أكد الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" أن جماعته ستقوم بحماية الثورة ومصر ومواجهة الفساد والاستبداد، "لأننا ذقنا حلاوة الحرية"، لافتا إلى الدور الذي لعبته في ثورة 25 يناير التي أبهرت وأدهشت العالم كله، الأمر الذي جعل الصحف الإسرائيلية تشيد بأداء "الإخوان" وحركتهم بميدان التحرير حيث كانوا يعالجون الجرحى والمصابين، بمن فيهم الجرحى من جنود النظام السابق. وهاجم القوى السياسية التي تطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر، بذريعة أن الجماعة هي القوة السياسية الوحيدة المنظمة بينما باقي القوى السياسية ليست جاهزة، رافضا اتهامات القوى السياسية للإخوان بأنهم أصبحوا مصابون بالاستعلاء بعد أن أحسوا أنهم القوة القادرة على الحركة في الشارع السياسي وأنهم قادرون على تأمين فوز مناسب في الانتخابات. وقال إن "الإخوان تعلموا من دينهم عدم الاستعلاء أو التكبر"، متعهدا في "حديث الثلاثاء" أمام حشود هائلة بجامع عمرو بن العاص- في ظل حراسة مشددة من الشرطة- بأن يقدم "الإخوان" للشعب المصري والدنيا كلها نموذجا لإنكار الذات وليس إنكار الهوية ولن يتنافسوا للوصول للسلطة، مذكرا بمقولة حسن البنا مؤسس "الإخوان": "أنتم روح تسرى في جسد هذه الأمة". وطمأن المتخوفين من "الإخوان" بأنه ليس لديهم دين خاص بهم، وأن دينهم هو الإسلام الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أن الدولة المدنية التي يدعو لها "الإخوان" بمرجعية إسلامية لا تعني إقامة دولة دينية، موضحا أن الإسلام دين ودولة وانتهى الزمان الذي كان يقال فيه: "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين". ولفت إلى أن الدين الإسلامي يشتمل على السياسة والاقتصاد والاجتماع، وحتى الفن والرياضة وان الإسلام يضمن لجميع المصريين بمن فيهم الأقباط مبادئ العدل والحرية والمواطنة، كما أن القرآن والسنة كفيلان بحل جميع المشاكل التي يواجها الناس. وتطرق بديع إلى أحداث الفتنة الطائفية في إمبابة، ووضعها في إطار مخططات تستهدف نشر الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، وبين المسلمين أنفسهم والتي اعتبر الهدف الأساسي منها إضعاف مصر، مذكرا بمحاولات الاستعمار الإنجليزي أثناء احتلال مصر حين حاول إيقاع الخلافات المذهبية بين أتباع المذهب الحنبلي وأتباع المذاهب الإسلامية الأخرى. وشدد على حالة الوئام التي تسود العلاقة بين المسلمين والأقباط منذ الفتح الإسلامي لمصر، وقال إن المسلمين عاشوا في سلام مع المسيحيين منذ أكثر 1400 عام وحتى مع اليهود الذين كانوا يعيشون في الحارات الخاصة بهم في أمان.