كانت كأس العالم البرازيل 2014 فرصة أمام لاعبين كثر حققوا النجاحات في بداياتهم، فالعديد من الإحتياطيين سجلوا أهدافاً حاسمة وكان آخرهم ممفيس ديباي الذي سمح لهولندا التغلب على أستراليا 3-2. أما في معسكر الخاسرين، فقد نجح تيم كاهيل في توديع الملاعب في القمة. بعد أن بلغ الرابعة والثلاثين قبل قدومه إلى البرازيل، كان كاهيل يدرك تماماً بأنه سيشارك في العرس الكروي للمرة الأخيرة والثالثة على التوالي. ولدى دخوله أرضية الملعب في الجولة الثانية لمواجهة هولندا ضمن منافسات المجموعة الثانية، كان يدرك بأن خروجه النهائي مرتبط ربما ببطاقة صفراء ثانية تحرمه من خوض مباراة فريقه الثالثة في البطولة ضد أسبانيا. كانت عقارب الساعة تشير إلى الدقيقة 43 عندما حصل ما كان لا يتمناه كاهيل الذي اصطدم بالمدافع الهولندي برونو مارتينز إندي الذي سقط على الأرض مصاباً. وحصل المهاجم الأسترالي على بطاقة صفراء، في حين خرج اللاعب الهولندي على حمالة. حادث صغير لكن تداعياته كبيرة: فقد بدأ العد العكسي لكاهيل في حين حل ديباي بدلاً من مارتينز إندي مع النتيجة التي يعرفها الجميع. وقال كاهيل بعد نهاية المباراة لعبت بكل جوارحي كما فعلت دائما من دون أن أفكر بالبطاقة التي كانت في حوزتي أو التي يمكن ان أحصل عليها لذا فانا لست حزين على طردى مضيفاً "لطالما بذلت كل جهد على كل كرة، فأنا ألعب بهذا الأسلوب دائماً، إنها مخاطرة يجب اتخاذها. حصلت على هاتين البطاقتين، لكني ألعب دائماً من أجل اللحظة ولا أفكر في المستقبل. واليوم، عشت إحدى اسوأ لحظة في حياتي. وكان كاهيل متواجداً في صفوف منتخب أستراليا عندما عاد إلى نهائيات كأس العالم في ألمانيا 2006 بعد غياب عن العرس الكروي على مدى 32 عاماً وقال لاعب إيفرتون السابق الذي رفع رصيده إلى أربعة أهداف في ثلاث نسخات من كأس العالم المشاركة في هذه البطولة، هو أمر حلمت به عندما كنت طفلاً في حقبة لم نكن نشاهد فيها أستراليا تشارك في النهائيات. معرفة أني ساهمت في المشاركة في العرس الكروي بصورة متتالية تجعلني أشعر بفخر كبير. لا زلنا منتخباً شاباً في عالم كرة القدم. إنها حقبة جديدة لكرة القدم الأسترالية وبفضل أداء اليوم كسبنا احترام العالم بأكمله." واكتشف عالم الكرة المستديرة أيضاً بأن لاعباً يشغل مركز في وسط الملعب ويعتبر كأفضل من سدد الكرات الرأسية في العالم يستطيع أن يتحوّل مهاجماً يجيد الدقة بساقيه أيضاً. وأضاف كاهيل الذي لعب كرأس حربة منذ استلام أنجي بوستيكوجلو مهام تدريب المنتخب الأسترالي "إنه اطراء كبير بالنسبة لي لأني الشخص الذي وثق به الفريق لتسجيل الأهداف." واستمتع كاهيل لإكتشافه حس الهداف في نهاية مسيرته بقوله "إنه لأمر محفَز أن تعرف بأن الفريق بأكمله وبلد بأسره يعتمد عليك في هذا المركز. لقد بذلت قصارى جهودي وآمل ألا أكون قد خيّبت ظن أحد." لكن النبأ السيء لكاهيل أن جميع الأستراليين وجميع عشاق كرة القدم مستائين لأنهم لن يروه من الآن وصاعداً في نهائيات كأس العالم