعلتها أهم من القرآن والسنة النبوية ولهذا تجد كتب الحديث الثمانية التي يعتمدونها, جلها تنقل "قول المعصوم، أو فعله، أو تقريره" ونادراً ما تنقل حديثا للنبي صلى الله عليه وسلم من مصدر آخر غير الإمام المعصوم رغم أن كثير من رواة الأحاديث الذين يستندون إليهم مجهولين وبعضهم كذابين وآخرين منهم متهمون بالانحراف, كالخطابية على سبيل المثال, كما أن الكثير من الأحاديث مقطوعة المصدر أيضا. وهذا ما شهد به العديد من مراجعهم كالخوئي و خامنئي وكمال الحيدري وآخرون من مراجعهم. ولذلك لجئوا إلى الأضرحة كوسيلة ومتكأ لترويج عقيدتهم وتقويتها في نفوس أتباعهم فأصبح حال هذه الأضرحة عندهم كحال آلهة كفار قريش التي كانوا يصنعوها من التمر فهم يعبدونها ولكن إذا ما جاعوا أكلوها. لقد وظفت هذه الأضرحة عبر التاريخ أبشع توظيف في الصراع السياسي الذي خاضه الشيعة مع الدولة الإسلامية منذ العهد الأموي مرورا بالدولة العباسية والعثمانية وما أعقبهما من دول في العراق وغيرها. فكلما قامت ضد دولة أو نظام جعلوا من حماية الأضرحة أو المطالبة بإدارتها حجة لتمردهم. وهذا ما شاهدناه في العقود الأخيرة حيث طالب عدد من قادة حركاتهم السياسية ومراجعهم الدينية بجعل الأضرحة التي في العراق تحت حماية الأممالمتحدة. بل أنهم تجاوزوا إلى أبعد من ذلك فقد طالبوا بتحويل المقدسات الإسلامية في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة إلى إدارة الأممالمتحدة. فمن غرائب صنعهم تجدهم يلعنون الخليفة المتوكل العباسي متهمين إياه بهدم قبر سيدنا الحسين "سنة 236ه " ويحملون أهل السنة عموما تبعات ذلك الحدث ولكنهم يتغاضون عن ذكر ما فعله القرامطة الإسماعيلية "سنة 317ه " بالمقدسات الإسلامية والشيعية. ويلعنون الإمام المجدد "محمد بن عبدالوهاب" وعموم السلفيين متهمين إياهم بمعاداة أهل البيت لأنهم هاجموا مدينة كربلاء سنة "1013ه" ولكنهم يتناسون ولا يذكرون أن في سنة "858 ه" استولى أمير الأحواز "علي بن محمد بن فلاح الموسوي المشعشعي" على كربلاء ونهب ضريح سيدنا الحسين وقتل أهلها وأسر من بقي منهم وأخذهم إلى دار ملكه في البصرة. وسكوتهم فقط لان "علي المشعشعي" كان من أسرة شيعية. ولا يذكرون أيضا أن في سنة "1013 ه" غزت قبيلة "آل مهنا" كربلاء بزعامة أميرها "ناصر بن مهنا " وبسطت زعامتها على المدينة 40 عاماً , وذلك لان الكثير من أبناء هذه القبيلة أصبحوا شيعة فيما بعد. وهناك حوادث مماثلة أخرى تعرضت لها الأضرحة الشيعية في إيران على أيدي الملوك القاجاريين والبهلويين وحتى في عهد نظام الخميني أيضا حينما قامت المخابرات الإيرانية سنة 1994م بتفجير قنبلة في ضريح إمامه الثامن "علي بن موسى الرضا" في مدينة مشهد ووجهت أصابع الاتهام إلى المعارضة بالوقوف وراء ذلك التفجير ولكن بعد خمسة سنوات على تلك الحادثة خرج" أكبر كنجي" الذي كان من قادة "حرس الثورة" ومن عناصر الاستخبارات- سابقا- ليقول في لقاء له مع جريدة (آريا) الصادرة في يوم 4/12/1999: أن الاستخبارات هي من دبرت تلك الحادثة لتلقي بتبعتها على المعارضة ، ولكن بعد ذلك حمّل القضاء العسكري الإيراني حادث ذلك الانفجار إلى ما اسماه "عصابة سعيد إمامي" الذي كان نائب لوزير الاستخبارات الإيرانية في عهد رئاسة محمد خاتمي (1997-2005م). واليوم يكرر التاريخ نفسه فالجميع يتذكر كيف تواطأت المرجعية العليا سنة 2004م مع القوات الأمريكية لضرب عناصر مليشيات جيش المهدي بقيادة مقتدى الصدر الذي كان يريد السيطرة على مدينة النجف , التي تحتضن الضريح المنسوب لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه , انتقاما لدم أبيه الذي اتهم المرجعية بالتآمر على قتله سنة 1999م, . ففي اغسطس2004م و عندما كانت الدبابات الأمريكية على أبواب النجف, تمارض المرجع الأعلى فجأة وذهب إلى لندن ودخلت القوات الأمريكية إلى النجف وقصفت بمدافعها منارة الضريح المقدسة وحرثت مقبرة وادي السلام المقدسة التي تعد اكبر مقبرة في العالم. ورغم كل ما جرى إلا أن موقف المرجع الأعلى وحوزته , كان , صم بكم عمي . لكن اليوم وحينما انتفض أهل السنة المظلومون للدفاع عن عقيدتهم وكرامتهم والمطالبة بحقوقهم , أصدر المرجع الأعلى فتوى الجهاد ضدهم دفاعا عن حكومة المالكي الطائفية تحت غطاء الدفاع عن الأضرحة المقدسة شأنه شأن زميله الولي الفقيه الإيراني علي خامنئي الذي أرسل قواته ومليشياته الطائفية للدفاع عن بشار المجرم تحت غطاء حماية الأضرحة في سوريا أيضا. يا لها من أضرحة مقدسة تعجز عن حماية نفسها , و يا لها من مرجعية كاذبة تستحمر أتباعها .
* رئيس المؤسسة الأحوازية للثقافة والإعلام http:// www. ahwazifoundation.com/