صفحة الرئيس تحذف التهنئة بعد موجة هجوم.. ودبلوماسي: لا سياسة في البروتوكولات للعلاقات الدبلوماسية تقاليدها الخاصة التي لا يجوز خلطها بأهواء السياسة الداخلية، إلا أن الوضع في مصر مختلف، فالإعلام سواء الرسمي أو إعلام المواطن المتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي، غالبًا ما يتصيد الأخطاء لاستغلالها سياسيًا، فالرياح التي ساهمت في إلقاء محمد مرسي بعيدًا عن القصر الرئاسي بعد خطابه إلى شيمون بيريز خلال تعيين سفير مصري جديد بإسرائيل والذي حمل عبارة "إلى صديقي العزيز شيمون بيريز.. من صديقك الوفي محمد مرسي"، لم يستطع الرئيس الجديد أن يتفاداها كلية، على الرغم من أن شدتها كانت أقل ومحاولات تدارك الآمر تمت أسرع. وتحدث كل من رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، ورئيسها (السابق) شيمون بيريز الجمعة قبل الماضي إلى الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي لتهنئته بالفوز في انتخابات الرئاسة والتأكيد على أهمية العلاقات المصرية الإسرائيلية، قبل يومين من تنصيبه. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي نشرت الصفحة الرسمية للرئيس عبدالفتاح السيسي في بيان: "رئيس الوزراء نتنياهو تحدث للرئيس المصري المنتخب عن الأهمية الإستراتيجية للعلاقات بين البلدين وعن الحفاظ على اتفاق السلام بينهما"، فيما ذكر مكتب بيريز: "شكر الرئيس السيسي الرئيس بيريز على كلماته الدافئة" في ختام الاتصال بينهما. لم ينته الأمر عند مجرد المكالمة، فعلى الرغم من أن الإعلام لم يستغل تلك المكالمة لتشويه الرئيس كما حدث مع الرئيس المعزول محمد مرسي الذي تعرض لموجة هجوم حادة في الصحف وبرامج "التوك شو" عقب رسالته البروتوكولية إلى بيريز، واتهامه بأنه عميل لإسرائيل. إلا أن قنوات تعبير أخرى كانت في انتظار مكالمة السيسي، فقد استغل أنصار "الإخوان المسلمين" تلك المكالمة لشن حملة هجوم شرسة على مواقع التواصل الاجتماعي ضده، ووصفوه بأنه حليف لإسرائيل وأنه جاء ليحقق طموحاتها. شاركهم في الهجوم بعض النشطاء الذين قاموا بنشر رابط الخبر من الصفحة الرسمية مدعومًا بهجوم حاد ورفض تشبيه السيسي بالرئيس الأسبق جمال عبدالناصر لمواقف كل منهم المختلفة تجاه إسرائيل. وفي إطار تلك الحملة الهجومية لم يضطر السيسي إلى التطرق إلى ذلك الأمر في خطابه كما فعل مرسي، الذي علق على حملة الهجوم عليه خلال خطابة بمناسبة عيد الأضحى والذي دافع عن نفسه قائلاً: "أنا لم أعهد الالتفات إلى الصغائر والتفاهات.. ورقة ملفقة هنا أو هناك.. الرجال بمواقفهم وأفعالهم"، مشددًا على أن الشعب المصري يعلم موقفه. فالسيسي ترك الأمر إلى من خلفه من رجال والذين قاموا بحذف الخبر من على الصفحة الرسمية على "فيس بوك"، وبالتالي حذف كل المشاركات التي تمت عليه، بالإضافة إلى التركيز إعلاميًا على أن الرئيس الجديد تجاهل إسرائيل خلال حفل التنصيب، ولم يوجه إليهم دعوة رسمية لحضورها، بالرغم مما نشرته مواقع إسرائيلية من أن إسرائيل طالبت بحضور الحفل. "العلاقات الدبلوماسية لها تقاليدها الخاصة.. وبروتوكولاتها المتعارف عليها ولا يجوز الخروج عنها، وعلى رأسها التواصل مع الدول"، بتلك العبارة تحدث محمد السادات، سفير مصر السابق لدى الولاياتالمتحدة ل"المصريون" عن طبيعة العلاقات الدبلوماسية بين البلدان، والاستغلال الذي يتم له سياسيًا. وأضاف السادات، أن الاتصال بين السيسي وشيمون بيريز طبيعي جدًا، في ظل اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل والعلاقات الطبيعية بين البلدين، مشيرًا إلى أنه حتى في حال وجود حروب وبمجرد عقد هدنة ما تصبح تلك الاتصالات طبيعية، خاصة في ظل رغبة إسرائيل فى الاطمئنان على سير الاتفاقية بعد تغير النظام في مصر وقدوم السيسي". وتابع أن حتى خطاب مرسي كان طبيعيًا في ظل العلاقات الدبلوماسية. وعن عدم توجيه الدعوة إلى إسرائيل رسميًا لحضور حفل التنصيب بالرغم من إبداء رغبتها في ذلك، قال السادات إن ذلك يعود إلى رؤية رئيس الدولة، وهنا موضع قد يؤخذ في الاعتبار فيه رد فعل الرأي العام الداخلي، وليس من شروط العلاقات الدبلوماسية والأساسيات التي يجب اتباعها.